آليات تطبيق كامب ديفيد - ناصر قنديل

مع  نهاية قمة كامب ديفيد  بين واشنطن وعواصم الخليج ، يصبح السؤال عن مضمون البيان بلا قيمة ما لم يتقرن بالبحث في آليات التنفيذ ، فكل ما  ورد  بلا تحديد واضح لآلية تنفيذية ، هو من قبيل  التراضي السياسي لملاقاة رأي عام متباين النظرة نحو اساسيات المنطقة .

ما يبدو  بدون آلية كيفية  الجمع  بين التمسك بالحل السياسي في سوريا ورفض شرعية  الرئيس بشار الأسد ورفض الحلول العسكرية ورفض التعاون مع داعش والنصرة ، ما يعني أن النص هو تجميع من نصين ، واحد  يقول لا لداعش والنصرة ونعم للحل السياسي تريده واشنطن وواحد يقول لا للأسد تريده دول الخليج والنتيجة نص بلا طعم ولا لون ولا رائحة يرمى في سلة المهملات .

بدون آلية أيضا كيفية منع التمدد الإيراني في الخليج ، فالبيان يتحدث  عن صحة وسلامة التفاهم  النووي  مع إيران وعن  إستعداد واشنطن لحماية دول الخليج  ضمن قواعد القانون  الدولي  ومصلحتها وما تراه ممكنا ، ما يعني عمليا لا إلتزام ولا ضمان ولا تعهد وثم يوضح الرئيس الأميركي أن  البيان ليس تحالفا ولا ميثاقا والا لكان يحتاج تصديق الكونغرس ، إنه بيان .

ما يبدو بآليتين  متناقضتين الملف اليمني فالبيان يتحدث عن دعم الحل السياسي برعاية مجلس التعاون الخليجي وفي الرياض وعن تأييد  الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة في  جنيف ، وحيث أن الأول  مستحيل التحقق لرفض الحوثيين المشاركة فيه سيتحقق الثاني ويصير النص  ترضية خواطر للخليجيين بالنص الأول ليس إلا .

شيئان فقط سيحدثان بآليات هما ، لجان عسكرية  تدرس إحتياجات دول الخليج من مبيعات السلاح الأميركي ، ولجان ستدرس خطط مكافحة التطرف  التي  تدرج واشنطن تحت عنوانها  ما  تسميه بالإصلاحات السياسية  والدستورية اللازمة في دول الخليج .

ستبيع واشنطن بمال وفير الكثير من السلاح  وستمتلك قدرة التدخل في صياعة شكل الحكم الجديد  لدول الخليج ، ووضع نظرياتها عن تغييرات هيكلية  تصل لصيغ من الملكية الدستورية موضع التنفيذ  وتربط  بتقدمها تقدم أشكال التعهد  بالحماية  .

من هنا   وحتى تنعقد القمة المقبلة بعد عام وفقا للبيان بزيارة الرئيس الأميركي لدول الخليج ، لن يكون قد تحقق إلا سير الملف النووي الإيراني  وفقا لنصوص التفاهم ومعه تطبيع علاقات أميركي إيراني وإفراج عن أموال وإلغاء لعقوبات و مزيد من التقدم الإيراني في النفوذ في المنطقة بينما  اللجان لا تزال  تدرس ، وسيكون الحل اليمني برعاية أممية قد حسم إنهاء الوصاية السعودية على اليمن وأطلق صيرورة سياسية داخلية تضع للحوثيين مكانة  متقدمة في صناعة القرار السياسي والإستراتيجي لليمن .

عندها تعقد القمة الجديدة في ظروف جديدة تسمح بكلام جديد .

2015-05-16 | عدد القراءات 2925