بعد خمسة عشر عاماً على انتصار المقاومة اللبنانية والإنسحاب المذل للعدو الإسرائيلي وعملائه من الجنوب ما تزال الدوائر السعودية تكرس جهدها ووقتها ومالها في استهداف تلك الإنجازات والعمل على تشويه صورتها والنيل من رموزها ومحاولة زجها في مواجهات جانبية بعيدة عن قضيتها الهدف واستدراجها لسجال يرفع من شأنها إن حصل واستدرج المقاومة بما يحقق هدف الرياض المنشود بضرب صورة المقاومة في ذاكرة شعوب المنطقة والتي رسمتها إنجازاتها في الميدان بعيداً عن أي إعتبارات أخرى.
خمسة عشر عاماً وما تزال الرؤية واضحة والبوصلة باتجاة تحرير الأرض والإنسان دفعت ثمنها دماً ومالاً بعد التحرير ،لا يقل قيمة عما دفعته قبل التحرير وما تزال تدفع وتجني ثمرة تضحياتها انتصارات من قانا وعيترون إلى القصير والقلمون ، بالمقابل ما يزال المراهنون والمغامرون على رهاناتهم.
بالتزامن ذكرى انتصارات المقاومة تناقلت كبريات وسائل الإعلام المعادية للمقاومة كلاماً منسوباً للسيد حسن نصرالله يتحدث عن خسارات الحزب إما القتال أو الاستسلام للذبح والسبي أو التشرد حول العالم وتفضيل سماحته السير في المعركة للنهاية حتى لو استشهد ثلاثة أرباع أهل المقاومة وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل ، وبالرغم من أن ما نشر على وسائل أخذ مجتزأ وخارج سياق مضمون الخطاب إلا أنه لا يبتعد عن مضمون ما تحمله معركة المقاومة في حربها خلال السنوات الأربعة الماضية ،فخيار القتال على الأرض السورية لم يكن ليتم لو لم تعلن قوى الحرب على سورية بأن أهدافها لن تقتصر على الأرض السورية ،وذهبت لما وراء الحدود السورية باتجاه كسر المقاومة ،كما أن ظواهر القتل والذبح لم تكن مشاهد عابرة في الأزمة السورية منذ اندلاع الأحداث فيها ،وللتذكير فإن من أطلق شعار بالذبح جئناكم لم تكن المقاومة بل التتظيمات الممولة سعودياً قبل ظهور تنظيمات النصرة وداعش ،التي تسير على نهج أسلافها في الرقص حول الرؤس المقطوعة ،ولعل مجزرة تدمر التي راح ضحيتها 400 مواطن معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ شاهد جديد على خيارات الذبح السعودية ،فيما خيارات التشريد والسبيي ليست ببعيدة على ممارسات التنظيمات السعودية ،وما حصل في حمص وإدلب والحسكة من خطف وسبي دليل واضح على خيارات الإرهاب بحق المقاومة وجمهورها والتي لا يمكن لمئات الفضائيات والصحف من تلميع صورتها ومنحنها اتزاناً واعتدالاً مقبولاً كما لا ينفع التغاضي عنها وانكارها إلغاء حقيقتها .
من سورية إلى اليمن تقود السعودية حروبها ضد الشعوب بسلاحها الوهابي وفكرها الطائفي غير وجلة من التعامل مع الشيطان لتحقيق غاياتها ،ولعل ما كشفة الخبير غوردن دون المصاد عن استخدام السعودية طائرة أسرائيلية لضرب رسم عليها العلم السعودي لضرب جبل النقم اليمني بالسلاح النيوتروني يرسم حدود حزم وأمل آل سعود.
ما تزال خيارات محور المقاومة واضحة المعالم وسلاحه مصوب باتجاه العدو الإسرائيلي ويقطف نتائجه انتصارات فيما امجاد منتقديه ومحاربيه تبنى على جثث أبناء الشعوب الصامدة.
خمسة عشر عاماً وانجازاتنا انتصارات ومقاومة فأظهروا إن استطعتم غير القتل إنجازا.
2015-05-24 | عدد القراءات 2017