الكلام المنسوب لفريق رئيس حكومة الإحتلال نتنياهو عن ان الغارات في القملون قد تمت ولكن لا علاقة لاسرائيل بها يثير السخرية فهو خير طريق للاعلان عن ان الخبر كله كان مجرد كذبة مفبركة لاختراع معادلة قوة وهمية وافتراضية لاسرائيل او اجراء فحص و تقدير موقف لكيفية تعامل قيادة المقاومة بعد عملية مزارع شبعا مع مثل هذا النوع من المواقف
تصرف المقاومة الهادئ الذي لم يؤخذ بالانفعال والهيستيريا الاسرائيلية و الذي حافظ على البرود أوصل رسالة غايية في الاهمية مضمونها هو ان المقاومة لا تعمل على ساعة التوقيت الاسرائيلية حتى لو كانت هناك غارات حقيقية فالرد يتقرر وفق حسابات الاولويات والمصالح وهل تحتاج اسرائيل سببا لتصعيد تخطف عبره الاضواء في توقيت تعرف انه يناسبها ام ان التوقيت مناسب للمقاومة لتضع معادلتها وهذا امر صار من خبرات المقاومة التي لا تقرر اللعبة الاعلامية معادلات عملياتها
بعد مرور ايام قليلة اضطرت اسرائيل للتسليم بخسارة الجولة فاعترفت ان لا غارة في القلمون عمليا بالحديث عن جهة مجهولة نفذت غارات هناك واكتفت بالاعلان عن عملية تسلل للمقاومة السورية وقعت في كيمن الغام ما ادى لكشفها وقيام الطيران بالتدخل لضربها والامر ربما يكون قد حدث قبل الكلام عن غارات للقملون لكن التكتم عليه كان لمعرفة مدى صلة حزب الله بعملية الجولان واعتبار الضربات المزعومة في القلمون ردا محتملا كرسالة اعلامية ولما لم تلق اسرائيل ما تنتظر اضطرت لكشف عملية الجولان والتراجع عن خبر غارات القلمون.
الواضح ان الاعلان عن غارات القلمون جاء بزخم اعلامي عربي ملفت و قد تم تناقل الخبر بسرعة كبيرة حتى انتشرت تقارير تحكي تفاصيل ما يوحي ان ثمة شيئا كبير ما يلوح بالافق بالتالي فهو يضع
الحادثة باطار مخطط و مدروس من اجل جس نبض حزب الله اولا و حرص اسرائيلي ان لا تتورط في اي حرب ثانيا و بالتالي اذا كانت الغارات مجهولة المصدر كما تقول اسرائيل فهي تلمح الى ان جهة ما تقود غارات على سوريا فمن عساها تكون ؟
بعض التقارير التي تعمل لحساب دول خليجية المحت الى ان هذه الغارات ناجمة عن تحالف شبيه لتحالف عاصفة الحزم الذي تقودها السعودية في اليمن و هذا بدوره اذا صح ليس سوى تامين مخرجا اسرائيليا من ورطة مقبلة و استدراج الى حرب مع حزب الله .
اذا كان الاسرائيليين فعلا يعتبرون ان هناك جهة مجهولة تغير في سوريا فهم بهذا يعلنون من دون اي وجه منطق ان هناك من يجول في الاجواء من دون علمها و هذا ضعف استخباري يسجل لحسابها و بهذا فان جس النبض الاسرائيلي لا يحتسب بعد معادلة ردع مزارع شبعا سوى في خانة الضياع الاسرائيلي الذي يحاول التاكد من مدى جدية نصرالله فيها و هي التي تحاول اليوم قلب المعادلات الاقليمية و ترغب بفتح جبهة موازية لليمن مع السعوديين لكتها حتى الساعة لم توفق بسبب حذرها بل و حذرها الشديد من اي حماقة تاخذ حزب الله نحو تنفيذ معادلته .
عبثا تحاول اسرائيل حتى الساعة بفتح جبهة حرب اخرى تضغط على سوريا و من ورائها ايران و تجد فيها اسرائيل منفسا لمساحة نصر تستثمرها عند الاميريكيين و تواجه فيها توقيع الاتفاق النووي مع طهران .
اسرائيل تعوض بغارات وهمية و هي كما السعودية ستنازعان بين الاوهام طيلة شهرين كاملين ..
اما الحصيلة معادلة مزارع شبعا لا تزال تحكم موازين الجبهات واسرائيل تسلم بذلك.
2015-04-28 | عدد القراءات 2181