ديميستورا بين الرهان والسعي - ناصر قنديل

يراهن المبعوث الأممي  ستيفان ديميستورا على متغيرات تسمح له  بالنجاح هذه المرة بعد  فشل محاولته التوصل لتسوية عنوانها تجميد القتال في حلب ، وبعدما ثبت  أن الأتراك وقفوا مباشرة وراء إفشالها .

يعلم ديميستورا أن الرهان على دور الإرهاب  كما  وصفه نائب الرئيس الأميركي  جو بايدن ذات مرة ، بدافع الفوز بالحرب على سوريا كان وراء  تعطيل الحل السياسي والتسوية الحلبية ، كما يعرف إشارة بايدن لتورط دول الخليج وتركيا ، وعموما سائر أصدقاء أميركا في المنطقة ،  وهكذا يقدم بايدن بالأسماء للمبعوث الأممي العناوين الواجب التوجه نحوها لطلب التعاون  الجدي كشرط للإقلاع من جديد  .

فقد ثبت أن  الرهان الذي تحدث  عنه بايدن كان وراء  هذا التوسع بإنتشار وتجذر  الإرهاب وتشكيلاته من جهة ، و كان وراء سعي  الدول الراعية والداعمة للإرهاب  لتعطيل أي حل سياسي أملا بمنح المزيد من الوقت لتحقيق  الهدف الذي يحلمون ببلوغه وهو وضع اليد على سوريا أو تخريبها كحد أدنى ، والعناوين  حددها بايدن بالإسم وتمتلئ الصحافة الغربية بالتقارير الموثقة  عن حجم تورطها ، بتقديم الدعم والرعاية ، وهكذا كان جنيف بنسختيه الفاشلتين و من بعده خطة ديميستورا لحلب

ضحايا هذه الرهانات وأصحابها ، فلا حاجة لديمستورا بمشاورات يجريها في جنيف بل أن يأخذ  طائرته ويتوجه إلى كل  من أنقرة والرياض والدوحة وتل أبيب و يطرح  سؤالا واحد ا ، هل  ستغلقون منافذ الدعم  للنصرة وداعش فيعلم إذا كان ثمة أمل بالنجاح أم لا ؟.

لا مشكلة لديميستورا مع  سوريا ولا فيها فقد جاءت مساعي موسكو الحميدة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة السورية ، وعدد من فصائل المعارضة التي شاركت في جولتي الحوار  اللتين شهدتهما موسكو ، وثبتت نية وسوريا وإيجابيتها نحو كل مسعى سياسي جدي ، وثبت أن عدم مشاركة الذين  يتلقون التعليمات لإفشال الحوار وتعطيل الحلول السياسية يعطي للمساعي الحميدة فرصا افضل ، كما ثبت أن ثمة ما يمكن أن يتفق  عليه السوريون حكومة ومعارضة إذا توافر شرطا ، عدم وجود من يتلقى التعليمات بتخريب الحل السياسي ، ووجود وسيط نزيه مستعد لبذل الجهود لردم الهوة والبحث  عن المخارج والحلول .

يريد ديميستورا ان يراهن بدلا من أن يسعى ولذلك  يعتبر أن الإتجاه  نحو التسويات الذي يفترض أن ينطلق  من اليمن مع التوافق على رحيل الرئيس المستقبل منصور هادي وحلول نائبه خالد بحاح مكانه ،  وبدء عملية تفاهم سعودية إيرانية ، سيفتح الباب لتغييرات تنتظرها المنطقة الحبلى بالملفات المعقدة من العراق إلى سوريا ولبنان والبحرين ، بسبب شعور  السعودية وتركيا بالخيبة والخسران جراء التفاهم  النووي المتوقع توقيعه  بشكله النهائي في  نهاية شهر حزيران .

ولذلك يتوقع ديميستورا أنه بعد نهاية حزيران سيكون زمان تحرك مفيد ، لتزامن تحجيم العربدة السعودية ، مع نهاية سعيدة للتفاوض  حول الملف النووي الإيراني ، ما سيعزز ميلا تركيا لتموضع اكثر وسطية ، ما سيعني مشهدا جيوعسكريا جديدا  في سوريا ، يمهد الطريق نحو توقعات رسم عبرها المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا  خارطة طريق لمشاورات  تستمر لشهرين ، هما الفترة الفاصلة عن توقيع  التفاهم النووي في الثلاثين من حزيران ، ليعلن أن شهر تموز سيكون مرشحا لإنعقاد جولة جديد ة من مؤتمر جنيف ، مضيفا حضور إيران كشريك  في الحل هذه المرة ، مستفيدا  من النتائج التي بلغتها الحوارات التي  جرت  في موسكو.

ليس  واضحا بعد ما إذا  كانت المنطقة قد رست على ضفة التسويات ، وفقا لمصادر ديبلوماسية متابعة ، فإسرائيل تخوض حملات قاسية ضد الرئيس الأميركي وتنظم  لوبيات  ضاغطة داخل اميركا ، ولابد من بقاء فرضية قيامها بمحاولة لتغيير قواعد اللعبة أو قلب الطاولة قبل التسليم  بالفشل والخسارة ، ولا درجة التموضع التركي على ضوء  هذه المعطيات الإسرائيلية وكيفية قراءتها ؟

 

2015-04-25 | عدد القراءات 2160