ترسخ معارك القلمون الطاحنة وسير عملياتها وفق ما يرسمه الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية حقيقة التلاحم السوري اللبناني كضرورة لا بد منها لكسب أي معركة خاصة تلك التي تدور في المناطق الحدودية بما لا يدع مجالاً للشك بأن خوض معركة القلمون بهذا الحجم من التنسيق المباشر كان له الدور الأكبر في تحقيق الانتصار في معركة القلمون وإلحاق الهزائم المدوية بالجماعات المسلحة في القلمون وخروجها من كافة مناطق الاشتباك والتي بلغت بحدود 300 كيلو متر وتكفلت بفصل منطقة الزبداني وجزء من ريف دمشق عن منطقة جرود عرسال والقضاء على حلم خلق مناطق نفوذ لجبهة النصرة الإرهابية ترسم مناطق عازلة غير معلنة على الحدود السورية اللبنانية تقطع شريان التواصل بين الجيش السوري والمقاومة تمتد من جبل الشيخ حتى مزارع شبعا.
ربما يفسر حجم الإنجازات الميدانية في القلمون حقيقة الهجمة التي يتعرض لها حزب الله عن مشاركته في الدفاع عن سورية من أطراف تدور في الفلك السعودي لا تخفي عداءها لمحور المقاومة,عداء تتشارك فيه مع العدو الصهيوني منذ عقود ،ولا يقل مقدار ضررها بقضايا الأمة العربية عن ضرر اليد الإسرائيلية.
حين وصف سماحة السيد نصر الله في خطابة يوم السبت ما يجري على الساحة العربية بالنكبة الجديدة والمتمثلة بالمشروع التكفيري الأميركي الصهيوني الأخطر, بكثير من نكبة عام 67 لم ينطلق من منطق الخصومة السياسية ولا من باب ردة الفعل اللحظية لما يجري من حرب سعودية بحق البشر والحجر في اليمن وتورط سعودي في سوريةبل من انكشاف واضح للدور والمهمة المنوطة بهذا المشروع منذ ما قبل النكبة ربما بعقود منذ تعهد مؤسس مملكة آل سعود عبد العزير بمنح فلسطين لليهود ولعل تاريخ خلفائه الحافل بالتعامي عن الحقوق الفلسطينية إنطلاقاً من مقولة ضيق ذات اليد تارة والخوف والحرص على مصالح أمة الإسلام تارة أخرى ,والسير في دعم مسار المفاوضات وقتل أي خطوة لتقارب فلسطيني يؤسس لمواقف داعمة للقضية بما يؤكد حقيقة تحالف المصالح الأميركية السعودية الصهيونية.
مع دخول الصراع مراحله الحاسمة في المنطقة من انتصارات المقاومة اللبنانية ووصول مشروع تسوية الحقوق الفلسطينية من بوابة المفاوضات طريقها المسدود انتقلت قوى المحور السعوأميركي من مرحلة عرقلة الإنجازات للحرب المباشر على القوى الفاعلة في الصراع الأميركي فكان لا بد من افتعال معارك تحول الصراع إلى الساحات الداخلية في سورية عبر دعم مجموعاتها المرتزقة بالتمويل والتسليح وتزويدها بالخطط وقائمة الأهداف المطلوب ضربها من قواعد دفاع جوي ورادارات واستنزاف الجيش العربي السوري والدولة والشعب في محاولة لإخراج سورية من تحالفها المقاوم وجر سلاح حزب الله إلى الداخل اللبناني بمعارك من قبيل قرارات 5 أيار وما تبعها من مواجهات وأحداث(نهرالبارد)و(عبرا)،ودعم الظواهر الاستفزازية المعادية للمقاومة والجيش اللبناني من أمثال أحمد الأسير وبكري فستق وأحمد الشهال.
ولعل الحرب السعودية على اليمن المثال الأكثر وضوحاً لما يلعبه هذا المحور من دور في استهداف الشعوب العربية الخارجة عن العباءة الأميركية الصهيونية والتي فتحت الباب واسعاً أمام العدو الصهيوني لإرتكاب المزيد من الجرائم مستقبلاً في مواجهة الشعوب العربية لإسقاط حرب آل سعود كل المحرمات في المواجهة ورفعت من سقف خطوطه الحمراء المرتفعة أصلاً.
بين نكبة عدو تستبيح الأرض والوجود منذ عام 76 ومشروع يروج له ويجاريه ويفوقه في تدمير الحجر وقتل البشر يواجه مشروع المقاومة أخطر ما يحاك ضده وكما شكل نصر أيار عام 2000 وتموز 2006 كسر مشروع التمدد الصيوني سيؤسس نصر القلمون لانكفاء المشروع التكفيري الصهيوأميركي.
بين نكبتين تقف المقاومة منتصرة الإرادة لقضيتها رافعة شعار وحدة الدم والمصير في وجه العدوان.
2015-05-17 | عدد القراءات 2462