بدعوة من روسيا عقد ليل أمس إجتماع تداولي طارئ لمجلس الأمن الدولي حول اليمن ، بادر خلاله المندوب الروسي فيتالي تشوركين ، لتوبيخ الأمين العام للأمم المتحدة ومعاونه السياسي ، جيفري فيلتمان ، على تباطؤ حركتهما لمنع الأعمال العدائية بحق الشعب اليمني المخالفة لكل القوانين الإنسانية وأعراف ومواثيق الأمم المتحدة ، و رغم نهاية الإجتماع دون إصدار بيان أو موقف ، إلا أن المبادرة الروسية اسست لإجتماع تم الإتفاق عليه منتصف الأسبوع المقبل سيقدم خلاله معاون الأمين العام فيلتمان خارطة طريق للربط بين مساعي المعونات الإنسانية والمساعي السياسية ، وكليهما يتوقف على نتائج الموقف الأميركي كما هو معلوم وعلاقة أميركا بالسعودية .
وقد إستبق تشوركين في مداخلته التي نشرت أبرز نقاطها صحيفة واشنطن بوست الأميركية ، كل حديث عن مبادرة الحوار في الرياض التي تتضمنها المساعي الخليجية وورقة منصور هادي الأخيرة بأن هذا الحوار هو حوار من طرف واحد فيعلم الداعون إليه أن الحوثيين وهم الطرف الثاني في هذه المواجهة لن يذهبوا إلى الرياض ، وبالتالي فهذه الدعوات هي مجرد تغطية لمواصلة الحرب والقتل ، ومما قاله تشوركين أن الحصار البحري على اليمن بإسم منع السلاح ، تحول إلى حصار على المواد الغذائية والحاجات الضرورية وكل سبب للحياة ، وهذه حرب وحشية وقرارات إجرامية يغطيها مجلس الأمن ، وتوجه بصوت عال لزملائه قائلا ، لا تستطيعون وقف القتل فلا تستطيعون الصراخ؟
جمال بن عمر المبعوث الأممي السابق ، قال للمجلس أن الحصار البحري الغذائي والإنساني على اليمن يتم بتغطية من القرار الصادر من مجلس الأمن ، وأن المجلس مطالب بتعريف الحرب التي تشنها السعودية ، هل هي تحت غطائه أم هي مخالفة للقوانين الدولية ؟
مصدر أميركي لم يكشف عن إسمه قال للواشنطن بوست أن جون كيري وزير خارجية أميركا سيزور السعودية إذا وجد ضرورة لذلك بعد لقائه وزاء خارجية مجلس التعاون الخليجي في باريس مطلع الأسبوع المقبل لأن الطريق المسدود سياسيا لحرب اليمن والشأن الإنساني المتفاقم صارا عبئا على واشنطن لا يمكن قبول إستمرارهما .
المصدر الأميركي قال ان جيفري فيلتمان سيحصل على آلية متفق عليها مع السعودية لوصول شحنات المعونات من خلال نافذة الأمم المتحدة من دون الحاجة لمراجعة التحالف الذي تقوده الرياض سواء بالنسبة للسفن والطائرات الإيرانية أو سواها ومعها سيحصل على موعد لوقف نهائي لوقف أعمال الحرب من الجانب السعودي بعد توفير ما يلزم من دعم لجماعة منصور هادي للإعتماد على ذاتهم رغم ما في ذلك من مخاطرة .
المتابعون في نيويورك يقولون ان هدنة إنسانية طويلة تبدو مرشحة للإعلان الأسبوع المقبل ، يرافقها تحرك المبعوث الأممي المعين إسماعيل ولد الشيخ أحمد لبلورة ورقة عمل أولى لبدء الحوار ، اليمني اليمني ، على أن يكون منتصف الشهر هو السقف الذي تترسخ فيه الهدنة من جهة وتتوضح في صورة المخرج السعودي من مأزق الحرب الفاشلة من جهة أخرى ، والذي قد يكون إنتقال منصور هادي إلى منطقة من مناطق اليمن كحضرموت القريبة من الحدود السعودية والخارجة عن سيطرة الحوثيين ولكن التابعة لنفوذ القاعدة وهو الأمر المحرج للسعودية وأميركا ومنصور هادي نفسه ، فهل يحدث ذلك ؟
2015-05-02 | عدد القراءات 6363