على طريقة استهداف زعيم تنظيم القاعدة الاسبق اسامة بن لادن في منزله بباكستان بعملية خاصة و محكمة نفذتها الاستخبارات الاميريكية , توجهت طائرة هليكوبتر اميريكية الى مقر قيادة داعش في مدينة دير الزور السورية بناء على رصد ابرز تحركات قياديي داعش و يدعى ابو سياف و استهدافه هناك .
الملفت ان العملية نوعية للجيش الاميريكي نفذت بقوات أميركية خاصة بناء على توجيهات من الرئيس الأميركي باراك أوباما.
يعرف عن ابو سياف أنه قائد أنشطة داعش النفطية التي تشكل أحد أهم مصادر تمويل التنظيم المتطرف كما أكدت "سي إن إن" الاميريكية أنه يضطلع بمهام قيادية عسكرية داخل التنظيم .
ابو سياف ليس وحده فقد اعلن عن مقتل 4 قادرة بارزين في العملية النوعية مع عدد من عناصر التنظيم الارهابي بينهم مساعد أبو عمر الشيشاني المسؤول العسكري، ومسؤول عن قطاع الاتصالات في التنظيم المتشدد.
يؤكد البيت الابيض انه لم يتم التنسيق مع الجيش السوري في هذه العملية و بدخول سوريا لكن عسكريا فان عملية بهذا الحجم بين رصد و تنفيذ قد يستغرق وقتا تتعدى الساعة و يشارك فيه قوات اميريكية خاصة مباشرة على الارض لا يمكن ان تتم من دون تنسيق مع الاجهزة التي تحيط اجمالا بمسرح العمليات و يذكر هنا التنسيق التام الذي كان بين الاستخبارات الاميريكية و الباكستانية التي ادت الى نجاح العملية لذلك فان فرضية ان تكون الولايات المتحدة قد نسقت مع الدولة السورية هذه العملية هو احتمال عالي المستوى .
يعرف الرئيس الاميريكي باراك اوباما انه بمجرد طلبه و اشرافه الخاص على العملية له دلالات متعددة تتعلق اولا باجندته التي اعلن عنها كجدول اعمال يرتكز على مكافحة الارهاب فاتت عملية استهداف بن لادن بهذا السياق هذا اولا اما ثانيا يعرف اوباما انه عندما يستخدم جنود اميريكيين في اي عملية انه يتوجه الى الداخل الاميريكي برسالة واضحة يقراها الخبراء جيدا .
و بالمحصلة يتوجه اوباما من خلال هذه العمليات التي يشارك فيها ضمن اجندة مكافحة داعش و لو تقاطعت ايضا مع نجاح الجيش السوري في استهداف بعض قادته بنفس التوقيت ايضا الى الداخل الاميريكي و يبدو انه يعلن ان العملية الانتخابية التي سيخوضها حزبه سيتكفل تنظيم " داعش " بقيادتها لجهة اعتبار القذاء عليه احد اهم الاوراق الانتخابية بيد اوباما .
لن يحرج اوباما ابدا اليوم اي اتهام بالتنسيق مع القيادة السورية فعلا و ليس قولا بل انه قد يسعى لكل ما من شانه تعزيز و تسهيل التوصل الى هدفه الابعد من اجل تحقيق ضربات واضحة في جسم داعش تستثمر داخليا عند الشعب الاميريكي الذي يترقب و يتخوف من انتقال الارهاب اليه و الذي يجمع على ان قضية الارهاب هي قضية لا يختلف فيها جمهوري و ديمقراطي عند الاستحقاقات الكبرى ..اما اوباما الذي يقترب من التوقيع مع طهران "راس الحربة " بالصراع لن يحرجه بعدها التواصل مع دمشق
.زمن التحولات انطلق .
2015-05-18 | عدد القراءات 2764