زار رئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو الحدود التركية و مكث لفترة قصيرة حيث قصد ضريح سليمان شاه الواقع على بعد امتار من الحدود التركية في حين اعتبرت سوريا ان الزيارة هي تسلل و خرق للقوانين و المواثيق الدولية .
بعد الزيارة نقل اوغلو تحيات سليمان شاه الى الاتراك ضمن تجمع انتخابي حاشد في كل من مدينتي شانتلي اورفة و اضنة و عليه اعتبرت سوريا عبر موقفها عبر وكالة سانا انها تاتي باطار الحملة الانتخابية و الدعائية لحزب العدالة و التنمية قبل الانتخابات النيابية المقررة في حزيران بهدف التحريض و التعبئة
و اذا كان شهر حزيران شهر الاتسحقاق الانتخابي التركي الكبير و الشهر الادق بالنسبة لحزب العدالة و التنمية فان الاوان قد فات للحشد من اجل ذلك حتى و لو استثمرت تركيا هذا التسلسل من اجل كسب نقاط معنوية من الداخل التركي و المحاولة على اللعب على الغرائز القومية في البلاد و استنهاض مشاعر المجد و نشوة الانتصار التي كانت السلطات العثمانية تبثها في ارجاء السلطنة فحاول اليوم قلب المشهد و نقل مشاعر المجد هذه الى الاتراك و ارسال رسائل للداخل و المنطقة بلا شك
اول الرسائل التركية هي التاكيد على حضور انقرة القوي في الملف السوري حتى و لو جاء بدخول غير شرعي لرئيس وزراء بلاد متخطيا كل هاجس امني و خارقا كل ما يعرف بالبروتوكول و مراسم الاستقبال و بالتالي من دون الشعور باي حرج في المجاهرة بالعلاقة مع الارهابيين في المنطقة تلك و بالاجهزة الغير شرعية الاستخبارية التي نسقت و امنت لاوغلو الزيارة بالاضافة الى قطع الشك باليقين ان الضباط الاتراك و الامن التركي موجود على الاراضي السورية و ينسق مع الجماعات المسلحة بشكل طبيعي .
ثانيا : تحاول تركيا تسليط الاضواء عليها اعلاميا منذ بضعة اسابيع حيث دعمت الجماعات الارهابية للتقدم في جسر الشغور و ادلب مستكملة الاستعراض لتحافظ على تصدر المشهد فيبدو دخول اوغلو تسللا دخول الفاتح المنتصر الى اراضي الغزو المفترضة في اجندة التركي فيكون عامل الجذب هذا حدثا يشد الانظار اليه من جهة و تذكيرا ان لتركيا مقعدا حاسما في اي مفاوضات تتعلق في سوريا من جهة اخرى و هذا هو الاهم و بالتالي فان حجز مقعد مميز يحتاج للتذكير بالنسبة الى الاتراك و على العكس تثبت هذه الزيارة ان تركيا لا تريد و لا تستخدم هذه الاستعراضات كمقدمة لاي تدخل عسكري اعلنت هي رفض المشاركة فيه فيورطها و يورط الحزب الحاكم القلق اساسا من الانتخابات باي حرب ستكون مكلفة تنسف كل ما تفادته تركيا على مدار الوقت في الازمة السورية و تباهب به و هو الحرب بالوكالة .
لا يحرج تركيا المجاهرة بالتنسيق مع الارهاب تماما كما لا يحرجها تذكير العالم بحجمها الذي تسعى الى ترسيخه بمنطق القوة كقوة اقليمية عظمى في العالم السني بعد اخفاقات السعودية و تراجع حظوظ مصر فيها .
2015-05-11 | عدد القراءات 2543