كتب ناصر قنديل - نقاش بعقل بارد

الملخص 

- واشنطن كانت تريد مجلس الأمن غطاء لحربها

- تخلي واشنطن عن الحل العسكري نحو الحل السياسي في نصفه على الأقل نابع من مخاطر المغامرة بالحرب

- الحل السياسي من بوابة مجلس الأمن يزيل خطر الحرب لأن روسيا شريك كامل بالقرار

- حصلت واشنطن على ثمن هو قوننة سوريا لوضعها مع السلاح  الكيميائي

- بين ثنايا التسوية مؤتمر للحل السياسي الداخلي في سوريا

- إن تعاون الأتراك والخليجيون والفرنسيون في صناعة التسوية فهم يكرسون نصر سوريا

- بوقوف المعارضة ضد التسوية ستصبح خارج ما تسميه المجتمع

- إن دخلت المعارضة في التسوية ففي إنتخابات الرئاسة لا حظوظ لها وفي الإنتخابات النيابية لن تحصد اكثر من ربع المقاعد

- ستخسرالمعارضة للعبة الدعم عبر الحدود

- في مجلس الأمن القرار المنتظر لن يكون على الفصل السابع

- موسكو راعية التسوية وعدت بقبولها اللجوء إلى الفصل السابع فيما لو تلكأ أي من الأطراف السورية بالتعاون مع المنظمة الدولية للكيماوي وهذا يطال المعارضة

- على ضفة موازية سقط قرار تسليح  المعارضة

- ليست تسوية منصفة وحسب بل ضربة  معلم ايضا

 

النص كاملاً

 

كتب ناصر قنديل - نقاش بعقل بارد

 

- بعدما كان الإنفراد الأميركي نحو حل عسكري في سوريا تقود خلاله واشنطن حربا يشترك فيها الخليج تمويلا وتركيا وفرنسا والأردن تعاونا لتدمر سوريا وتفتح الباب للسيطرة عليها وإسقاط نظامها المقاوم صارت واشنطن مستعدة لحل سياسي عبر مجلس الأمن الدولي

- الأكيد أن واشنطن كانت تريد مجلس الأمن غطاء لحربها منذ بداية الأزمة السورية وكان الفيتو الروسي الصيني يعطل هذه الرغبة والعودة لمجلس الأمن اليوم ليست خضوعا روسيا صينيا بل تفاهم على حل سياسي مع موسكو

- الأكيد أن تخلي واشنطن عن الحل العسكري نحو الحل السياسي في نصفه على الأقل نابع من مخاطر المغامرة بالحرب لأسباب ليست سرا مصدرها قدرة سوريا وتأثيرها مع حزب الله على أمن إسرائيل و ونوع الترسانة الروسية التي وصلتها مؤخرا والخطر الإيراني المعلن على الخليج وسوق النفط

- الأكيد أيضا أن الحل السياسي من بوابة مجلس الأمن يزيل خطر الحرب وبالتالي يسقط آخر فرصة وآخر أمل لتغيير موازين الصراع و الأمل بتغيير النظام وهويته الإقليمية

- في النصف الثاني من الأسباب حصلت واشنطن على ثمن هو قوننة سوريا لوضعها مع السلاح  الكيميائي وتقوم بتسويقه عند حلفائها كسبب كاف للتخلي عن حرب معروفة المخاطر

- إسرائيل الخائفة من الحرب تهم اميركا وحدها بين الحلفاء  وتستطيع إسرائيل ان تقول ان موازين الربح والخسارة تجعل التسوية أفضل ما يمكن فعله وهي الخائفة على أمنها والمستفيد الأساسي ولو معنويا من الحل الكيماوي

- في حالة إسرائيل ليس الربح الإعلامي مصدر إطمئنان فالحملة لإلزام إسرائيل بتوقيع المعاهدة الكيماوية ستزداد مع توقيع سوريا وإذا إستجابت إسرائيل سيصير التوقيع على المعاهدة النووية الخطوة التالية وإذا رفضت ستكون عنوانا لسلاح الدمار الشامل تعهدت روسيا بعدم التساهل مع ملفه

- سائر حلفاء واشنطن وخصوصا المعارضة السورية والخليج وتركيا يقفون كليا في حلف الخاسرين فالتسوية لا تعنيهم بل تصيب منهم مقتلا لأن مصير مستقبلهم  المعنوي والسياسي طوال عامين صار مربوطا بمستقبل الحرب على سوريا

- إنتظر المعارضون ومن ورائهم تركيا والخليج حتى صارت واشنطن جاهزة لمشروع الحرب وزينوا لها سهولتها وهونوا مخاطرها وكانوا مستعدين لتحمل إرتداداتها مقابل أن تركب واشنطن رأسها وتمضي بقرار الحرب

- معادلة الخليج وتركيا والمعارضة هي خسارة كاملة أو ربح كامل والتسويات خسارة كاملة ولن يكون بمقدورهم مواصلة الحرب بلا أميركا وبين ثنايا التسوية مؤتمر للحل السياسي الداخلي في سوريا بمن حضر و إعتبار كل مواصلة للقتال بعده إرهابا يصير قتاله مشروعا من طرف الدولة السورية بحكومة تضم المعارضة

- إن تعاون الأتراك والخليجيون والفرنسيون في صناعة التسوية فهم يكرسون نصر سوريا ويمنحنونه الشرعية الإقليمية ويعترفون بهزيمتهم فآخر همهم هو كم مقعدا وزاريا تحتل المعارضة ما دام الأصل بقاء الأسد وخروجه منتصرا

- إن تعاونوا سيجلبون إلى التسوية نسبة جيدة من المعارضة تسمح بإضعاف حجم الغطاء الذي تحوزه القاعدة تحت عنوان كذبة الجيش الحر وصار الإستقرار السوري أقرب منالا وإن لم يتعاونوا منحوا النظام فرصة الإستحواذ بالسلطة الجديدة بغطاء دولي وتمكن من مواصلة الحرب  على من يقاتلوه ولو بدعم خليجي وسواه

- المعارضة خاسرة بكل حال ففي وقوفها ضد التسوية ستصبح خارج ما تسميه المجتمع الدولي ومجرد غطاء لحرب القاعدة التي يملك النظام في وجهها غطاء دوليا وشرعية قانونية وسيصيرون كحال الأخوان في مصر بأحسن الأحوال

- إن دخلت المعارضة في التسوية ففي إنتخابات الرئاسة لا حظوظ لها وفي الإنتخابات النيابية لن تحصد اكثر من ربع المقاعد وفي أي حكومة أغلبية ستبقى خارج السلطة و في حكومة إئتلافية لن يكون لها لا رئاسة الحكومة ولا الوزرارات السيادية

- تركيا والأردن ولبنان مع المتغيرات سيكون تموضعهما الجديد مع تغييرات داخلية مؤكدة سببا لخسارة المعارضة للعبة الدعم عبر الحدود

- التسوية جنبت سوريا الحرب وفتحت مسارا جديدا للصراع يرجح كفتها بلا جدل أو شبهة وبينما كان الوطن السوري ودولته وجيشه وسلاحه ومن  ضمنه الكيماوي في عين الخطر صار الكيماوي كبش فداء لسوريا ودولتها وجيشها فهل التسوية رابحة ؟

- موقع سوريا الجيو إستراتجي تمت حمايته بسلاح تمتلكه سوريا لتفاوض عليه سلاح إسرائيل النووي وجاء وقت إستعماله لما هو اخطر أي خطر إزالة سوريا عن  الخارطة وإسقاط خيارها المقاوم وفتح باب الضغط على إسرائيل لتحذو حذوها بالكيماوي والنووي

- صارت سوريا خارج الخطر وحفظت موقعها وخياراتها وحصلت مقابل السلاح الكيماوي على أحدث ما في الترسانة الروسية لجيشها من سلاح يمكن إستخدامه وليس مجرد سلاح ردع لا يستعمل و خسر اعداؤها المتربصون فرصة عمرهم

- الكيماوي يمكن تصنيعه بقرار لمن يملك الخبراء والمعرفة ويعرف سهولة الحصول على مصادر المواد الأولية وتجربة كوريا الشمالية فيما هو أشد تعقيدا أي سلاحها النووي الذي فككته ودمرته عام 2007 وأعادت إنتاجه خلال عام خير دليل

- الكيماوي السوري كما يقول الخبراء لا يمكن نقله ولا تدميره ولا تأمينه بأقل من خمس سنوات وثلاثة مليارات دولار وسيصير حكاية ابريق زيت رغم إرادة سوريا وروسيا بالتعاون الشفاف لكنه ما بقي موجودا ستشعر إسرائيل بالقلق ولو صار ورقيا بعهدة منظمة دولية

- في مجلس الأمن القرار المنتظر لن يكون على الفصل السابع وبالمناسبة للتذكير قرارات إلزام سوريا بالتجاوب مع متطلبات التحقيق بإغتيال الحريري كانت وفق الفصل السابع بوجود روسيا والصين وقبل زمن الفيتو

- في مجلس الأمن ستكون مهل المنظمة الدولية للسلاح الكيماوي لسنة لمراجعة الإلتزام السوري وسيكون العائق بنظر الخبراء لإتمام المهمة هو المال والظرف الأمني وليس نقص التعاون السوري

- موسكو راعية التسوية وعدت بقبولها اللجوء إلى الفصل السابع فيما لو تلكأ أي من الأطراف السورية بالتعاون مع المنظمة الدولية للكيماوي وهذا يطال المعارضة ايضا ولن تكون سورية الدولة معنية لأن ليس لديها نية المناورة

- على ضفة موازية سقط مع الكيماوي والضربة قرار تسليح  المعارضة الذي كان قبل أيام بديلا اميركيا للضربة وصار معها في خبر كان وعلى الأميركي أن يلزم حلفاءه بمسار الحل السيسي لسوريا وشرطه وقف التسليح وليس زيادته

- سوريا تربح بالنقاط وخصومها يخسرون بين أفضلهم الذي يربح ماء وجهه وهو الأميركي ومن يربح إعلاميا وهو الإسرائيلي لكنه يخسر سياسيا ومن يعد خسائره ولا يتوقف كالسعودي والتركي والأردني ومن أصيب بالضربة القاضية كحال المعارضة

- ليست تسوية منصفة وحسب بل ضربة  معلم ايضا

 

 

 

2013-09-16 | عدد القراءات 2362