كل شيئ يقول أن النهاية باتت قريبة للحرب الإقليمية الدولية الكبرى التي يشهدها العالم لصياغة نظام عالمي جديد ونظام إقليمي جديد ، والتي بدأت منذ خمسة عشر سنة ، بعد حدثين كبيرين هما تحرير جنوب لبنان وإلحاق أول هزيمة باسرائيل وما ترتب عليها من تغيير للتوازانات الإقليميية ، وبالمقابل وصول المحافظين الجدد الى البيت الابيض برؤية عنوانها شرق اوسط جديد تقوده اسرائيل كمقدمة وركيزة لنظام عالمي جديد تتزعمه اميركا ، و آلية التنفيذ من احداث ايلول 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة بغزوات تلت الأحداث وطالت أفغانستان والعراق .
الدور المحوري لحزب الله والقاعدة في التطورات منذ البداية سيجعل المواجهة بينهما خاتمة المرحلة ، فالإحتياطات الأميركية إستهلكت ، وكل الحروب الفرعية جرى خوضها ، المال والسلاح والمخابرات والإعلام والفوضى ، وفضح الأوراق المستورة من كشف مكانة تركيا وقطر والجزيرة والأخوان والعلاقة السرية بالقاعدة ، وبالمقابل حرب على سوريا و تضحية بحكومات موالية في مصر واليمن وتونس و إستفزاز روسيا بتفجير أوكرانيا وحشد الأساطيل إلى المتوسط .
التفاوض الجاري حول العلاقة مع روسيا وإيران من بوابة أوكرانيا والدرع الصاروخي من جهة والملف النووي من جهة مقابلة يعنيان دخول ربع الساعة الأخير .
حروب النهايات منذ مطلع العام تتواتر بسرعة وقسوة وتحسم بوضوح ، من الغارة الإسرائيلية في القنيطرة لرسم خطوط حمراء والرد في مزارع شبعا وتعزيز ميزان الردع ، إلى حرب السعودية على اليمن وبلوغ الطريق المسدود والإقتراب من إعلان الفشل بعد ايام بقبول حوار ليس فيه شرط واحد مريح للسعودية من مكانه في جنيف بدلا من الرياض ورعاية الأمم المتحدة بدلا من مجلس التعاون الخليجي وعدم وضع اي شرط مسبق على الحوثيين مقابل الأشتراط السعودي بلإلزامهم بشرعية منصور هادي وترك المدن والسلاح ، وإنتهاء بحرب تركيا عبر الحدود مع سوريا والسعي لإمساك جزء من الجغرافيا عبر ادلب وجسر الشغور .
حرب الحروب للنهايات هي حرب القلمون حيث تتجمع كل عناصر القوة وكل الرهانات السياسية وعلى ضوئها يحسم كل شيئ ، ويتبلور ميزان واضح لرابح وخاسر في الحروب المفتوحة منذ مطلع القرن والمتنقلة على مساحة العالم .
مصير امن اسرائيل في القلمون من بوابة مصير قوة حزب الله ومصير الحدود اللبنانية السورية ، ومصير الحل في سوريا يقرر في القلمون بنصر فريق يتغير ميزان القوى كله وتتدحرج كرة النار على الفريق الآخر ، ومصير السعودية وتركيا الإقليمي في القلمون بتحديد مستقبل دورهما في لبنان وسوريا ، وإستطرادا مكانة إيران وروسيا تتقرر في القلمون ، عبر تحديد مصير وحجم الحليف الأهم لإيران ، حزب الله ،و تأثير نصره أو هزيمته على مكانتها وعبرها وعبر سوريا رسم لمكانة روسيا .
كانت وعود أميركا وتركيا وإسرائيل والسعودية للقاعدة إذا إنتصر التحالف الذي يمثلونه ، ستنال القاعدة إمارة تمتد عبر سوار حول جبل الشيخ لحماية أمن إسرائيل وتتواصل إلإمارة عبر الحدرد اللبنانية السورية إلى القلمون خصوصا وصولا حتى القصير فالبحر في العريضة شمالا .
فشل القاعدة التي صار إسمها جبهة النصرة وإنتصار حزب الله يعني ، أنه فيما يتمركز حزب الله اللبناني في لبنان شعبيا وسياسيا ، سيصير حزب الله الإقليمي في خط الإنتشار الإفتراضي الذي كان سيمنح للقاعدة ، فيكون على خط الإشتباك مع إسرائيل في سوار جبل الشيخ من الجولان حتى مزارع شبعا ويمتد شمالا للقلمون وصولا لمصب النهر الكبير في البحر المتوسط في العريضة .
ليست دويلة حزب الله ، بل هامش حركته العسكرية والأمنية وعاصمته القلمون .
2015-05-09 | عدد القراءات 9777