انتهت جولة موسكو 2 على ما وصفه الروس بانه اقصى ما يمكن ان ينتجه الحوار الداخلي السوري حتى لو حضرت كل المعارضة لانه لا امكانية للتقدم نحو الحل السياسي ابعد من الذي توصل اليه موسكو - 2 - بدون شراكة الدول الاقليمية الفاعلة و لذلك مع نهاية موسكو- 2- اعلنت روسيا ان الخطوة الثانية هي "جنيف 3 ".
خرج مؤتمر موسكو- 2- التشاوري بنقطتان :
اولا " الوقوف وراء الجيش السوري بالوقوف وراء الارهاب "
ثانيا " دعوة دول الجوار السوري الى تطبيق قرارات مجلس الامن الخاصة بوقف تدفق السلاح و المسلحين و هذا اقصى ما يمكن للمعارضين ان يتوصلوا اليه مع الحكومة "
جنيف هو المؤسسة الدولية الرسمية التي تحظى برعاية اميريكية روسية و الذي تتواجد فيه الامم المتحدة و الذي تحضر فيه كل من تركيا و السعودية و الاردن و هذه المرة ايران ايضا .
يبقى الاهم في هذا الاطار الموقف التركي لتطبيق موسكو 2 و الذي له علاقة باقفال الحدود و لهذا السبب لا ينعقد جنيف 3 الا عندما تصبح تركيا جاهزة لتسكير الحدود و ذلك عبر وعودا لتركيا ان تكون هي الشريك الاسلامي الاخر في معادلة المنطقة بعدما بات الطريق مقفلا امام السعودية بسبب عدائيتها و تطرفها و بعدما صغرت مصر حجمها لتصير مجرد ملحق للسعودية بينما العلاقات التجارية و الاتفاقات المشتركة بين تركيا و ايران كانت ذات فائدة مشتركة بفترة الحصار اما بعد ان يفك الحصار يصبح العائد التركي بمثابة امتيازات تمنحها ايران لتركيا .
هذه العوامل ستجعا من تركيا جاهزة لتلعب الدور المطلوب في تهيئة الحل في سوريا عندما تتيقن ان ايران و اميريكيا اصبحتا على خط النهاية و حخلال الفترة المتبقية ما قبل الاتفاق قد تقدم تركيا على مجموعة اجرائات لاعطاء اشارات ايجابية للجوار تكشف خلالها عن استعداد للانخراط في الحلول .
و يبدو ان الازمة اليمنية ستكون الوجبة الرئيسية التي تنتظر تركيا في الاشهر المقبلة و التي تدخل من خلالها بطريقة سلسة و منطقية الى التشبيك الاقيليمي و الخروج من ضفة الخاسرين عندما تصل السعودية الى يقو ذلك ين الفشل و تبداء بالبحث عن المخارج .
تظهر ايران جدية حقيقية في مشاركة تركيا بحل ازمات المنطقة كشريك اساس و قد بدا ذلك واضحا في الزيارة الاخيرة لاردوغان الى طهران التي تزامنت مع تصريحات للسيد على خامنئي اعلن من خلالها ان السعودية تمارس ذات السلوك الصهيوني في حربها على اليمن و هذا يعتبر سياسيا نسف للورقة السعودية كشريك مع الايرانيين في اي حلول مقبلة خصوصا بالملف السوري و بطبيعة الحال , و لدى الحديث عن سوريا فان الجارة تركيا هي المعنية الحقيقية في اي ترجمة بوقف السلاح و الامداد و التوصل معها لحلول حقيقية في الازمة السورية حيث لا يمكن لغيرها من الدول ان يفيد و ذلك كله نظرا لانغماسها بشكل اساس بالدعم اللوجستي للمسلحين الذي عبروا منها الى سوريا .
2015-04-14 | عدد القراءات 2116