توقفت الأوساط الديبلوماسية و الإعلامية أمام مجموعة من المؤشرات المحيطة بالموقف السعودي من التفجيرات الانتحارية التي نظمتها القاعدة في بيروت واستهدفت مبنى السفارة الإيرانية .
الإشارة الأولى الملفتة او المستغربة كانت الموقف الذي صدر عن كل فريق 14 آذار اللبناني وخصوصا تيار المستقبل الذي قال قبل التفجير مخاطبا حزب الله من يزرع الريح يحصد العاصفة مبشرا بسلسلة أحداث تقف وراء القاعدة ردا على وصفه تورط حزب الله في سوريا وعاد بعد التفجير وهو يقدم التعازي بالضحايا ويصف التفجير بالعمل الإرهابي لا ينسى التذكير بأن إدخال لبنان في اتون الفوضى الأمنية يعود لإصرار حزب الله على التدخل بالأزمة السورية عسكريا و المعلوم أن موقف سعد الحريري رئيس التيار ومنذ استحضاره قسرا في لقاء القمة بين الملك السعودي والرئيس اللبناني قبل أيام معدودة صار يعبر بقوة هذا الاستحضار عن الرأي السعودي تجاه ما يجري في لبنان .
الإشارة الثانية الملفتة والبعيدة عن اللياقات الديبلوماسية او العلاقات الدولية هي تأخر السعودية لليوم الثاني بعد التفجير لإصدار بيان الإدانة والاستنكار بينما كانت بيانات الخارجية الأميركية والبيت الأبيض وزيارات سفراء الدول الأوروبية قبل يوم من الاستنكار السعودي و كأن الأمر يحتاج إلى دراسة بل ربما لولا الموقف المعلن لإيران المستغرب للصمت السعودي والذي حمل ممولي ورعاة القوى المتطرفة في المنطقة مسؤولية التفجير وهو يوجه الاتهام الأساسي لإسرائيل لما صدر البيان السعودي المستنكر والباهت في مضمونه
الإشارة الثالثة كانت القرار الذي أصدرته الخارجية السعودية بدعوة الرعايا السعوديين إلى مغادرة لبنان فورا بداعي القلق من عمليات أمنية أو القلق من خطر تعرضهم لأعمال خطف واستهداف و المشكلة أن أيا من الفرضيتين يكشف إما بعدا تهديديا بالمزيد من العمليات تحت شعار التوقع الاستباقية أو القلق من الانتقام كعمل وقائي لكون المسؤولية سيجري تحميلها للسعودية
السلوك السعودي ينطبق عليه القول يكاد المريب يقول خذوني فالسعودية تتصرف كونها قد انكشفت بوقوفها وراء التفجير .
يتطابق هذا الاستنتاج مع كون السعودية قد تحدثت بصورة لاحقة للتفاوض الغربي مع إيران ضمن مفاوضات خمسة زائد واحد عن رفضها للتفاهم وكشفت سعيها للدخول على خطه لتغيير معادلاته باتجاه ضم الملفات الخليجية الداخلية إليه وخصوصا الوضع في اليمن والبحرين مما يطرح السؤال الجدي عن وسيلة السعودية لفرض هذه الشراكة عشية وصول الوفود المتفاوضة إلى جنيف وعن سر هذا التزامن بين التفجير في ذات الصباح كرسالة يجب أن يكون لها وظيفة في شأن متصل بإيران وما عساه يكون غير المفاوضات النووية ؟ وكيف لتنظيم القاعدة ان يكون معنيا بنقل رسالة غير الرسالة السعودية لإيران ودول العالم في هذا التوقيت الدقيق ؟
المسؤولية السعودية عن التفجير لا تحتاج بيان إعلان مسؤولية بل عين بصيرة وكمية من العقل لقراءة الروابط بين المواقف والتطورات .
2013-11-21 | عدد القراءات 7235