كتب ناصر قنديل - بندر يا قاتل يا مقتول

الملخص :
- عندما تقع الحروب النتيجة لا تحددها الخسائر ففي حرب تموز خسرنا مئة مرة أكير من إسرائيل لكننا إنتصرنا
- في الحرب العالمية الجديدة وصل الفشل في المعسكر الذي تقوده واشنطن الى حد اعتبار القاعدة بقيادة بندر المخلص والاحتياط الاخير
- النهاية العسكرية للقاعدة كانت فعليا في القصير عندما فر مقاتلوها و تكرست فشل هجوم ريف اللاذقية بصورة نهائية
- حرب بندر إنتقلت إلى اخر مراحلها
- إستخدام السلاح  الكيميائي في الغوطتين الشرقية والغربية أملا بوقف للنار لتعطيل هجوم الجيش وتوريطه بتهمة إستخدام الكيميائي و الرهان على تدخلات عسكرية دولية
- التفجيرات المتنقلة في لبنان أملا بإستدراج الفتنة الشيعية السنية
- إطلاق الصواريخ على نهاريا أملا بإستدراج رد إسرائيلي
- لا الجيش اوقف ناره ولا أوباما حرك قواته بل أعلن أنه لن يتدخل إلا بقرار من مجلس الأمن و إسرائيل هربت من المواجهة والإتهامات بالتفجيرات في طرابلس تراوحت بين القاعدة وإسرائيل
- بندر يتصرف  وفق مبدأ يا قاتل يا مقتول لكنه ينفق آخر مدخراته على طاولة القمار ويخسر بسرعة
- مؤشرات النصر باتت قريبة


 
النص الكامل :
بندر يا قاتل يا مقتول
- عندما تقع الحروب الكبرى تقع الخسائر الكبرى لكن ضفة المنتصر والمهزوم لا تحددها الخسائر ففي حرب تموز خسرنا مئة مرة أكير من إسرائيل لكننا إنتصرنا وفي الحرب العالمية الثانية خسر الروس 10 أضعاف ما خسره الألمان لكنهم إنتصروا و خسر الفيتناميون عشرون مرة ما خسره الأميركيون لكنهم إنتصروا 
- في الحرب العالمية الممتدة منذ إحتلال افغانستان حتى سوريا ولبنان مرورا بالعراق ومصر و ليبيا وتونس والبحرين واليمن ودائما فلسطين تدفع الشعوب أثمانا غالية من الدماء والخراب والدمار لكن النتيجة لا  يقررها حجم الخسائر 
- الفصل الجديد من الحرب على سوريا و إستطرادا لبنان ومنذ معركة القصير يقول إن نصر حلف المقاومة بات قريبا جدا كحقيقة سياسية بعدما تثبت كحقيقة إستراتيجية منذ لقاء كيري لافروف وواصلت حملات الإنكار محاولات التغيير تحت شعار إعادة التوازن 
- واضح انه ما بعد القصير جرى التسليم بنهاية ما سمي بالإئتلاف السوري المعارض والجيش الحر كأداتين سياسية وعسكرية رعتهما قطر وتركيا لتغيير المعادلات في سوريا وأن تولي بندر بن سلطان لدفة القيادة للحرب بالتزامن مع تنحي امير قطر ورئيس وزرائه وصولا لتنحية الأخوان عن الحكم في مصر ببعده الدولي والإقليمي المنطلق من فشلهم الذريع في سوريا وما رتبه على موقعهم في اللعبة الإقليمية جاء علامة إنتقال إلى آخر المحرمات وهو تسليم القاعدة رسميا دفة الحرب على سوريا وحزب الله 
- القاعدة بما تملك من قدرات وسمعة وضعت هزيمة القصير في خانة الجيش الحر وتكوين مقاتليه الهش و غياب العقيدة والخبرة القتالية عنهما ووضعت خطتها لتوازن عسكري بضربة تفوق القصير أهمية و وتغير معادلات الجغرافية السورية و هي عملية التقدم عبر الحدود التركية من جبل الاكراد وجبل التركمان والتمركز في سلمى في ريف اللاذقية والتحضير لهجوم شامل يصل لإحتلال القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد لرمزيتها والوصول على الساحل إلى جبلة وبانياس حيث هناك نقاط إرتكاز يجري التواصل معها ويقطع طريق الساحل بين اللاذقية وطرطوس وتنطلق معارك الأحياءوالقرى في كليهما
- الضربة النوعية الثانية للقاعدة كانت العملية التي حملها بندر بن سلطان إلى واشنطن ومنها إلى موسكو وهي التخلص من الرئيس الأسد بعملية إغتيال مبرمجة صبيحة عيد الفطر 
- بعد هاتين العمليتين تقوم الخطة على إطلاق صفارة الهجوم الشامل من الوعر في حمص والرستن وتلبيسة لإستعادة القصير والوصول لحدود لبنان الشمالية والشرقية فيسترد وادي خالد  وعرسال دورهما في الإمداد نحو القلمون وحمص ووصولا للغوطتين الشرقية والغربية في ريف دمشق
- النتائج المترتبة على العمليتين اللتين رتبتا تبديلا أميركيا في روزنامة تموز وآب وأيلول إنتهتا إلى فضائح مدوية فقد تبين أن القوة المحترفة  من نخبة القاعدة لحرب الجبال التي جيئ بها من كل مناطق القتال وخصوصا العراق وأفغانستان رغم نجاحها بإحتلال عدد من البلدات والقرى والتوغل العميق في ريف اللاذقية ونجاحها بإرتكاب المجازر التي يفترض أن تطلق حرب  تطهير مذهبية في الساحل وجباله تمكن الجيش السوري خلال اسبوع واحد من إسترداد كل ما إحتلته قوات القاعدة ويثبت فيها ويقتل خلال عمليته المئات من غير السوريين من ليبيين وصوماليين وشيشان وهذا يعني شيئا خطيرا وهو ان التفوق المعنوي الذي تتباهى القاعدة بكونه مصدر قوتها مضافا إليه خبرات مقاتليها ونوعية تسليحهم ظهر أنه لم يعد موجودا في مواجهة جيش نظامي بدا بمعنويات أشد إرتفاعا وقدرة على الثبات لا تملكها القوة الأسطورية للقاعدة كما ظهر أن الإقتتال الطائفي لم يحدث وأن جمهور الدولة في سوريا ينضبط بخطتها ويلتزم خطوطها الحمراء رغم كل الغضب الذي اشاعته المجازر ومشاهد جثث الأطفال والنساء أما عملية الإغتيال فكانت الفضيحة الأكبر فقد ظهرت القاعدة كمثل كل المافيات تشتري العمليات من عصابات مأجورة قبضت ووعدت وباعت كذبة كبرى ومر العيد وتساقطت عدة قذائف هاون على أحياء دمشقية وأعلن عن العملية يومين متتالين لتنتهي فضيحة مجلجلة 
-النهاية العسكرية للقاعدة كانت فعليا في القصير عندما فر مقاتلوها أمام الجيش السوري وحزب الله وتواطأ بعضهم على بعض طلبا للنجاة بنفسه وظهرت معنوياتهم عكس كل الإدعاءات رغم تذرع القاعدة بسوء قيادة الجيش الحر 
- المرجلة اللاحقة لحرب بندر إنتقلت إلى اللعبة التي تتقنها القاعدة لكن الفشل فيها هو نهاية اللعبة وآخر المقامرات  و الرماح الثلاثة كانت دفعة واحدة 
- إستخدام السلاح  الكيميائي في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق حيث سيطرة المسلحين وفي توقيت الإستعداد للهجوم الذي يستعد له الجيش السوري عليهما و بفترة تعقب بيومين وصول المفتشين الدوليين إلى دمشق أملا بوقف للنار بداعي تسهيل مهمة المراقبين وبالتالي تعطيل هجوم الجيش من جهة وتوريطه بتهمة إستخدام الكيميائي من جهة اخرى و يجري التصعيد لإستصدار قرارات دولية تمهد للرهان على تدخلات عسكرية دولية سعى بندر لجعلها راهنة وممكنة 
- التفجيرات المتنقلة في لبنان والتي طالت أهم معقلين للشيعة والسنة من جهة ولحزب الله والسلفيين من جهة ثانية الضاحية الجنوبية لبيروت وطرابلس أملا بإستدراج الفتنة الشيعية السنية من لبنان نحو المنطقة وبالتالي سوريا 
- إطلاق الصواريخ على نهاريا أملا بإستدراج رد إسرائيلي على حزب الله يفتح باب الإنزلاق لحرب إسرائيلية مع المقاومة بالإنزلاق بين الرد ورد على الرد بتزخيم التصعيد بصواريخ مشابهة كلما إستدعى الأمر
- الفشل الذي أصاب القاعدة على المحاور الثلاثة المذكورة كان بائنا فلا الجيش اوقف ناره ولا أوباما حرك قواته بل أعلن أنه لن يتدخل إلا بقرار من مجلس الأمن كما سبق واصاب اردوغان بعد تتالي تهديداته و إسرائيل هربت من المواجهة مثل أوباما والإتهامات بالتفجيرات تراوحت في الضاحية وطرابلس بين القاعدة وإسرائيل 
- بندر يتصرف  وفق مبدأ يا قاتل يا مقتول لكنه ينفق آخر مدخراته على طاولة القمار ويخسر بسرعة 
- مؤشرات النصر باتت قريبة 
 
ناصر قنديل

24/8/2013

nasserkandil@hotmail.com

 
لقراءة المقال باللغة الانكليزية 
 
لقراءة المقال باللغة الفرنسية
 

2013-08-24 | عدد القراءات 20176