تؤكد الولايات المتحدة دائما ان هناك سلم اولويات في سلوكها و علاقاتها السياسية و مصالحها الا انها لا تغفل ان الوقت لا يمكن ان تستخدمه دائما او تسخره دائما هذه السياسات او لخدمة مشروع لها و لو طال زمان تنفيذه .
الولايات المتحدة تبدو واقعية دائما و لا تختلط عليها الامور او تلتبس لجهة تمسكها بقائد ما او برحيله او بثورة ما او بعدم الاعتراف بها علما انها تغامر و تقامر بحلفائها عندما تقتضي الحاجة .
عمدت الولايات المتحدة منذ اشهر عديدة الى تجاهل اي تمسك برحيل الرئيس السوري بشار الاسد عن سدة الرئاسة في سوريا ان كان في تصريحها ام في حراكها السياسي بل على العكس ارسلت وفود حليفة لها تجس النبض السوري استخباريا و سياسيا اضافة الى وفود برلمانية اميريكية و وفد فرنسي حليف بينه زيارتين استخباريتين تحدث عنها الاسد في مقابلته على قناة فرانس 2 الحكومية و التي لا ترتجل عرض حوار مع الاسد دون تنسيق مسبق مع الحكومة الفرنسية التابعة باي حال من الاحوال لقرار حلف برمته تقوده اميريكا ؟
مؤشرات من هذا النوع اضافة الى حديث جون كيري مع قناة cbs نيوز حول ضرورة الحوار مع الاسد في نهاية المطاف اكدت ان الولايات المتحدة ليست متمسكة باي اولوية او تجهد من اجل التوصل اليها بعد اليوم و الحديث هنا عن رحيل الاسد فهي لن تبذل اي جهد اضافي من اجل هذا الامر و هي التي قدمت ما فيه الكفاية للمعارضة السورية لاربع سنوات عبثا .
مشهد التصعيد اليوم في شمال سوريا ليس سوى ايعاز اميريكي اليه مع اندفاعة خليجية غير مسبوقة لقلب الواقع الميداني من اجل الدخول كلاعب اساس في معادلة الخليج و المنطقة و عرقلة الاتفاق النووي مع ايران اذا كان يمس بمصالحها و مكانتها و نفوذها و بالتالي فان خروج " المعارضة السورية بتصريح يحمل الامل من اروقة الخارجية الاميريكية التي دعمته على لسان كيري بوجوب رحيل الاسد لا يعني سوى امرين اثنين :
اولا" الولايات المتحدة ليست بصدد تلقي اي تقدم ميداني للمعارضة المسلحة السورية و جبهة النصرة سلبا بل على العكس فهي ستدعمه بكل ما تقدر من قوة علها لا تلام او تواخذ على اي تقصير طالما ان اولويتها رحيل الاسد و بقائه ليس لقناعتها بل لعجزها حتى الساعة "
ثانيا " تضغط الولايات المتحدة على ايران من اجل البحث بكل ملفات المنطقة و ليس فقط النووي الايراني بطريقة لا تبدو فيها الولايات المتحدة ضعيفة او خاسرة مع حلفائها بعد اي توقيع حيث لن تكون مخولة للتراجع او فك الارتباط فيه و بالتالي فاذا كان ولا بد من اي حسم عسكري لهدف رسم الخريطة السياسية المقبلة فهي لن تكون سوى في الشهرين المقبلين ايار و حزيران " لهذا السبب تشتعل جبهات حلف المقاومة من سوريا و العراق و اليمن لغرض اميريكي تفاوضي معروف لانه بالمحصلة – لا الحوثيين تراجعوا حتى الساعة و لا الاسد سيضعف و ينهار بشهرين طالما باربع سنوات صمد ولا العراق الذي يتارجح على هذا الحال منذ زمن "
الولايات المتحدة جاهزة دائما و تحسب بالايام ما بقي لها و ما عليها لبلوغ الرسم النهائي لخريطة المنطقة الجديدة بعد ايران النووية .
2015-05-01 | عدد القراءات 2190