تعيش سوريا ذكرى مؤسس نهضتها الحديثة و باني مجدها في التشرينين و كيف إنتقلت مع حافظ الأسد من خريف الإهتزاز إلى ربيع الإستقرار ومن عواصف التهديد إلى قوة المناعة المنيعة والممانعة ومن الدولة الفقيرة إلى الدولة النامية المكتفية في الغذاء والدواء والمتنعمة بمجانية الطبابة والتعليم والتي تعمها الكهرباء والطرقات وتنهض فيها الصناعة وتزدهر فيها الزراعة وتتباهي بما تقدم في مجالات العلوم .
مع إنجازات الحركة التصحيحية صارت سوريا لاعبا بعدما كانت ملعبا وصارت صانع سياسة وإستراتيجيات بعدما كانت في موقع الإنفعال لا الفعل .
وفي عقدها الثالث رحل مؤسس الحركة التصحيحية بعدما شاخ قادة حزبها ودولتها وصارت الحاجة لحركة تصحيحية جديدة تواكب المتغيرات وتستثمر على الإنجازات و كان الرئيس بشار الأسد رائد هذه الحركة الذي تصدى للمهمة معقدة بين شريكين في الحزب والدولة والمجتمع شريك يريد مواكبة المتغيرات بالتخلص من المنجزات وشريك يريد حماية المنجزات بإنكار المتغيرات وتعقدت المهمة بحروب متتالية دفعت مهمة حماية قرار الإستقلال الوطني إلى الواجهة مع العام 2000 بوصول المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض وبدء حروب الإخضاع والإستتباع لحساب إسرائيل بقوة التفرد الأميركي سياسيا وإقتصاديا وعسكريا على الساحة الدولية وسوريا أول المستهدفين و خيار المقاومة أول الأهداف و في ساعات الحروب ستقاتل سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد بالإستناد إلى الشريكين الصعبين نفسيهما فتستعصي عملية التغيير وتتعقد أكثر وأكثر.
خاضت سوريا مع بشار الأسد حروب الصمود لإفشال مشروع الهيمنة الإمبراطوية ونهض معها حلفاؤها خصوصا إيران والمقاومة في لبنان و فشلت حروب افغانستان والعراق ولبنان وفلطسين بتحقيق أهدافها .
كانت حرب التفتيت وحرب التدمير وحرب الإخضاع وحرب الإسقاط وصمدت سوريا وصمد حلفاؤها وإستنهضت بصمودها حلفاء جدد كانوا يستعدون وهم في آن يتهيبون كلفة المواجهة ويخشونها ويبحثون عن الفرصة وينتظرونها فكانت سوريا وكان بشار الأسد وكانت معه روسيا والصين .
الحركة التصحيحية الثانية التي بشر بها الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم الأول تسير خطواتها الحثيثة مع إقتراب ساعة نصر سوريا وحلفائها حيث الجمع بين خياري المقاومة و التفاوض وخياري الوطنية الحازمة والتعددية والتشاركية وحيث الجمع بين النمو والعدالة الإجتماعية و بين العروبة والوطنية السورية وبين الإشتراكية والرأسمالية وبين العلمنة والدين وبين الإستقلال والعولمة .
كما كانت سوريا ركيزة ولادة نظام عالمي جديد ستكون ركيزة ولادة نموذج عالمي جديد .
2013-11-16 | عدد القراءات 3891