تحدث الاستاذ ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحريرصحيفة البناء اللبنانية أن هناك مجموعة من التطورات والاحداث المتسارعة في المنطقة التي سبق واكد فيها بأن شهر حزيران سوف يكون شهرا شديد الالتهاب وأن الحراك السياسي فيه سوف يكون اشبه بالرقص على صفيح ساخن وان المفاجأت سوف تتسارع وان القوى المتواجدة على ساحة المنطقة عالميا واقليميا ومحليا في كل ساحة سوف تبني بكل مالديها من ثقل وتستخدم كل مابين أيديها من أوراق لأنها تعلم أن ما سيرصد في حسابها لن يكون لها القيمة اذا ماجرى حفظه لما بعد الثلاثين من حزيران و الثلاثون من حزيران ليس موعد رسمه حلف المقاومة بمعنى أن ليس لدى حلف المقاومة من ايران الى العراق الى سوريا الى لبنان واليمن ليس لديه مشكلة في أنه يريد ان يربح قبل الثلاثين من حزيران من أجل أن تستفيد ايران بالمفاوضات حول ملفها النووي ،ومن يقول هذا الكلام بصراحة هو سطحي ولا يعرف حقائق الملف النووي وهو يحاول ان يقيم مقارنات تلبي رغباته فيتوقع أن المفاوضات تجري حول الملف النووي و الموعد المقرر هو الثلاثين من حزيران، ولذلك فأن الامريكي سوف يجمع اوراق وكذلك الايراني سوف يجلس الفريقان ويضع كل منهما اوراقه على الطاولة وعبرها تتم الصفقات و التسويات ،ولكن هذه صورة سطحية وغبية لان التفاوض مستمر ومتواصل حول الملف النووي وقد يصل الى نتائج قبل الثلاثين من حزيران وان هذا التفاوض يجري بمعزل عن أي تأثر بكل مايجري في الساحات المعنية بالاشتباك لان لا امكانية للحديث عن نصر حاسم في أي من هذه الساحات، اي الامريكي لديه يقين بأن سقف مايمكن ان يحلم به هو أن يتمكن حلفاؤه من تحصيل بعض النقاط وتحسين بعض المواقع املا بأن يسعفه هذا ليسعفهم بالمفاوضات حول رسم الخارطة الاقليمية بعد التوقيع على الملف النووي في الثلاثين من حزيران ، وعلى مستوى ايران لا قيمة بكل مايجري في التأثير على مفاوضاتها النووية لانها أبلغت الامريكيين مرارا ،وقال الامريكي والايرانيون أن تنازل عن ذرة من ذرات مواقف حلفائها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان لن يكون واردا من أجل اقناع الامريكي بقبول بند ما في الملف النووي المتصل بايران .
وأكد قنديل هو الوصول الى تفاهم وليس الى تقرير مصير ، وان كل المهل الممددة ليست مهل ذات صلة بالملف النووي هي مهل ذات صلة كما قاله جيفري فلتمان لصديقه وليد جنبلاط بأن امريكا تحتاج الملف النووي بمثل ماتحتاجه ايران وربما اكثر ، وان امريكا تتباطئ في توقيع التفاهم حول الملف النووي افساحا في المجال امام حلفائها للتأقلم مع هذا التوقيع وان أمريكا تتباطئ في ضرب داعش بل ربما تعطي لداعش فرص النمو من اجل استنزاف حلفاء ايران في الساحة حفظا لمفاوضات مابعد النووي وهذه ثلاثية الرؤية الامريكية .
الملف النووي الايراني من وجهة نظر امريكة يتصل بمسألة واحدة وماعداها يصبح تفاصيل وهي ألا يكون بمستطاع ايران أن تصنع قنبلة نووية لأن تصنيع قنبلة نووية يستدعي شرطين : الشرط الاول هو امتلاك الكفآءة العلمية و الخبرة والقدرة والاليات الازمة ، و الشرط الثاني هو امتلاك كمية من اليورانيوم المخصب اللازمة لتصنيع قنبلة نووية .
امريكا قامت خلال الخمس سنوات من التفاوض بالعقوبات والضغط و التهديد ومحاولات التفجير من اجل ان تحول ان تمتلك ايران القدرة العلمية والتقنية وهذا انتهى لان ايران نجحت . بعد أن امتلكت ايران العقول و التخصيب و المعدات فالعقل يقول أن التوقيع بالتفاهم مع ايران هو الافضل بالنسبة لأمريكا حتى من وجهة نظر اسرائيل ، فالصفقة تمت بين نتنياهو واوباما وعنوانها ان اسرائيل ستسكت عن التوقيع التفاهم النووي مع ايران .
القسم الثاني تركيا :
تحدث رئيس شبكة توب نيوز ناصر قنديل أن السعودية واسرائيل قد يبدو في الظاهر معنيتان أكثر من تركيا لأن المسألة بالنسبة لاسرائيل و السعودية هي مسألة وجودية ، السعودية سيتقرر مصيرها وحجمها في الخليج ودورها في الساحة العربية على ضوء نتائج التوازنات التي سترسم في المنطقة وخصوصا حرب اليمن التي ورطت نفسها بها واصبحت مقيدة بنتائجها ، واسرائيل ايضا سوف يترتب على نتائج هذه التوازنات مستقبلها ومصيرها بل ووجودها لأنه اذا فشل مشروع اقامة الشريط الفاصل والعازل الذي اسند الى جبهة النصرة انطلاقا من القلمون ووصولا الى جبل الشيخ اي النجاح بالفصل بين سورية ولبنان بين المقاومة والجيش السوري والنجاح بإقامة شريط عازل او حزام امني على ضفتي جبل الشيخ نحو كل من لبنان وسوريا اذا فشل هذا المشروع فاسرائيل سوف تكون امام توازن ردع هي لن تتحمل قدرة مواجهته فهي عاجزة عن الذهاب الى حرب لكن عليها أن تنتظر الحرب لانه سوف يكون هنالك طريق دائما موصلة امام السلام بسبب أن اسرائيل تذهب اكثر فأكثر الى التطرف و العجز عن انتاج حل يستطيع أي قائد فلسطيني مهما كان متهاونا ان يوقع عليه ، وبالتالي يؤدي ذلك الى المزيد من التوتر لكن مع موازين قوى فيها ايران العراق وسوريا و المقاومة فتصبح الحرب خيارا لابد منه واسرائيل تعرف هذا حتى قبل بدء الازمة والحرب في سوريا ، وفي تقرير الشهير الذي يقول بأن اسرائيل تتجه الى حرب وان هذه حرب الرئيس بشار الاسد تشبه حرب والده الرئيس الراحل حافظ الاسد لكن مع فارق الحلفاء ومع فارق ان اسرائيل ليست كما كانت قبل حرب 1973 ،هي اسرائيل المهزومة في حرب 2006والمجبرة على الخروج من لبنان عام 2000 ، بينما سوريا هي ليست سوريا الخارجة من عام 1967المهزومة بل هي سوريا الخارجة بالنصر 2006 الشريكه فيه وليس معها انور السادات ولا السعودية معها ايران وحزب الله والعراق وبالتالي يقول اليوم هذا التقرير أن عام 1973 حرب هزت أمن اسرائيل ، والحرب القادمة حرب الرئيس بشار الاسد سوف تهز وجود اسرائيل لذلك يعرف الاسرائيلون هذا والدواء عندهم و هو الوكالة المفتوحة من جبهة النصرة ومن ورائها تركيا و امريكا و السعودية لبناء هذا الخط العازل الذي يكسر ظهر المقاومة ويفصل بينها وبين سوريا ويصل الى جبل الشيخ ويقيم حزام الامن الذي يمنع الاشتباك بين لبنان واسرائيل عبر الاراضي الفلسطينية أوبين سوريا واسرائيل عبر الجولان المحتل ، لكن في الحقيقة الدولة الوحيدة التي يمكن ان تحدث تغييرا في المعادلة كانت منذ الاساس هي تركيا اي منذ ان تتطلع في الجغرافيا وتقول ان تغيير خريطة الشرق الاوسط يستدعي العبث في سوريا لان سوريا هي خط الاشتباك مع اسرائيل ولان سوريا هي الواصل بين ايران والبحر المتوسط ولان سوريا هي الحليف التقليدي لروسيا ، لان سوريا هي خط تقاطع انابيب النفط و الغاز ، وبالتالي اذا احتدم العالم في لحظة اشتباك كبير حول حسم الموازين وبات مستحيل التعايش و الرضا مع المعادلات القائمة ، على القوى ان تحسم بنتيجتها من هو الاقوى ومن الاضعف وتنتج على اساسها الموازين الجديدة ، فالمنطقي ان تكون سوريا هي ساحة النزاع ، فالبوابة الوحيدة لاحداث هذا التغيير في سوريا هي تركيا ،تركيا اولا هي ليست السعودية البعيدة وليست السعودية المحدودة العدد السكاني وليست السعودية التي لا تملك جيشا ، وتركيا هي الحضن القادر على التأمين اللوجستي وتأمين القيادة المخابراتية والاستقبال من كل انحاء العالم وبفتح المطارات ومراكز التدريب و التنظيم فالنصرة وداعش قيادتها تركيا و الخط الاشتباكي الساخن في سوريا والشمال وجسر الشغور وادلب و اريحا مصدره تركيا ،
تركيا اردوغان التي اعدت لهذه المهمة من زمان وتركيا الاخوان المسلمين وحزب العادلة و التنمية هي تركيا اخرى ، تركيا وهم السلطنة العثمانية هذه السلطنة القائمة على الاستعباد والعنجهية والتسلط والغطرسة و الاحتلال تحتاج الى عقل مصاب بجنون العظمة كعقل رجب اردوغان وهذا العقل شهيته مفتوحة على ابتلاع المنطقة ،ولكن هو الان في أسوء علاقاته مع سوريا ،
تركيا قادمة على الانتخابات في 7 حزيران، زعامة اردوغان أو اي زعامة تكون في خط صعود وتطرح لنفسها تحدي مصيري وهذا التحدي عنوانه الثلثين عند انتهاء الانتخابات ويفشل في تعديل الدستور انتهت زعامة اردوغان وهذا اولا ومجرد أن يخترق الاكراد عتبة العشرة بالمئة وينتزعوا 55مقعدا من طريق اردوغان أي نزل عدد تمثيله تحت النصف من مقاعد البرلمان وهذا يعني انتهاء زعامة اردوغان ، ومجرد أن يضطر أن يشكل حكومة اقلية ويحل البرلمان بعد سنة أي انتخابات جديدة انتهت زعامة اردوغان ، في كل الاحوال اذا نجح اردوغان في طريق واحد للنجاح هو ان يصعد خلال الايام السبعة عبر الحدود مع سوريا ليشعل نصف حرب بعمق مدى النيران وليس بالعمق الداخلي أي 50،60 كم الى اريحا وان يستدرج سوريا الى هذه الحرب وسورية لن تستدرج وتعطيه هذه الورقة التي يبحث عنها ،
تركيا ذاهبة الى مرحلة انحدار زعامة اردوغان سيفشل في الثلثين وسيكون احتمال فشله في الاغلبية كبيرا وسيكون صعب عليه تشكيل حكومة ائتلاف وستعم الفوضى السياسية أي عجز عن بلورة قرار متين يستند الى أغلبية برلمانية ، أو ستذهب تركيا الى المواجهة الامنية إما مع الاحزاب المعارضة او الاكراد أو كليهما وفي كل هذا سيضمحل الدور الاقليمي لتركيا فاتركيا القوة المحركة الحاضنة من اجل تغيير المنطقة هزمت وبدء خط الانحدار ، لذلك الذكاء الاستراتيجي الان هو في عدم منح اردوغان هذه الفرصة في خوض نصف الحرب مع سورية ، اردوغان يمارس ذكاء تكتيكي في استعمال النصرة وداعش ، ففي تركيا نحن امام سبعة ايام من التوتر وأن هذه الايام سوف تقرر الكثير لمستقبل حروب المنطقة وسوف تكون تركيا الاقرب للإستقالة من موقعها الحاسم الذي لعبته طوال السنوات الاربع الماضية في حروب المنطقة .
القسم الثالث: بين القلمون وتدمر والرمادي
أشار قنديل أننا شهدنا في سوريا والعراق تحولات سريعة وكبيرة منها سقوط الرمادي ودخول داعش الى تدمر وشهدنا متغييرات في الشمال ابرزها دخول النصرة ومن معها الى اريحا، وبالتالي هذه المشهدية ومعها حرب القلمون الذي يصر الجيش السوري وحزب الله على جعلها القضية المركزية في المعركة العسكرية ويبذلون كل الجهود وكل الامكانات للحسم السريع فيها وهم يحققون الانجازات كبيرة وملفته ونوعية ومتدحرجة ،
قيادة حلف المقاومة تقرأ أن الحملة الامريكية لعدم مشاركة الحشد الشعبي و لتخويف من الفتنة و الحملة الامريكية التي تهدف لانشاء ميليشيا خصوصيا بديلة عن داعش هذا الحملة الرد عليها هو بقرار استبدال الرمادي بتعاون بين الشعب أي أهل الانبار العشائر والجيش و المقاومة أي الحشد الشعبي ، وفي سوريا الرد عليها هو ان الجهة التي تسمى كعجل للمستقبل وهي النصرة ولها عاصمة هي عرسال وخط احمر يمنع سقوط عاصمة النصرة اي عرسال بيد الجيش يرسمه سعد الحريري لهذا هو جزء من الخطة وليمنع الجيش من الدخول الى عرسال وليسمح بقاء عرسال عاصمة النصرة وليرسم خط احمر حول عرسال ويقول لحزب الله عرسال تساوي الفتنة مثل مايقول الامريكي الرمادي تساوي الفتنة ، الرد هو ان يدخل الجيش عرسال لكن الاهم هوأن تنجح المقاومة والجيش السوري بحصر النصرة في عرسال وقطع كل شراينها عن كل باقي جرود القلمون وحصرها في عرسال ، وبالتالي حلف المقاومة يرد على الجبهات الثلاث على جبهة تركيا يتفادى مايريد بأن يغامر بنصف حرب وعلى جبهة الرمادي يعد لاسترداد الرمادي ويسقط الخط الاحمر الامريكي لحماية داعش في الرمادي ، وعلى جبهة القلمون اقترب من عرسال ليسقط الخط الاحمر الامريكي الذي يرسمه سعد الحريري لحساب النصرة وتنجح الحرب التي تخوضها المقاومة مع الجيش السوري واسقاط مشروع الدويلة التي يراد لها ان تنشئ من القلمون الى الزبداني الى المصنع الى جبل الشيخ لتكون هي بلسان الذي يصنعه الاسرائيليون ويرعونه ويحمونه لضرب ميزان الردع ،وفي 30يوم ماتبقى من شهر حزيران سنكون امام تتطورات تحت هذه العناوين، هم سيهزمون في الرمادي والقلمون وستتطوق النصرة في عرسال وستسقط الخطوط الحمراء لاوباما والحريري وبالتالي سيسقط المشروع الاسرائيلي .
القسم الرابع :اليمن بين المبادرة السياسية والمواجهة العسكرية
اشار قنديل الى أن الثلاثين من حزيران هناك تفاهم يشق طريقه حول الملف النووي وبالنسبة الى الملفات الاقليمية لايوجد مفاوضات حولها ،
المعركة في الرمادي يتولى العراقيون فيها سحق داعش بحلف الشعب اي العشائر والجيش والمقاومة اي الحشد الشعبي ، وفي القلمون ايضا يتولى الجيش والشعب والمقاومة بسحق النصرة ،عاصمة الدواعش هي الرمادي وعاصمة النصرة هي عرسال ، والمعركة هنا وهناك هي المعركة الفاصلة ، اما في اليمن فالسعودية تعرف أنها في مأزق ، والحوثيين لن يستسلموا، والسعودية غير قادرة على عملية الانزال في عدن أو الدخول برا ، خطة السعودية هي الخراب و الدمار مثل مافعل الاسرائيلي في حرب تموز ،
قرارمجلس الامن هوعبارة عن وصفة سعودية ،ومعنويا يصيب الثوار بكل شيئ كالاعتراف بمنصور هادي رئيس ،والانسحاب من المدن ،والاعتراف بالشرعية ، ومبادرة خليجية وغيرها ، ولكن هذا غير مقبول ، الان الرمادي والقلمون ونجران عدن وعدن يجب ان تحسم الى الثلاثين من حزيران ونجران يجب ان تكون قد اصبحت نار ملتهبة تحت اقدام السعودية ،
وأشار قنديل أن المشهد الاقليمي الذي نحن قادمون اليه لايستدعي القلق والخوف والذعر ،بالرغم من دخول داعش الى الرمادي وتدمر ، واخذ بعض المواقع ،هذا مشهد مؤلم ، لكن هذه اللحظات التي نمر بها دقيقة وحساسة ،والمعركة على الجغرافيا لكنها على الجيوش ايضا ،معركة امريكا ليست تدمر وليست الرمادي ، والمعركة هي تدمير الجيش العراقي و السوري، فهم لايريدون جيوش في المنطقة ، لذلك العقلانية تقول هي المحافظة على جيوشنا والمحافظة على هذه الجيوش يجب ان تكون توازن بين الجغرافية والجيوش ليس فقط التضحية بالجيوش لحماية الجغرافية ، هنالك تنازل مؤقت عن الجغرافيا لحماية الجيوش لاسترداد الجغرافيا ، والعبئ اليوم يجب أن يكون على الشعب و المقاومة لنترك الجيوش بمنأى عن الاستهداف الا بالضرورة لذلك الشعب في سوريا والمقاومة والدفاع الوطني ، والمقاومة والشعب في لبنان والعراق وكذلك في اليمن يجب ان يحملوا هذا العبئ الاساسي.
تحرير : بشرى الفروي
2015-05-30 | عدد القراءات 4679