قنديل: فشل الحرب على اليمن يخيم على قمة كامب ديفيد و نصر القلمون يكتب مستقبل معادلة أمن إسرائيل

القسم الاول : قمة كامب ديفيد

أشار الاستاذ ناصر قنديل إلى القمة التي تنعقد في كامب ديفيد،  والتي ضمت  الرئيس الامريكي "باراك اوباما" وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وهي المحطة المنتظرة بصفتها خط النهاية لمرحلة طويلة ،مرحلة بدأت من الاحتجاجات الخليجية وعلى رأسها الحرد السعودي الذي عًبر عن رفض السعودية بتولي المقعد الذي انتخبت لتشغله بمجلس الامن  الدولي وصولا الى حرب اليمن وانتهاء الى إعلان الهدنة في اليمن والتتويج كان في قمة كامب ديفيد ، متابعا أن محور هذه القمة هو  بحد ذاته تعبير عن الاليات و القواعد و القوانين و المعادلات التي ستحكم العلاقات (الامريكية – الخليجية) في زمن مابعد التفاهم النووي الامريكي أو الغربي مع ايران، لأن محور التجاذب و التصارع وشد الحبال بين الطرفين كان هذا عنوانه ، وأي من الفريقين لم يخفي على الاطلاق ماهو السبب في صناعة علاقة كانت دائما تتسم بسلاسة والايجابية ،وهي للمرة الاولى تدخل مرحلة العناية الفائقة ويشعر طرفاها انها تحتاج الى قدر من العناية و الصيانة ولإسترداد العافية التي تحتاجها ، البرود بدى مخيما على بداية القمة، والطريقة التي تعامل بها اوباما مع قادة الخليج كانت اقرب الى كونها مهينة في القاء النهائي ،والطريقة التي تصرف بها ‘ألقى  كلمة لم تتعدى الدقيقة ونصف، وترك المنبر لأمير قطر ليتحدث بإسم  قادة الخليج وتكلم باللغة العربية ،واستهزء منه اوباما مشيرا الى انه ربما يكون حدثك عن الغداء الجيد الذي تناوله قبل نهاية القمة ،ومن ثم قال على كل حال المهم هذا ليس شيئا المهم انكم ستقرءون بيانا ستجدون فيه الاجوبة على ماستسألون، ولما يريد ان يقدم اسئلة لم يعطي لقادة الخليج فرصة الجواب عن  اي سؤال ومن يريد أن يلقى اجوبة على اسئلة يلتقي بي في  المؤتمر الصحفي وتحدث منفردا  في مؤتمر الصحفي وهذا ليس امر شكلي والامريكيون يدرسون كل هذه التفاصيل ، شطب قادة الخليج من مبدأ الحق في ان يجيبوا عن  اسئلة  تتصل حول اذا ما كانوا لقوا اجوبة تطمئنهم أواذا ماتوصلوا الى صيغة تفاهمات حقيقية حول بعض الجمل الغامضة في نصوص البيان المشترك ، واعطى اوباما الحق لنفسه في تقديم  الايضاحات والاجابة على الاسئلة ورمى بقادة الخليج فوق العشب كأنهم مجموعة من الاغنام والابل التي  ترعى عشب اخضر في الحقيقة.

 أشار قنديل إلى أن مشهد القمة من بدايتها الى نهايتها ،عدم مجيئ الملك سلمان ملك السعودية وملك البحرين يدل ليس على خلاف ،بل يدل على إقصاء،  والمملكتين المرشحتين لتغييرات الهيكلية والبحرين مطروح عليها انتخابات لتشكيل الحكومة تمثل الاغلبية وقادرة على ممارسة الحكم مع دور شكلي  للملك ، و المملكة السعودية مطروح عليها شطب الوهابية من المدارس ، وتخفيف القيود على الحياة الاجتماعية بقوة هذا التطرف التي تمثله الوهابية ، واغلاق الكليات و المعاهد الدينية القائمة على الترويج للفكر الوهابي وصولا الى مجموعة اجراءات هيكلية في بنية الدولة تتصل بالمزيد من تقاسم الثروة و السلطة بين العائلة التي تحتكر كل شي وبين مجتمع ينمو فيه ، يتطور فيه الاقتصاد الى جانب السياسة في شبكة التجار ورجال  الاعمال وقادة القبائل ليكون لهم المكانة في صناعة السياسة في بلدهم ، وبين قنديل أن فكرة القمة وردة فيه على لسان اوباما عندما تحدث في رد عل ماقاله   قادة الخليج ومنهم السعوديون تحدثوا  أن الخليج قلق على امنه واستقراره من التمادي في  النفوذ الايراني و المخاطر مابعد التفاهم النووي مع دول الغرب وايران ،فرد اوباما بكلام قاسي بأنه لا يشارك قادة الخليج بأن مصدر الخطر وعدم الاستقرار في بلادهم  هو التهديد الايراني بقدر ماهو السخط الشعبي الناتج عن احتكار السلطة وسوء توزيع الثروة .وهذا هو الحديث الذي سيتكلم به اوباما مع قادة الخليج في كامب ديفيد في نهاية هذا الشهر وكان هذا في منتصف نيسان والقمة مقررة في نهاية نيسان وكانت الحرب على اليمن في ذروتها الحرب التي بدأت في 26من اذار وامتدت نظريا حتى 21 من نيسان عندما اعلن عن وقف عاصفة الحزم واستبدل مكانها بحملة الامل لكن الحرب استمرت ومن  ثم مددت مهلة القمة من نهاية نيسان الى 13/14 ايار بناء على طلب الملك سلمان في اتصال اجراه مع الرئيس اوباما لكن بوهم ان ثمة انجاز سوف يتحقق من خلال التمديد يسمح لقادة الخليج في كامب ديفيد القول اننا هزمنا ايران في اليمن وحررنا على ايران دخول  باب المندب، ولم يعد لها نفوذ في مياه بحر عدن ، ولا نقبل ايران ان تكون شريك لنا ، ولكن ماذا يفعل الملك سلمان وهو في حالة الانهزام فرهان حرب اليمن ليس فقط رهان على بناء قواعد جديدة تحكم العلاقة السعودية الايرانية بل  على رهان قواعد جديدة تحكم العلاقة السعودية الامريكية وان تثبت السعودية انها ليست عاهة وليست عبئ وليست مجرد تثقيل للطاقة الامريكية للخليج هي قيمة مضافة وتستطيع تعديل التوازنات ، ولكن النتيجة جاءت مخيبة للسعوديين وبالتالي عليهم ان يأتوا الى كامب ديفيد لسماع التعليمات الامريكية وليس للقول انهم هنا قادرون ومستعدون ويمكن أن نكون شركاء ، بل الان يقولون احمونا نحن نخاف من ان تترجم ايران عائدات التفاهم النووي معها كما يقول محللين ووزراء الخليج من الخشية من التفاهم النووي من امرين :

1-هو انه سيعفي ايران بأنها القوة  المشاغبة وسيقدمها في المؤسسات الدولية كقوة تحت القانون ومعترف بشرعية ادائها السياسي خارج أي ملاحظات ،وان تستثمر هذا الوضع من اجل تعزيز نفوذها السياسي وان تتمدد في البنية الخليجية .

2_ الاموال التي سيفرج عنها والعقوبات التي سترفع عنها وعودة العافية لسوقها النفطية سوف يزيد من طاقتها المالية ، بدل من أنها تنفق هذه الاموال على انتاجها النووي ( المزيد من اجهزة الطرد المركزي واليات التقدم في الملفت النووية ستلتزم الان بالتفاهم وسوف تسعى الى ارضاء شركائها الغربيين لاثبات مصداقيتها في ماتعهدت لكن ستنفق هذا الفائض على تعزيز النفوذ وبالتالي سوف يكون مصدر قلق وخوف في الدول الخليجية .وبالتالي الخلجيين يقولون لامريكا احمينا وكوني معنا ، و الجواب الامريكي في هذين البعدين كما يقول البيان المشترك بين السطور انه سنجد كل الكلمات المنمقة وكل الحديث عن حسن العلاقات وعمق التحالف لكن عندما نجد عبارة ( وعندما تتعرض دول الخليج سوف تجد الولايات المتحدة الصيغة المناسبة لمناقشة امكانية تقديم الدعم اللازم الذي لم تبخل به بل ستجد دراسة امكانية وفقا لما تراه مناسبا.

الارتهان الخليجي لمشيئة امريكية لم تعطي كلمة نهائية بأن الولايات المتحدة الامريكية لن تسمح بأن تتعرض دول الخليج لأي تهديد وتعتبر هو أمن الخليج هو جزء من امنها وقواتها سوف تكون حاضرة لتقديم الحماية والموآزرة  اللازمة وهذا لم نجده في البيان وبالتالي الامريكي من يقرر وفقا لمصالحه .

أشار قنديل ان القمة عكست الحقيقة التي كانت دول الخليج تطمح الى ان تعدل في بعض عناصرها لجهة امتلاك المزيد من المكانة ، فهي تشعر ان ايران الان تتفوق عليها في انتاج علاقة مع الولايات الامريكية ليس فيها مكان لتحالف ولا مكان لصداقة وود، لكن فيها مكان لاحترام ، وحماية و الاقامة توازن قوى ومصالح ، وبالتالي الخليجي غير قادر على فعل ذلك ،فهو  فقط يتلقى التعليمات ويخضع للحماية الامريكية .

فطلب الحماية من ايران والضغط عليها ومنعها من التمدد والنفوذ يجب على الخليجي ان ينفذ الاصلاح السياسي ولكي تمنع ان يتحول المناخ المعارض الى حضن الارهاب يجب عليك الغاء التطرف بفتاويه وثقافته ومدارسه ومشايخه والبعد الديني الشخصي، وعلى رفض التطرف و التكفير .

دول الخليج بالنسبة للأمريكي هي دول النفط ، فهم يرغبون فيها ببناء نفوذ وتكون قادرة على الصمود في وجه الايراني ،

 وأضاف قنديل أن هنالك عاملين تتصل بالعلاقة الامريكية الخليجية :العامل الاول: داخلي من اصلاحات يجب القيام بهاو اشراك معارضة وانتخابات واحزاب وصحافة والغاء تطرف ،وبعدها يأتي الحديث الامني و العسكري المشترك ، وكيف لا يكون التفاهم مع ايران هو جزء من عملية تثقيل الحضور الايراني أو فتح المزيد من الابواب امام ايران داخل الدول الخليجية

وفي الملفات الاقليمية عقدتهم في اليمن و العراق وسورية وايضا لبنان ، ولكن حلف المقاومة هو الطرف المقابل ، و المطلوب من اوباما تحجيم ايران وهو غير قادر وليس له بديل عن خيار توقيع الاتفاق مع ايران . هؤلاء الخليجيين لايستوعبون ،فهم واقفون على ضفة الهزيمة

وأشار قنديل أن قمة اوباما مع قادة الخليج هي قمة تمهيدية لم تصل الى النهايات وهم من الواضح كانوا ممانعين في قبول التعديلات الدستورية التي طلبتها امريكا وممانعين في قبول الاصلاحات السياسية و الدينية ولاقادرين على فهم صيغة التفاهم مع ايران ، ونضع القمة في دائرة بدء الحركة الامريكية لفرض وقائع جديدة في العلاقة مع دول الخليج ، وبدء الحركة الامريكية في تهيئة مرحلة مابعد التفاهم مع ايران ، فمن الوضح ان دول  الخليج عاجزة عن فهم المرحلة القادمة وان الامريكي سيبذل المزيد من الجهود و الضغوط .

أوضح قنديل أن الملف اليمني سيكون هو الملف التي تدور فيه عملية الاختبار لتهيئة الخليج للمرحلة القادمة .

القسم الثاني : حرب القلمون

أشار قنديل ان حرب القلمون لم تغب عن قمة اوباما في  كامب ديفيد مع قادة الخليج بغياب الملك سلمان وملك البحرين و الغياب القسري لحاكم عمان. لكن حرب القلمون في التوقيت كانت توقيت ذهبي،  فكان رهان فريق حكام الخليج أن جبهة النصرة بعد انتصارت في جسر الشغور في ادلب ممكن ان تسوق لدى الامريكي  ، فالامريكي لا يستطيع ان يتقبل النصرة لسبب بسيط ان الرأي العام الامريكي و النصرة هي الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في بلاد الشام ،فلا يستطيع اوباما ان يقول لشعبه اننا نتحالف مع القاعدة .

البيان الختامي في القمة تذكر جبهة النصرة بصفتها من القوى التي لا ماكان لها في الحل السياسي والتي لا تنطبق عليها تصنيفات المعارضة المعتدلة ، فيرجع الخليجيين و الامريكي الى المربع الاول و المربع الاول اي لا يوجد معارضة معتدلة وفي سورية يوجد الجيش العربي السوري ومقابله "داعش و النصرة ".

أشار قنديل أن هنالك مجموعة معطيات في الحديث عن حرب القلمون المعطى الاول : هو ان الحملة الاعلامية التي بدأتها وسائل الاعلام السعودية قبل بدأ الحرب، بعد اطلالة سماحة السيد حسن نصر الله وقال أننا سنقوم من جهتنا بعمل جزري في هذه المنطقة لأنها مسوؤليتنا ، وبعد ذوبان الثلوج نحن نحزر من ان تقوم هذه المجموعات بالهجمات و التوسع وهذه المجموعات لا تؤتمن وبالتالي هذه مسوؤليتنا ، ولكن لم نحدد مكان ولا زمان، وبالتالي المعارك سوف تتحدث عن نفسها ، و لم تبقى وسيلة اعلام من وسائل الاعلام الخليجية الا وتقول أن نصر الله يتراجع عن حرب القلمون بعد مارأى ماحصل في جسر الشغور في ادلب ، ولكن بعدها بدأت حرب القلمون وبدأت تتهاوى مواقع النصرة ، وجيش الفتح أصبح جيش الغلق ، والمواقع الاستراتيجية الهامة  في القلمون أصبحت في يد الجييش السوري و المقاومة ، وخرست وسائل الاعلام الخليجية.  

وبيًن قنديل أن ليلة 13 ايار الخميس كان التفاوض في النهاية ،ويتحدثون عن ممر لخروج 5آلاف مقاتل  من جبهة النصرة الى الرقة ، النقطة الاولى في حرب القلمون هي تسديد لكمة الى حنك الجزيرة و العربية على الاكاذيب التي ساقوها بداية ويحاولون سوقها نهاية .

2_اسرائيل :القناة العاشرة  الفضائية الاسرائيلية  تقول ان حرب القلمون هي حرب المنطقة كلها ،وسيتقرر مصير السيد الرئيس بشار الاسد و السيد حسن نصر الله و القائد قاسم سليماني، فإذا هزم سليماني انتصر الاعتدال في ايران ، ومصير الرئيس الاسد سيتقرر في حرب القلمون ، ومعادلة الردع للسيد حسن نصر الله أيضا ستتقرر في القلمون ، انتصار النصرة في القلمون بناء على أن هنالك غرفة عمليات تدير حرب  و يشارك فيها الجنرال سليماني سوف تعني الهزيمة سقوط هيبته ومكانته في اخطر واهم الحروب ، وأن دمشق ستكون في قبضة النصرة في ليلة و اخرى وان التغييرات في غوطة دمشق ستكون متسارعة ومتدحرجة لتلاقي تغييرات مشابهة في شمال وجنوب  سورية ، وتقول ان ميزان الردع لديها سيكون في وضع صعب بعد ان تتصل وحدات النصرة الموجودة في القنيطرة عبر جبل الشيخ و المصنع بوحدات النصرة الموجودة في القلمون .  ولكن بالمقابل تقول ماذا لو حدث العكس وماذا لو كتب النصر لتحالف الجيش السوري مع وحدات حزب الله في القلمون ،وتقول سيسري ميزان الردع القائم على جبهة الحدود مع لبنان الى جبهة الحدود مع سورية وهذا يعني تحرير القدرة العسكرية التي ينتشر من خلالها الجيش السوري في انحاء كثيرة من ريف دمشق لتنتقل الى جبهة الشمال و الجنوب لان انهيار القلمون يعني تسريع في سقوط  الجيوش  التي تقاتل الان في ريف دمشق ، وهذا يعني ان اسرائيل سوف تكون الخاسر الاكبر وليست النصرة فقط وقطر و السعودية وفرنسا الذين راهنوا على القتال ضد سورية وحزب الله في القلمون بل ان اسرائيل ستصاب بنكسة استراتيجية من جراء انتصار حزب الله والجيش السوري في القلمون ، وأن القناة العاشر تختم بقولها يكفي أكثر من  10ألاف مقاتل من الجيش السوري وحزب الله ينجزون مناورة تحاكي حرب اصبع الجليل تحرير  الجولان اذا مااخذت من الزاوية العسكرية  حيث يشارك الطيران الحربي مع طيران الاستطلاع من دون طيار العائد لوحدات حزب الله مع مجموعات النخب الخاصة و المدفعيات و الصواريخ ،وبالتالي نحن امام تناغم منظومة سيطرة ستكون  قابلة لتحقق في لحظة مواجهه على ارض الجليل وارض الجولان .

فااسرائيل تقول أن القلمون هي مستقبل الشرق الاوسط وهو الان  يقول نعترف اننا خسرنا معركة مفتاح الشرق الاوسط ،وأن المقاومة و الجيش السوري الان على ابواب نصر مجيد وتدحرج انتصارات في ريف دمشق واحيائها ، وعلى ابواب انهيارات لجبهة النصرة ، واسرائيل غير قادرة ان تفعل شيئ لهم ، وتبدل في الميزان المعنوي في جبهة الشمال بين الجيش السوري وبين  الجماعات المسلحة لصالح الجيش السوري المستقوي بنصر القلمون  ،

بالتالي اذا تحدثنا عن القلمون نتحدث عن تتمة ماجرى في اليمن وانهزام السعودية وحلفها الاسرائيلي التركي و القطري الفرنسي و الهزيمة الثاني هي في القلمون فهي بالنسبة لاسرائيلي هي الاهم اما السعودي هزيمته في اليمن هي الاهم ، اما بالنسبة لنا لان  اسرائيل و السعودية بذات درجة الخطورة هزيمتهم في القلمون واليمن متساوية ويبقى اننا نرتقي بمايجري في اليمن .

القسم الثالث : العلاقة الامريكية الروسية ومستقبل الامن في الخليج

أشار قنديل أن الاجمال العام لمحورين مترابطين لم يكونا على الدرجة العالية والسوية وعلى الترابط من قبل ، العلاقة الامريكية الروسية ومستقبل الامن في الخليج ، كيف ستحمي أمريكا عسكريا دول الخليج وكيف ستتعامل مع ايران في التفاهم النووي ، امريكا ستبقى تتعامل مع ايران بصفتها خصم وجهة لا تلتقي معها بالرؤية السياسية وتتصادم معها في المصالح ، فلديها تصور ما لإدارة الصراع تحت سقف التفاهم النووي ،فهي مسلمة بالتفاهم وهو ضرورة وينطلق من أن البدائل أسوء بديل الحرب ،أن تنتصر ايران وتعلن فتوى للسيد خامنئي يبيح تصنيع قنبلة نووية من أجل ردع المعتدي ، والبديل الثاني هو وقف المفاوضات أو تذهب الى التمديد والمماطلة .

وامريكا ذاهبة على امتحان الضرورة لان البديلين أسوء من هذا الاتفاق وهي مسلمة أن هذا الاتفاق هوالافضل بالنسبة لايران دون ان تقدم ايران اي تنازل في ملفاتها الاقليمية ، فهل نتقاسم النفوذ مع روسيا ونسلم لها في هذا الدور ونبقى نتعامل مع ايران على انها خصم يجب ان ندير الصراع  معه  تحت سقف انه صراع سلمي اي لايصل الى حرب

واوضح قنديل أن زيارة كيري الى روسيا هذه الزيارة من الواضح انها خرجت للمرة الاولى بتفاهم وان مضمون التفاهم بدأ يتحدث عن تطبيق تفاهمات واتفاقات ، اساس هذه الزيارة هو انه استهلكت الهوامش التي كان الامريكي يراهن عليها في التجاذب مع ايران .

نحن امام معادلة تقول حرب القلمون فشلت وحرب السعودية  فشلت ، بين القلمون و اليمن سقطت اوراق السعودية واسرائيل وتركيا وقطر وفرنسا .

فيذهب الامريكي الى الروسي ويقول بأننا نسلم بالنصر الروسي لان قلب القرم وقلب  اوكرانيا وهو  شبه جزيرة القرم و القرم هي البلاد التي تطال اوكرانيا وجورجيا وبلغاريا .وقلب اوكرانيا شبه جزيرة القرم ..

روسيا لن تنهزم في حرب اسعار  النفط ،وروسيا لن تخاف من تهديد سباق تسلح ، وروسيا مؤكدة على  حقها بأنها صانعة للسياسة على مستوى العالم ،و الند للند في علاقتها مع امريكة ،وليست دولة صف ثاني.

الدرع  الصاروخي هي قضية روسيا، وظيفة الدرع الصاروخي أنه يعمل تقليل من حجم مكانة القدرة العسكرية الروسية .

الانتصار الروسي في قطع الطريق على وظيفة الدرع الصاروخية أبطل مفعولها وبالتالي مسألة الدرع الصاروخية اصبحت من الماضي .

 الخوف الامريكي من التصدع في حروب جديدة مثل اوكرانيا سيدفع الى المزيد من التفاهمات مع الروس ،وسنرى مشهد من الانفتاح الروسي الاوروبي من المصالح المشتركة وامن اقليمي مشترك وحماية مقومات سلم اهلي اي ظهور ثنائية المانية روسية ،و القادرة على صنع اوروبا القوية ، وبالتالي الامريكي يتهيئ في التعامل معها ، وبالتالي نهاية الزعامة الامريكية في العالم.

ومن الواضح ان النظرية التي انتصرت في النهاية هي انه يمكن تحييد روسيا ولابد من استمرار المواجهة مع ايران والمواجهة تحت سقف التفاهم النووي على قاعدة القبول بقوة  تعاظم مكانة ايران لكن ليست على قاعدة انها حليف نختلف معها على سياسة الخليج و ومع اسرائيل و السياسات النفطية وعلى مفهوم الاستقلال الوطني ودعم حركات التحرر مختلفين معها وهي خصم ، ادارة الصراع مع ايران سيكون هو العنوان وادارة التفاهم مع روسيا سيكون هو العنوان اي روسيا هي خصم ستدير معه امريكا تفاهمات وايران هي خصم ستدير امريكا معه خصومات .

تحصين دول الخليج اي الدول التابعة لامركا في وجه ايران ،والدرع  الصاروخي يقول لايران اذا كان ميزان القوى بينك وبين دول الخليج مختل بقوة لصالحك بفضل قدرتك الصاروخية فمن الان و صاعدا سيكون شبكة صواريخ مضادة للصواريخ تقلل من قيمة منظومتك الصاروخية ، وطاقة ايران البالستية أقل من طاقة روسية اي العابرة للقارات .

في الدول المجاورة حيث كان العكس سيحدث اي الطاقة الصاروخية الايرانية والقدرة العسكرية الايرانية ومفهوم التفاهم النووي الايراني يعمل كمظلة ايرانية تستنهض القوى المعارضة في الدول الخليجية وهذا يهدئ هذه المعارضات أنه يوجد درع صاروخية بل العكس المعارضات التي كانت تطمح بأن تتخطى الحدود للمشاركة في السلطة و الثروة مثال : المعارضة البحرينية

بهذا المعنى نتوقع التالي ان المفتاح الاول سيبدأ في اليمن والامريكي سوف يذهب الى جنيف ،و اليمن الجيش منقسم و الكتلة الاساسية من الجيش مع الثوار وكتلة محدودة من الجيش بعض الضباط والمرتزقة مع منصور هادي اي مع السعودية وبالتالي ليس هنالك اجماع على الجيش ان يكون هو القوة التي تمسك مستقبل الامن و العسكر ،و ارض في اليمن ودمرت بنى اساسية لدى الجيش بسلاح الصواريخ من نتائج الحرب في السعودية، ستبدأ تطرح فكرة نشر قوات دولية في مناطق محددة من اليمن وعلى رأسها عدن ،صنعاء ،باب المندب ،و الحديدة وسيقال الى مرحلة انتقالية هي مرحلة التسوية السياسية ويكون باب المندب واحد من اربع خمس نقاط للتضييع .. لكن القضية كلها ستكون باب المندب وسيسعى الامريكيون لان يكون لهذه القوى صفة  مشتركة هذه المرة روسية امريكية او دول ترضى عنها روسيا وامريكة من دول العالم الثالث منعا للأعتراض الايراني واستطرادا منعا لان يقول الحوثيون لا نقبل، ويقررون مقاتلته ،من المفترض ايجاد قوى تقبل من جهة الحوثيين وتقبل من قبل ايران ، وبالتالي بهذا المعنى نقطة البداية في اختبار التعاون الروسي الامريكي واختبار الاستعداد الامريكي للتموضع في الخليج بعد الحصول على ماتريده امريكا من دول الخليج في السياسة ، فكل المؤشرات تقول ان هنالك مصلحة امريكية في التفكير بهذه الطريقة . فأن امريكا تظهر أن حلفائها خاسرين وتقبل الارباح على ضفة خصومها لكن تحاول أن تنأئ بنفسها أن تكون الخاسرة .

وأختتم قنديل بسؤاله هل  التركي  يستلحق نفسه مرة اخرى ويغلق الحدود في ادلب جسر الشغور، ويفتح الباب لعملية نوعية للجيش السوري كما حدث في كسب ،ففي كسب هو الذي انكفئ وترك للجيش السوري الحسم ، فهل تركيا وصلتها الرسالة في ضوء الذي يجري في المنطقة لتتموضع مرة اخرى على ضفة التسويات .؟؟.

تحرير : بشرى الفروي 

2015-05-16 | عدد القراءات 3742