كتب ناصر قنديل - طبول الحرب أم ؟

الملخص:

- تساقطت ثلاثة صواريخ من أصل اربعة على نهاريا شمال فلسطين المحتلة والرابع صدته القبة الحديدية ورد إسرائيلي محدود ونفي لإتهام حزب الله إسرائيليا والمعلومات تميل نحو مسؤولية القاعدة من داخل حماس لنفس مجموعة التفجير في الضاحية
- الحصيلة الأولى لما رسم كانت الفشل في الإستدراج لإسرائيل لرد فعل يفرض على حزب الله الرد ويدخل المواجهة في حالة التصعيد المتدرج
- الواضح ان حزب الله لم يبذل أي جهد لتفادي المواجهة بينما تهربت إسرائيل
- قدمت العملية إختبار مجاني لمفعول ميزان الدرع فبدا مائلا بقوة لحساب حزب الله
- جاء الإختبار المجاني للقبة الحديدية والصواريخ كلها أربعة واسقط منها واحد فقط  فلو كانت اربعين ومن راجمة واحدة هل كانت القبة ستسقط واحد من اربعين ؟
- على الصعيد الإقليمي والدولي تمكن حزب الله من الحصول على تقدير موقف لحدود ما تستهدفه اللعبة التي بدأت بالتصعيد ضده
- لم تستفد حماس والقاعدة والسؤال ليدكم غزة وسيناء فلماذا من لبنان
- الحصيلة كانت ثلاثة نقاط ارباح لحزب الله ونقطة خسارة للقاعدة ونقطة خسارة لحماس ونقطتي خسارة لإسرائيل

 

النص كاملا:


طبول الحرب أم ؟

- تساقطت ثلاثة صواريخ من أصل اربعة على نهاريا شمال فلسطين المحتلة والرابع صدته القبة الحديدية والقنوات الإسرائيلية كلها تؤكد ان لا علاقة لحزب الله بالعملية وان مجموعات تابعة أو متأثرة بالقاعدة قد قامت باطلاق الصواريخ
- الجيش اللبناني يحدد مركز الإطلاق بنقطة بين حوش عين بعال و مخيم الرشيدية في منطقة صور
- حزب الله لم يعلق ولم يصدر أي رد فعل و نتنياهو يعلن أنه لن سيرد على النار بالنار وفجرا يشن الطيران غارة على تلال الناعمة وتؤكد الجبهة الشعبية - القيادة العامة أن لا خسائر مادية ولا إصابات بشرية
- السؤال في السياسة هو هل نحن أمام الصعود لسلم نهايته الحرب والذي يجري قرع طبولها أم أننا أمام شيئ مختلف ؟
- بداية الجواب تنطلق من تحديد هوية ووظيفة الصواريخ و تمر بتحديد النتائج ومعانيها
- الواضح الأكيد بالمعلومات أن الجهة المنفذة هي ذات المجموعة العاملة تحت عباءة حركة حماس في مخيم الرشيدية لحساب القاعدة والمتورطة بتفجير بئر العبد وتفجيرات أخرى وبالتالي الهدف مزدوج وهو الرد على التساؤلات المقلقة لكل جماعات القاعدة حول غياب أي دور لها في قتال إسرائيل بينما تضع القوة المقاومة لإسرائيل التي تتصدر قوى المقاومة العربية هدفا لتفجيراتها
- الهدف الثاني المبطن هو بدء لعبة مخابراتية متقنة تستهدف الإستثمار على السقف العالي للمعنويات التي يرسمها كل من المقاومة وإسرائيل لكيفية التعامل مع أي إستهداف من الآخر أملا بأن يستدرج القصف ردا إسرائيليا لا تتحمل المقاومة الصمت عليه ويكون الرد والرد على الرد لأن إسرائيل في وضع مشابه فقادتها لا يتحملون أمام جمهورهم الصمت على اي إستهداف خصوصا عندما تسقط لهم إصابات بشرية
- الحصيلة الأولى لما رسم كانت الفشل في الإستدراج لإسرائيل لرد فعل يفرض على حزب الله الرد ويدخل المواجهة في حالة التصعيد المتدرج والواضح هنا أن حزب الله لم يبذل أي جهد لتفادي المواجهة فعادة وفي مثل حالات عدم قيامه بالعملية موضع الحدث يعلن عدم علاقته ببيان بينما إسرائيل تضعه مشتبها أول في المسؤولية وتشتغل وراءها المطاحن الإعلامية العربية المبرمجة من لبنان إلى دبي إلى الدوحة لتتساءل وهل يمكن حدوث مثل هذه العملية دون علم وموافقة وغض نظر حزب الله لو سلمنا بصحة نفيه علاقته بها ؟ هذه المرة حزب الله قرر عدم  التعليق وهذا يعني شيئا واحدا وهو الجهوزية للدخول في تصاعد الرد والرد المتبادل وكان التعامل الإسرائيلي كما صورته الرسوم الكاريكاتيرية تهربا إسرائيليا مفضوحا و جاءت الغارة الفارغة من اي هدف سياسي أو عسكري على تلال الناعمة لتؤكد أنه رد رفع العتب وبالتالي عمل إعلامي للداخل الإسرائيلي يقول قمنا بالرد وإنتهى ، بينما كان التأكيد من لحظة العلملية  أن حزب الله متسبعد من الإحتمالات وأن الجهاد العالمي وفروعه  وراء العملية وتكررت المعزوفة نفسها على كل القنوات الإسرائيلية بما يؤكد انها تعميم سياسي عسكري
- مثلما بدا في السياسي أن إسرائيل لا تريد التورط في مواجهة مقابل جهوزية حزب الله لدخولها بدا أيضا أن هذه العملية التوريطية التي إنطلقت من الذين تورطوا بالتفجيرات التي إستهدفت حزب الله أي من موقع العداوة له قد قدمت له إختبار ردع مجاني بينه وبين إسرائيل فبدا مفعول ميزان الدرع مائلا بقوة لحساب حزب الله
- على الصعيد العسكري تحققت لحزب الله أيضا نتائج ميدانية من حيث لم يبذل جهدا فعدا عن الإختبار المجاني لقدرة الردع جاء الإختبار المجاني للقبة الحديدية حيث تقول التقارير أن إسرائيل  كانت في مناخ تحذيرات إستخبارية من عمليات مشابهة فدعمت وحدة من وحدات القبة الحديدية المنصوبة أصلا في المنطقة الشمالية من فلسطين بوحدة إضافية وفي البيانات العسرية الأولى إعترفت إسرائيل أن القبة بأعلى درجات الجاهزية تمكنت من إسقاط صاروخ واحد من اصل اربعة صواريخ وهذا لا يعني النسبة المئوية للأمان الصاروخي الذي توفره القبة أي 25% فالصواريخ لم تطلق من راجمة أي بتوقيت واحد كي تتفاعل القبة معها بما يكشف ضعفها وثابت من التحقيقات ان الصواريخ من منصات فردية للإطلاق ومهما ضبط توقيتها ستصل متفرقة ويسهل تفاعل القبة معها واحدة واحدة ومن جهة مقابلة الصواريخ كلها أربعة فلو كانت اربعين ومن راجمة واحدة فإن سقف صلاحية القبة أنها ستسقط واحدا من اربعين ؟
- على الصعيد الإقليمي والدولي تمكن حزب الله من الحصول على تقدير موقف لحدود ما تستهدفه اللعبة التي بدأت بالتصعيد ضده والتي بدا انها حملة متحدرجة بلا سقوف فقد ظهر التجاهل الدولي والإقليمي للعملية وكانها لم تحدث بينما في حلات أقل قيمة لحوادث عرضية وصدفية كانت إسرائيل ومن ورائها الغرب كله تحول أي حادث إلى بداية تصعيد نحو الحرب عندما تكون جاهزة لها وتنتظر الذريعة ، كما كان الغرب قادرا على تلقفها وتحميل الحزب مسؤوليتها وتنظيم حملة دعائية ضده على اساسها وتبرير حزمة إضافية من الخطوات التصعيدية وجمع لجنة القرار 1701 التي يرأسها تيري رود لارسون لتفعيل ضغوط جديدة على الدولة اللبنانية والمطالبة بإجراءات اشد قساوة تجاه تحركات الحزب و تقديم منصة للقوى المحلية الجاهزة دوما لتنفيذ التعليمات بفتح النار على ما تسميه فوضى السلاح وتوريط لبنان بالحروب بسببه وعبره فلم يحدث شيئ من هذا بل ساد صمت القبور وهذا له تفسير واحد وهو أن العملية تركت تظهر على حقيقتها في خانة منفذيها من أعداء حزب الله ليترسملوا بها ويظهروا انهم اعداء لإسرائيل وليسوا عملاءها كما اظهرهم مجرد إستهداف  حزب الله
- بالنسبة لمن قاموا بالعملية سواء كانت حماس أو بعض منها لحساب القاعدة فالمكسب المراد لم  يتحقق لأن السؤال الفوري كان اليست لحماس كل غزة بكل ما تملك فيها من تسهيلات فإن ارادت تصعيدا مع إسرائيل أو إيصال الرسائل إليها فلماذا لبنان ؟ وإن كانت القاعدة ومتفرعاتها فالسؤال وبين أيديكم  سيناء ستة اضعاف مساحة لبنان فلتكن قاعدة إنطلاقكم لحرب لا هوادة فيها ضد إسرائيل تحقق لكم  سمعة لا تضاهى بين العرب والمسلمين فلماذا لبنان  ؟
- الحصيلة كانت ثلاثة نقاط ارباح لحزب الله ونقطة خسارة للقاعدة ونقطة خسارة لحماس ونقطتي خسارة لإسرائيل

 

ناصر قنديل

23/8/2013

nasserkandil@hotmail.com

2013-08-23 | عدد القراءات 15694