بعد إطلالة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى نصر المقاومة وتأكيده توحيد الجبهات التي لطالما أرادها العدو مجزأة بما يضمن بقاء الصراع ضمن الدوائر الضيقة وبالتالي ضمان استنزاف قوى المقاومة في الشأن الداخلي بعيداً عن القضية المركزية لتأتي عملية أسر كتائب حزب الله في العراق لمئات المقاتلين من مسلحي تنظيم داعش في محيط مدينة الرمادي ترجمة عملاتية لرسالة الحزب ومحور المقاومة بالتواجد في أي منطقة تستدعي المعركة الوصول اليها.
رغم أن تواجد حزب الله في العراق ليس بجديد فقد سبق وأعلن سماحة السيد في شهر شباط عن تواجد الحزب بشكل محدود نظراً لما يمر به العراق من ظروف حساسة إلا أن عملية الأسر أتت لتعلن عن دور فاعل في معركة استعادة مدينة الرمادي وصلاح الدين بتعاون الجيش والحشد الشعبي وتخلط الأوراق الأميركية في العراق وهو ما يفسر الحملة التي يشنها الإعلام الأميركي ضد معركة الأنبار والتي تستهدف بالمقام الأول الجيش العراقي بعبارات أقل ما يقال عنها أنها تدين واشنطن فالسقوط المدوي للجيش العراقي دفع واشنطن لاستنفار كبار قادتها لإدانته وتحميله مسؤولية سقوط الرمادي بدلاً من أن يقدموا مساءلة لوزارة الدفاع عن الأسباب الحقيقية لعجز طيران التحالف وقف تمدد التنظيم والذي يبدو أنه يتم وفق رؤية واستراتيجية أميركية لا تتوقف عند تسهيل تمدد التنظيم في الرمادي والأنبار بل في الضفة المقابلة على الأراضي السورية في تدمر والبادية السورية وهو ما يدركه حزب الله تماماً كما يدرك حجم القدرة الأميركية في الدفاع عن الجيش العراقي وهو الذي أذاق الاحتلال الامريكي طعم الهزائم بقتله عشرات الالاف من جنوده ولم تستطع طائراتهم حمايتهم من نيران مجاهدي الحزب وهو ما يدفع الحزب لليقين بعجز طيرانه عن لعب أي دور بكسر التنظيم الذي سهل دخوله لمحافظة الانبار تحت أنظاره وبعلم المستشارين الأمريكيين في قاعدة عين الاسد القريبة من الرمادي.
في العراق كما في سورية تكشف العمليات المركزة والتطورات الميدانية حجم التورط الأميركي في دعم التنظيم فحين تتمكن مجموعات مقاتلة لحزب الله من أسر مئات الإرهابيين ويحرر الجيش مدينة تكريت ومصفاة بيجي في العراق وتبسط وحدات الحماية الكردية والعشائر وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على 57 بالمئة من قرى وبلدات الحسكة والقامشلي وتطرد تنظيم داعش "أسطورة القوة الأميركية" من عين العرب حيث تعجز طائرات التحالف فإن في القضية أمر من اثنين فإما الغارات الأميركية أضعف من أن تحدث تغييراً في الموازين وهو ما يفرض على واشنطن التنحي وإفساح المجال أمام القوى الفاعلة في حرب داعش , أو لا نية لواشنطن القضاء على داعش !! ما يضعها في موقف المنافق والمتنكر لما تدعيه وفي الأمرين إدانة لواشنطن سواء في الضعف أو في النفاق.
من سورية إلى العراق وإلى حيثما تقتضي معركة محور المقاومة سيصل مجاهدو حزب الله وأبناء المقاومة السورية والفلسطينية واليمنية والعراقية في مواجهة التنظيمات المدعومة من الفكر التكفيري وأتباعه وأسياده ولتضرب صواريخه لما بعد العراق واليمن وما بعد بعد سورية.
2015-05-27 | عدد القراءات 2492