يبدو ان رسائل التصعيد التي ترسلها اسرائيل الى السعوديين باتت على المكشوف و تشير الى ان حسابا ما بين الطرفين بات يظهر الى العلن و ان العلاقة التي كانت يوما عبارة عن مجرد محاولات بث شائعات و التاثير على مجريات الامور و الاحداث السياسية باتت واقعا احد الطرفين قرر ان يكشفه و يخل باحد اهم بنود العلاقة و هي السرية
اسرائيل الطرف المخل دائما الذي اعتاد كل من عمل معها سياسيا و عسكريا ان تزج بمصالحه في الهاوية لحظة ترى فيه مصلحة لامنها الذي جندت لاجله عقود من الزمن و دول و رجال اعمال و جيوش حتى نجحت في التوصل لاتفاقات سلام مع دول عربية مجاورة و فتحت سفارات بقيت المملكة العربية السعودية بعيدة عنها لعدة اسباب اهمها رمزيتها بالعالم الاسلامي لكن من دون ان يمنع هذا وجود سفارات اسرائيلية في الخليج او ممثليات ديبلوماسية ابرزها في قطر علما ان الدولة الاقوى و الاقدر باي حال من الاحوال تبقى السعودية التي لا يمكن ان تسمح لهذا التمثيل ان يمر حينها من دون مواقفتها و تدقيقها بما يمكن ان يؤثر على مصلحة الخليجيين و دول مجلس التعاون الخليجي الذي تراسه بحكم القادر على البت في مصلحة الخليج اكثر من اي دولة اخرى .
الصراع بين الاسرائيليين و السعودين برز بشكل واضح منذ شهر تقريبا و تجلى ابلتوصية الاممية التي صنفت ان اسرائيل الى جانب داعش في القائمة الدولية الاممية السوداء لانها تقتل اطفال و التي استوجبت ردا مدهشا من الخارجية الاسرائيلية جاء فيه و لاول مرة مجاهرة باتهام او اعتبار السعودية ايضا قاتلة للاطفال بمشهد بدت فيه اسرائيل تطلب العدالة و المسارواة بين كافة الدول او المنظمات " المعتدية و المجرمة " معتبرة عبر الخارجية " إن "أعداء إسرائيل يهددون ويرعبون" الأمم المتحدة بهدف ضم الجيش الإسرائيلي إلى القائمة السوداء.. إنهه نفاق و هناك حالات عديدة، حيث يقتلون الأطفال في النزاعات، لكن لا أحد يجرؤ على إدخال الأطراف المسؤولة إلى القائمة.. الجميع يعلم كيف تقتل السعودية الأطفال في اليمن.. نريد أن نرى كيف سيتم إدخال السعودية إلى هذه القائمة".و كل هذا استهدافا مباشرا للسعودية و لكنه لم يتوقف عند هذا الحد .
القناة العاشرة الإسرائيلية من جهتها استكملت الحملة فنقلت عن وكالة أنباء إيرانية بغرابة " أنه تم العثور على سلاح إسرائيلي بالسفارة السعودية في صنعاء باليمن وأوضحت القناة أن إسرائيل أرسلت ضابطاً الى العاصمة السعودية الرياض من أجل مساعدتها في حربها باليمن، فيما ذكر المتمردون الحوثيون أنهم وجدوا وثائق تشمل على خطط أميركية لإقامة قاعدة عسكرية في المنطقة السعودية
لمضيق باب المندب بهدف حماية مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة. وبحسب القناة، ادعى الإيرانيون أنه ظهر من الوثائق أن السعودية خططت لهجمة واسعة النطاق ضد اليمن، بالتعاون مع دول عدة منها إسرائيل، مشيرة إلى أنّ السعودية طلبت من إسرائيل سلاحاً متطوراً لمساعدتها في حربها باليمن.
حرب واضحة تبدأ بين السعوديين و الاسرائيليين تفضح مرحلة ماضية يبدو ان اسرائيل قررت ان تكون اسرارها " شفيعة" مستقبلها القادم حيث يمكنها الابتزاز و التهديد و الضغط على السعودية بفضح المستور اذا حاولت السعودية ان تخرج عن الطاعة و ربما يزيد هذا المشهد تعقيد الامور اكثر في الشهر الحاسم الحالي و هو حزيران شهر حبس الانفاس و تلقف التصعيد السياسي و العسكري الذي تحاول اسرائيل استنفاذه لاخر لحظة من لحظات التوقيع التاريخي بين الغرب و ايران و تبدل المشهد برمته.
2015-06-01 | عدد القراءات 2767