لا يزال التوقيع النووي الايراني مع الغرب سيد الاستحقاقات القادمة على المنطقة و العالم فمنذ اخر جلسات المفاوضات بين الدول الست و طهران في سويسرا حتى اليوم اي قبل اقل من شهر تشتعل المنطقة بنار كلما اقبلت على الختام فتحت لهيبا اخر في ملف اخر بالمنطقة هذا بالاضافة الى متغيرات عسكرية و سياسية كبيرة طغت على المشهد من عزل و تعيين في الديوان الملكي السعودي بشكل ملفت و مصيري بعد وفاة الملك عبدالله الى قمة كامب دايفد بين الخليجيين و اميريكا الى حرب مفتوحة في اليمن الى تدهور امني في جسر الشغور و ادلب و تصاعد الارهاب فيهما و معارك مصيرية في القلمون بين حزب الله و الجيش السوري مقابل النصرة و داعش وسط تقدم واسع النطاق لمحور المقاومة فيه وصولا اليوم الى سقوط الرمادي بيد الارهاب و تدمر السورية مجددا.
لم يمر ولن يمر اشد و اعنف من شهر ايار سخونة و تصهعيدا عسكريا في مجمل الملفات العالقة من الملف السوري فالعراقي و اليمني اما الملفت ان التصعيد يزداد كلما اقترب موعد التوقيع و كأن الدول الاقليمية تحاول الاستفادة مما تبقى من الوقت قبل 30 من حزيران موعد تغيير المشهد برمته .
امنيا تصاعد القلق مع دخول االارهاب من جديد الى تدمر السورية هذه المدينة التاريخية التي تحوي اهم و اعرق الحضارات التي مرت على سوريا فيزداد معها مشاعر القلق و التساؤلات الا ان الواقع يعكس فشلا جديا في صفوف المسلحين فتدمر التي يتطلع العالم اليها و يتحسب الناشطين و منظمات المجتمع المدني و الامم المتحدة حتى الازهر في مصر من تدمير الاثار فيها و سرقتها ستحقق الهدف الذي يسعى اليه داعش باعادة احياء هالة البطش و القدرة التي فقدها التنظيم تدريجيا .
يعرف الارهابيون تماما ان حشد انظار العالم اليهم لن يكون سوى بهذا الاسلوب الاستعراضي المتقن يخرجهم من كل الفشل الذي وقع في صفوفوهم في معارك القلمون الحاسمة حتى ان اعلام النصرة حسب المصادر عمدت الى التخفيف من نقل اخبار القلمون لا بل امرت عناصرها بذلك من اجل التخفيف من اهميتها و التقليل من شانها و كان المعركة التي يخوضها حزب الله و الجيش السوري هناك ليست بهذه الاهمية التي يدعون.
الهزائم المتتالية التي لحقت بداعش و النصرة بالاونة الاخيرة تحتم عليهم اللجوء الى هدف يفعل حضورها دوليا خصوصا بعد الضربات العسكرية الاستخبارية الاميريكية في سوريا و العراق و العمليات النوعية التي نفذتها قوات اميريكية خاصة سقط فيها قادة رئيسيون من هذه الحرب.
التصعيد استكمل لتدخل داعش الرمادي و هي من ابرز المناطق العراقية و الدخول الذي جاء بطريقة مباغتة على اهميته يحتم اتخاذ خطوات كبرى من قبل المجتمع الدولي و يؤكد اولا و اخيرا ان التحالف الدولي سقطت اهدافه و بالتالي فان هذا التصعيد سيشرع للعراقيين المطالبة بتسليح فوري كان لروسيا دورا واضحا فيه فقد طلب رئيس الوزراء العراقي السلاح فورا و لبته روسيا .
التلبية الروسية هذه امام عين المجتمع الدولي لا يمكن ان تكون سوى دورا روسيا اساسيا في العراق و المنطقة قد يكون فعلا اول نتائج الاتفاق النووي مع الايراني و مفاعيله التي سترخي بظلالها على المنطقة
التصعيد سيقابل بتصعيد و خطوات اسرع و رب ضارة نافعة .
2015-05-22 | عدد القراءات 2809