في اليمن صراع بين المقاومة وبين إسرائيل و المستهدف الرئيسي هو ميزان الردع الذي أسس له قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله و الذي شاركه فيه السيد عبد الملك الحوثي
تحدث الأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية ورئيس شبكة توب نيوز.
في القسم الاول: الحدث اليمني
أشار الاستاذ قنديل أن الحدث اليمني الذي يترك أصداء وإنعكاسات ليس فقط على أحداث المنطقة بل ربما على توازنات العالم فالحدث اليمني لايدور بين قوتين محليتين في ساحة ضيقة وفي منطقة معلومة الأهمية وأن الحدث اليمني أدى إلى توتر بلغ في لبنان إلى حد الإنفجار لدرجة أن أصوات كثيرة بدأت تتحدث عن كيفية تحييد لبنان عن تداعيات الأحداث في اليمن ، وبالتالي الإهتمام بالحدث اليمني ليس مجرد إهتمام عاطفي ، وأضاف قنديل أن هنالك جبهتين مفتوحتين على مستوى العالم منذ 15 سنة منذ تحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي وبين حلف شعر بالهزيمة عندما هزمت إسرائيل في قلبه حكام الخليج ومنهم إمتداد في المنطقة على مساحتها وصولا إلى أنحاء العالم لأن اسرائيل التي تملك الباع الطويل في صراعها في السياسة في دول الغرب من (أمريكا الى فرنسا وبريطانيا) و لأنها درة التاج العربي ولأنها نخبة النخب الغربية ،ولأنها العصى الغربية لتأديب كل من يشق عصى الطاعة للمصالح الغربية وكل من يفكر بالاستقلال ،
وأوضح قنديل أن المنطقة مقسومة بين الذين اعتبروا أن إنتصار المقاومة يعريهم ويكشف أكاذيبهم ويقولوا لشعوب المنطقة هذه إسرائيل هذه القوة التي لاتقهر فهي أهون من بيت العنكبوت ،وتابع قنديل أن تحقيق الإنتصار في عام 2000و 2006دليل على أن إسرائيل ليست تلك القوة الجبارة و الإسطورة الخرافية التي لايمكن الحاق الهزيمة بها ، فعندما تصل الشعوب إلى هذا اليقين و التجربة الملموسة بالوقائع ستسأل حكامها كيف ضاعت فلسطين لولم تكونوا خونة وعملاء متخاذلين !!، فإذاً ساعة الحساب ستقترب لذلك كل الحكام تحسسوا بالخطر لأنهم شعروا أن إسرائيل تفقد قوة الردع و القدرة على أنها القوة التي لاتقهر ، وهؤلاء يقولون بأن ماذا تريد أمريكا سنكون تحت أمرتها من أجل أن تكف عنا شر إسرائيل و البعض الأخر ذهب إلى حد بعيد بالعلاقة مع إسرائيل أي مانعطيه برضاها هو أقل ماستنتزعه منا لو عاندناها أو قاتلناها ، فالسعودية ومعها حكام الخليج والتي وصفت حرب تموز عام 2006بالمغامرة وأن هؤلاء المقاومون سيدفعون ثمن مغامرتهم ،وكان مطلب هؤلاء الحكام بأن لاتنتهي هذه الحرب وقولهم للإسرائيلي "عليكم بسحق عظامهم" وهذا ماقالته "ليفني "على لسان حكام الخليج ، وذلك لتأديب المقاومة ولتثبت صحة أقوالهم وتخاذلهم ، وأن بيعهم لفلسطين عقلانية وأن تفاديهم للمواجهة مع إسرائيل حرص على السكان وعدم الدخول بالمواجهة المكلفة وبلا نتيجة ، وبالمقابل بيًن قنديل أن سوريا التي وقفت مع المقاومة ووقفت على قدميها وانتصرت مع المقاومة وبالتالي سوريا يجب أن تعاقب وتتحطم من وجهة نظرهم ، ولقول لشعوب هذه الأنظمة اذا فعلتم كمافعلت سوريا سيكون مصيركم هكذا ولكن هم الذي صمموا وخططوا لُنًيل من سوريا .
ولفت قنديل أن روسيا وقفت إلى جانب سوريا لأنها تقف مع نفسها وأنها تعلم بأن تفرد أمريكا من سوريا بذات الأدوات التي استعملت ضد سوريا ( كالتركي العثماني الجديد والقاعدة والإخوان المسلمين )سوف تدخل إلى كل نقطة من مسام الجسد الروسي لتنهيه وتفتك به وبالتالي تسقط كل عناصر القوة فيه .
الغول السعودي اذا نجح بإبتلاع اليمن فهو سيتجه ويصفي حساباته وبالتالي لاتوجد منطقة في العالم تستطيع أن تنأى عن نفسها عن أحداث اليمن لأنها فصل من فصول معركة مفتوحة ومعركة لها أسباب في اليمن كمالها أسباب في الأزمة في سوريا وكذلك في لبنان و العراق اذا الحرب كلها في المنطقة مترابطة ،الحرب مع "داعش "في العراق فهل تقدر الحكومة العراقية أن تقول أن لا دخل لها في العلاقة مع تركيا وتركيا هي الحض الدافئ "لداعش " ، وكذلك إيران لو هزمت سوريا لما حصلت إيران على التفاهم النووي ولولم تقف إيران مع سوريا لماكانت سوريا صامدة ، ولولم تقف روسيا مع سوريا وتقدم لها كل مافي ترسانتها من سلاح نوعي لما تمكنت سوريا من الصمود وبالمقابل لولم تصمد سوريا لما تمكنت روسيا بأن تتعامل مع العالم كقوة عظمى ، اذا هذه العلاقة تبادلية تفاعلية .
وأشار قنديل أن العسكريين المخطوفين في لبنان على أبواب الإفراج وأن تركيا ستفرج عن العسكريين المخطوفين الذين نقلو من القلمون إلى الرقة ومن الرقة إلى أنقرة وأصبحوا في عمق المخابرات التركية وذلك لأن تركيا لا تستطيع الأن وهي تقرر الاستدارة و التموضع على خط التسويات وبناء جسر وصلة مع ايران وحلف المقاومة وذلك بأن يحفظ لها مقعد على طاولة التفاوض لا تقدر بأن تقدم لها رعبون بحجم أنها خارج الحلف مع السعودية لأنها تضع إحتمال بنجاح حرب السعودية وبالتالي تركيا تقوم بالتوازن أي تقول أنها ضد النظام في سوريا وحسب رأيها "داعش "و النصرة إرهاب وتقول أنها مع الحكومة في العراق وأنها ليست مع "داعش "
ولفت قنديل أن بعد الضربة الإسرائيلية في القنيطرة هذه الغارة والذي كان هدفها عشية اللحظات الحساسة في المفاوضات الأمريكية الايرانية ليس هدفها فقط أن تقول للمقاومة وحزب الله ممنوع الإقتراب من الجولان ، أو أن تقول للرئيس بشار الأسد أن فتح الجولان أمام المقاومين سيرتب معادلة جديدة من نوع حزام أمني يسلم لجبهة النصرة ، ولكن ليست كلها أهداف الذي يجري في القنيطرة ومزارع شبعا إنعكس على المناخ العام الدولي .
أكد قنديل أن إسرائيل تدرك أهمية ايران وتعرف بأنها محاصرة بشمالها بالمقاومة وفي شرقها بسوريا التي باتت تحكم بمعادلات ردع جديدة بدليل العملية التي جرت في جنوب سوريا وكانت تحت النظر الاسرائيلي ،وبالتالي المنطقة الأن ترسم خريطتها و المنطقة يقرر مصيرها كل عناصر القوة و الضعف من صمود المقاومة وإنتصارها في 2006وصمود سوريا وايران في ملفها النووي و العراق في انتصارهم على "داعش "وكله أصبح في الميزان ، وإلى 30 حزيران لم يبقى لهم شئ أوكرانيا خسروا الرهان فيها ،وسوريا تكسرت رماحهم فيها ايضاً، والعراق لم يستطيعوا بأن يحولو "داعش" إلى قوة هجوم معاكس ، لم يبقى إلا اليمن وهم فيه يفشلون .
القسم الثاني :قراءة لخطاب كلمة سماحة السيد حسن نصر الله
كلمة السيد ستتناول ثلاثة عناوين العنوان الاول الصلة أي ماعلاقة السيد باليمن أشار قنديل :أن حرب تموز محطة وحرب سوريا واكرانيا محطة والأن نقترب من ربع الساعة الأخير أي في 30 حزيران، ويبدو أن اليمن أخر المحطات وبالتالي نصر وهزيمة بقلب حلفين كبار، عندما ينتصر شريك على خصمك أو على شريك خصمك في معادلة جديدة ، أي عندما تهزم السعودية تهزم اسرائيل وتهزم امريكا وبالتالي يهزم معها حلف طويل ، وعندما ينتصر ثوار اليمن ينتصر معهم الايراني و السوري والعراقي و اللبناني و الروسي وهو حلف طويل أيضا.
لفت قنديل أن هناك شيئ خاص يخص السيد ليس له علاقة بالطائفية و لا المذهبية ولاأيضا بالعقيدة ولكن سماحة اليد لديه بوصلة .
وأكد قنديل أن الذي يجري في اليمن هو بإمتياز صراع بين المقاومة وبين إسرائيل و أن المستهدف الرئيسي في حرب اليمن هو ميزان الردع الذي أسس له قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله و الذي شاركه فيه السيد عبد الملك الحوثي و ذلك لتكون منصات الردع الصاروخي للمقاومة شمالا وجنوبا كما كانت سوريا شرقا وكماهي إيران في الخلفية الأبعد .
وأضاف قنديل أنه لولا اليمن لاختنقت غزة ولما كانت مقاومة في فلسطين ، ومع نهضة الثوار وتمكنهم من إحكام السيطرة على أجزاء أساسية من بلدهم بالتالي أصبحوا جزءاً من معادلة الردع وأصبحت اسرائيل تخشاهم كما تخشى جنوب لبنان وبالتالي السيد حسن نصر الله يدافع عن ميزان الردع الذي وهبه اليمنيون أرواحهم ودمائهم .
وتابع قنديل أن لاعزة لبلد عربي وإسرائيل قوية ليس موضوع فقط أن فلسطين قضيتنا المركزية فإسرائيل هي الشرطي الذي يقوم بتأديب كل من يفكر بعزة وكرامة المنطقة وبالتالي اذا كانت اسرائيل قوية بالتالي ستكون هذه المنطقة ضعيفة
وأضاف قنديل أن ثوار اليمن قالوا هم جزء من المعادلة في الصراع مع اسرائيل وهذه الحقيقة بناء عليها سماحة السيد حسن نصر الله معني بما يجري في اليمن ، ولأن إسرائيل تعرف مايجري في اليمن فهي حربها بسلاحها وتدخلها وسياستها ، فالمقاومة مسؤولة عما يجري في اليمن وتحمل عبئ وهم لأن في اليمن ثوار أمنوا بفلسطين و المقاومة ووضعوا مصيرهم وأصبحوا جزء من ميزات الردع في وجه إسرائيل وإسرائيل تعرف بأنهم أعدائها .
وأوضح قنديل أن السعودي سخر كل مالديه من مال ووسائل إعلام عربية وعالمية وكتاب ومثقفين وهؤلاء يقومون بتأليف الإشاعات و الأفلام المزورة و المدبلجة والفضائح ، وبالتالي سماحة السيد أخذ على عاتقه عبئ الحرب الإعلامية فقدم لهم خدمة جليلة.
وتابع قنديل أن حرب السعودية هي حرب إسرائيلية ماكان ممكن أن تتخذ هذه الحرب هذا الطابع وأن تتموضع حقيقة العلاقة الاسرائيلية السعودية وتفضح المشيئة السعودية في تخديم الإرادة الإسرائيلية لولا سماحة السيد ، وكان العنوان في الحرب الإعلامية لكل المنابر ووسائل الإعلام و الفضائيات و الذين جندتهم ومولتهم السعودية تحت عنوان "افتحوا النار على السيد حسن نصر الله" ، وبالتالي كان سماحة السيد سيد الحرب الإعلامية بإمتياز وبلا منازع ووقع الجميع في فخه وكلما بردت نارهم أطلق لها المزيد من قوة الدفع كي تستمر وتتواصل لأن المطلوب من الثوار في اليمن أن يتفرغوا لحرب الميدان . أما إطلاق شعار كفى للسعودية ونداء سماحة السيد يعبر عن قراءة لفشل كامل في الحرب السعودية والإعلان عن نهاية بنك الأهداف يعني بالتالي الفشل ،فمازالت المناطق اليمنية ..عدن ومأرب وشبوه وتعز تقاتل من المؤيدون للثورة و الذين يرون السيد عبد الملك الحوثي قائد لهم .
ومابعد الفشل هناك الردع الحوثي أي ردع الثوار الحوثيين .
وأشار قنديل أنه لو أراد سماحة السيد حسن نصر الله التصعيد لقال أنه مادامت هذه الفئة الباغية على مستقبل العرب و المسلمين وممسكة بمقدرات بلاد الحجاز فلا أمن ولا استقرار ، وعندما يقول السيد نكون حيث تكون إسرائيل يجب أن نكون وحيث يجب أن نكون سنكون نقول أن المعادلة تغيرت ، وأن قتال التكفيريين مسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية وإنسانية نقول أن المعادلة تغيرت ، وأن قتال بني سعود مسؤولية أخلاقية وطنية وإنسانية نقول بأن المعادلة تغيرت . ولأن السعوديون كما يعرف الإسرائيليون حلفائهم أن ميزة السيد إن قال فعل وإن وعد صدق .
القسم الثالث : خطاب عبد الملك الحوثي
تحدث قنديل أن خطاب السيد عبد الملك الحوثي هو في الحقيقة خطاب حرب لأن ماسبق كان مجرد إطلالة أولى تحدث فيها عن عنوان ومن ثم بدأت الأحاديث عن مقتله وإصابته أوخروجه من اليمن ، ولكن السيد الحوثي في هذه الإطلالة كان في غاية التوفيق في الإيجاز و في الوضوح سواء فيما يتصل برسم طبيعة المعركة التي تدور في اليمن و الإجابة عن إدعاءات الأهداف التي وضعها السعوديون .
مع نهاية الشهر الأول من الحرب اذا لم يبدأ السعودي بالنزول من الشجرة ويتجه نحو خيارات تفتح أفق حل سياسي سوف يبدأ ردع الثوار ولانعلم كيف يمكن أن يرد الثوار و المعادلة ممكن أن تكون على الشكل التالي موانئكم مقابل موانئنا، و طائراتكم مقابل طائراتنا ،مطاراتكم مقابل مطاراتنا ،والجسور، و الطرق ...و السعوديون يعلمون بأن بيد هؤلاء الثوار مالم يستعملوه بعد ولو استخدموه ستتغير المعادلة .و الحقيقة أن النظام السعودي إقناعه بالوقائع و الصمود و الثبات و التمسك بالمبادئ وبالتحديد أن يتراجع عن حربه ، خسائره أقل من أن يدخل بحرب كسر عظم لإسقاط النظام في السعودية ولا يوجد مصلحة عند الثوار اليمنيين أن يستعملو دفع الأمور إلى كسر الجرة، وأن مدة شهرصعب على شعب أن يتحمل تحت النار كما يتحملها اليمن لأخذ قرار جبار بأنهم لن يردوا فهذا فوق طاقة أي شعب في العالم .
ونوًه قنديل أننا سوف نكون مع أسبوع حاسم في الملف اليمني إما أن تبدأ الأمور بإتجاه عناصر السياسة أو أن تتجه نحو التصعيد .
ولفت قنديل أن من مؤشرات الحل تعيين خالد البحاح نائب رئيس ورحيل هادي منصور كحل وسط أو إنسحاب الحوثيين من عدن مقابل إنسحاب منصور هادي وتسليم البحاح . وهنالك مؤشرين الأول دعودة بان كي مون لوقف إطلاق النار وهو بالتالي لا يجرء أن يفعل هذا إلا من إيعاذ أمريكي ،و الثاني الموعد المقرر لقادة مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نهاية الشهر، مشيراً أنه جرى إتصال هاتفي بين الملك سلمان وأوباما وتم اتفاق على موعد لذلك هذا وقد توسل سلمان إليه لمنحه إسبوعين إضافيين، في الأسبوع الأول يراهن بأن يغير المعادلة العسكرية و الأسبوع الثاني اذا لم ينجح التغير يبدأ بالإتجاه السياسي( كماحدث في حرب تموز )
وأشار قنديل أنه عندما ننتهي من أل سعود ستنتقل هذه الأمة في حياتها ونهضتها ونموها وتقدمها وأنها سوف تنتهي من هذه الظاهرة الخبيثة الجرثومية المسماة فكر تكفيري وقاعدة وداعش و نصرة ولن تنتج الأمة مثيل لها على الإطلاق .
وختم قنديل أن الأمريكيين سيضغطون من أجل أن تعود الأمور إلى نصابها السياسي لأنهم على يقين كما كانوا في حرب تموز بأن الوقت الذي مضى كان كافي ليتحقق نصر لوكان بيد السعوديين ذلك كما كان بيد الإسرائيليين ، هزمت إسرائيل في حرب تموز هزمت السعودية في حرب اليمن وهذه هي معادلات المنطقة في المرحلة القادمة .
تحرير : ب ف
2015-04-21 | عدد القراءات 3470