حرب جنيف - مقدمة نشرة اخبار توب نيوز - 24-11-2013- ناصر قنديل

 

التفاهم الذي أنجز حول الملف النووي الإيراني تحول إقليمي دولي كبير فالمسالة لم تكون يوما شأنا تقنيا تفصيليا عالقا في قواميس المصطلحات وبعد جهد جهيد توصل الخبراء إلى حل لمسائله المعقدة فكل مفردة من مفردات الخلاف كانت تعكس تصادما سياسيا إستراتيجيا حول الخيارات الكبرى والتفاهمات وتعقيدها كانت تتأتى من الفهم المتباين لموازين القوى .

كان يجب أن ترسو التوازنات على معادلة مقروءة بلغة واحدة من طرفي الصراع أميركا وإيران ومن حول كل منهما حلفاؤه حتى ينضج الإتفاق والمسالة كما يتبين من كل مفردات التفاوض على مدى سنوات ومن نوعية الحلفاء هي مسألة التصادم بين مشروع الهيمنة ومشروع الإستقلال الوطني

فوز إيران بحق التخصيب هو فوز لمفهوم سيادي والفوز اليوم هو لأن الزمان دار دورته الكاملة وفشلت حرب العراق وقبلها حرب أفغانستان بإسقاط إيران بالتطويق وبعدها فشلت حرب لبنان وحرب غزة بإسقاط إلتزامها بقضية المقاومة وجاءت الحرب الفاصلة في سوريا ولولا اليأس الأميركي من جهة من قدرة الحلفاء على تغيير موازين القوى ويأسها من جهة ثانية من قدرة المعارضة السورية رغم إسنادها بقوات القاعدة ولولا وصول الوقت الداهم لإستحقاق الإنسحب من افغانستان إلى حده النهائي وصمود إيران  بوجه الضغوط والحصار والعقوبات لما إرتضت واشنطن باقل من حرمان إيران من حق التخصيب من جهة وبتطبيع علاقاتها بكل من السعودية وإسرائيل كممر إجباري للتفاهم معها من جهة ثانية ومعلوم ان ثمن هذا التطبيع هو رأس المقاومة في لبنان أو الضغط عليها لتطويعها وتغيير موقف إيران مما يجري في سوريا .

تم التفاهم ومعه إنتصر مفهوم الدولة الوطنية المستقلة في الشرق وهو امر لا يقتصر على إيران بل يشمل على الأقل حلفاءها سوريا والعراق والمقاومة ومعهم من يعيش قلق التحدي في شؤونه الوطنية كحال مصر ويحتاج دليلا على إمكانية ممارسة المفهوم السيادي كاملا

الحلقة الثانية بعد التفاهم مع إيران كما قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي هي تسريع جنيف الخاص بسوريا ذلك أن فعالية الرهان الأميركي على الحلفاء مستنفدة والتطورات ليست في صالح المعارضة لكن الحنق والغيظ السعودي والإسرائيلي سيرتب مشاريع تصعيد ستكون هذه المرة إذا ترجمت بجولات عنف نقاط تحول في مسار الوضع الميداني حيث ستكون المجموعات المسلحة بقوة الضغط الروسي والسرعة الأميركية بلا غطاء وسيكون الحسم العسكري الذي بداه الجيش السوري مدخلا لتغيير عسكري  جوهري يجعل جنيف محطة بروتوكولية لمصالحة الغرب وخصوصا أميركا و اوروبا مع الدولة السورية كما كانت مفاوضات جنيف النووية إطار لمصالحة اميركية اوروبية مع الدولة الإيرانية .

المنطقة سستغير بسرعة ربما لن يتمكن من إستيعابها الكثيرون خصوصا الذي أمضوا عقودا يعتبرون أنهم ثوابت أميركية لا تنازل عنها

 

2013-11-24 | عدد القراءات 7297