قريبا جداً سيتغيّر المشهد في سورية

ناصر قنديل

- منذ شهرين تقريباً وتدحرج كرة النار في سورية يلتهم موقعاً وراء موقع، من سقوط بصرى الحرير ووراءها موقع نصيب على الحدود مع الأردن، ومن ثم تتالت عملية تساقط حبات السبحة من الشمال هذه المرة في إدلب وجسر الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة وصولاً إلى أريحا، التي وقعت كلها في يد «جبهة النصرة»، ومن ثم هوت تدمر في يد «داعش». وكان طبيعياً أن يشكل كلّ ذلك منصة كافية لإطلاق التحليلات والاستنتاجات بأنّ موازين القوى في سورية تتغيّر بعكس مصلحة الجيش والدولة، اللذين حافظا على وتيرة تحقيق التقدّم تلو التقدّم منذ سنة على الأقلّ.

- في ما يخصّ جبهتي الشمال والجنوب، تزامن التغيير مع بدء حرب السعودية على اليمن، ما ينفي عن الحدث أسبابه السورية الصرفة، وينفي كونه مجرّد تغيير في ظروف وقواعد اشتباك سورية ـ سورية كما تحاول مصادر المعارضة، التي تحتفل بانتصارات ليس لها فيها يد، أن تقول، وبدا أنّ الترجمة التركية والأردنية للانضواء في التحالف الذي أنشأته السعودية بِاسم «عاصفة الحزم» هو بإدارة هذا التحوّل كلّ على حدوده، سواء بتحشيد مجموعات من المنتمين لتنظيم «القاعدة» وتنظيمها والزجّ بها عبر الحدود، أو بتقديم الغطاء الناري والدعم الاستخباري أو تأمين نقاط العبور الآمن لهذه المجموعات للتموضع داخل الأراضي السورية، وهذا يستحيل أن يتمّ من وراء ظهر القيادة السياسية والعسكرية الأميركية التي رافقت «عاصفة الحزم» بالتأييد، وواكبت التدخل الأردني والتركي في سورية بالإعلان المتكرّر عن العزم على تدريب ما تسمّيه بـ»المعارضة المسلحة» بالتعاون مع الأردن وتركيا، فيما القصد واضح وهو تغيير الموازين داخل سورية، أو تغطية ما تقوم به الحكومتان التركية والأردنية لهذا الغرض.....تتمة 

 

2015-06-01 | عدد القراءات 2771