افلس بنك الاهداف السعودي في الحرب على اليمن و افلست معه الذرائع و الحيل العسكرية فلا الحوثي يرد ولا هي تنتصر و لم يتغير شيء سوى دمار هائل و مشهد مريع من الركام و اشلاء البشر المبعثرة في احياء الناس .
يلفت بهذا الاطار التصعيد الغير مسبوق الذي تقوده السعودية بطائراتها فقد بلغ القصف ابعد مدى و اكثر اذى و حصد للارواح حتى وصلت الحصيلة بيوم واحد الى اكثر من 600 بين خسائر بالارواح و جرحي يمنيين في حي سكني باكمله في صنعاء حيث استهدف بقنابل فراغية و اسلحة فتاكة .
الصور التي انتشرت و الكاميرات التي استطاعت تصوير لحظة القصف الجوي تظهر الكم الهائل من المتفجرات التي كانت تسقط على الجبال فتغير معالمها لشدة فتكها و قدرتها التدميرية .
لا تعبث السعودية بهذا المشهد هباءَ فهي تعرف جيدا ان الوقت طال و ان الحرب الجوية نفذت فيها ما يمكن ان تعول عليه كامل تحقيق مكسب مقبل كان لا بد ان تظهر في اول ايام الحرب اي بالاستفادة من مهابتها و عنصر المفاجئة و السيطرة على زمام الامور كطرف مهاجم عسكريا .
عاش لبنان فترة مماثلة في عدة حروب شنت عليه من قبل العدو الاسرائيلي كان اشهرها عدوان 1996 و ما حفظ منه بالذاكرة من مجازر اشهرها مجزرة قانا و اعتداء 2006 و حفظ فيه ايضا مجزرة قانا 2 ..
في اليوم ال 27 للحرب الاسرائيلية على حزب الله كما اسمتها طلبت تل ابيب تمديدا من الولايات المتحدة فاتصل اولمرت رئيس الوزراء حينها بكوندوليزا رايس وزير خارجية ادارة بوش و كان ان اعطتت واشنطن تل ابيب ما تريد فمددت لقرابة اسبوع .
ضاق الخناق على اسرائيل و افرغت اهدافها و لم تفلح في ان يكون هذا التمديد مكسبا يغير مجرى الحرب فعمدت الى التصعيد و القصف على المدنيين بطريقة جنونية حتى عرف ان اخر ايام الحرب بين الجنوبيين كانت الاشد ضرواة و قساوة و قد حصد العدد الاكبر من الضحايا وسعت اسرائيل خلالها الى البحث عن هدف بشري يحرك الراي العام الدولي و يضغط عليها لتتوقف فكانت مجازر قانا 1 و قانا 2 كبش الفداء و تعالت صرخات المجتمع الدولي ان حان الوقت ليتوقف العدوان و يجتمع مجلس الامن من اجل ذلك.
بعين المراقب او العارف او المنسق مع حلفائها تتصرف السعودية بذات الاسلوب و هي اليوم تكثف طلعاتها الجوية و تقصد حصد اكبر عدد ممكن من الارواح لتكون عنصرا ضاغطا على المجتمع الدولي فيقول لها " كفى " لم يعد يجدي الاستمرار لان التراجع بالنسبة للسعوديين علنا غير وارد و ان سعت اليه تحت الطاولة .
اول البوادر ظهرت من اوروبا حيث اعلنت المانيا عن عدم تاييدها لهذه الحرب فدعا وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بخصوص اليمن مستبعدا أن ينجح الخيار العسكري في حل الأزمة اليمنية.
من جهته دعا بان كي مون امين عام الامم المتحدة لوقف فوري لاطلاق النارفي اليمن .
يبدو ان التصعيد في اليمن و اراقة الدماء و تقصد قتل اكبر عدد ممكن من اليمنيين هو هدف عسكري مضمونه سياسي يستجدي صراخ العالم ليردع الرياض التي لا يبدو انها ستتراجع بسهولة و بالتالي تستمر الحرب باحتمالاتها كافة حتى تنضج تسويات و فرص تخرج ال سعود من خلالها مخرجا مقبولا بعد اخفاقه بتحقيق اهدافه ان كان لناحية تقدم الحوثيين او القضاء على مقدراتهم العسكرية التي لم تمس حتى الساعة
2015-04-21 | عدد القراءات 2819