حسم المنطقة عبر " اثنان "... روزانا رمّال

خمس سنوات من عمر الشرق الاوسط المحموم مرت على المنطقة بازمات فتحت و لا تزال كرات النار تتدحرج بين لهيب الارهاب و كبحه بقيت الازمة السورية الاكثر ترجمة لحرب الخصوم و الاكثر حدة و بقيت الازمة السورية حتى الساعة ميدان اعلان الرابح و الخاسر في الكباش الدولي الذي طالت مدته و تمادت حتى سقطتت حسابات الدول الغربية فيه الا ان المشهد السوري الذي بدأ  بهذا الشكل لا يبدو انه الجبهة الوحيدة القادرة على ارساء معادلات المنطقة بسبب الازمات الاخرى المستحدثة واحدة منها ازمة اليمن  .

بالواقع فان الملفان الرئيسيان  حاليا بعدما اخذت اللعبة في سوريا تتخذ طابع الرسائل و النقاط و اصبحت ستاتيكو لتعثر المفاوضات بقرار دولي هما اولا  الملف النووي الايراني الذي يعني اسرائيل بشكل مباشر في المنطقة و الذي على اساسه تبني اسرائيل قوة و ضعف ايران و  تعرف انه الملف الذي سيسقط حجة فزاعة اسرائيل و ثانيا الملف النووي الذي يعني السعودية بشكل مباشر و الذي اصبح ملفا اكثر حساسية بالنسبة للسعوديين مهما حاولت الرياض اشاعة تصدر الملف السوري في اهتماماتها و حشدها لمواقف داعمة في مصر و استجداء تغيير في الموقف الروسي من اجل التغطية على الملف الاخطر الذي من الممكن ان يعمل ان تاكل النسيج السياسي السعودي الجديد اليوم نظرا لحساسيته و تداعياته .

اكثر الملفات حساسية تبقى دائما تلك التي تعني اسرائيل و السعودية  بشكل مباشر اقليميا و على المستوى العربي بشكل اساس لهذا السبب فان كل الملفات المتبقية العالقة و التي تصدرت المشهد في المنطقة قبل سنوات اصبحت ثانوية اليوم بانتظار التوقيع النووي الايراني مع الغرب الذي يعتبر  لوحده و بغض النظر عن الملف اليمني و بالنسبة لاسرائيل و السعودية  معا هو نقطة التحول الكبرى في الشرق .

حاولت ايران في غير مرة الطلب من الولايات المتحدة الاميريكية عدم خلط الامور و الملفات  عدم بحث كل ملفات المنطقة على الطاولة اي التفرد بالموضوع النووي و حله بدون اي محاولة اميريكية للابتزاز و التاثير عبر خلط الملفات كنوع من شروط التعجيز امام ايران و هذا كان في البداية اما اليوم و في المراحل الاخيرة للاتفاق فان المعطيات تشير الى ان الاميريكيين و الايرانيين لا يبحثون فقط الملف الايراني النووي باعتبار ان هذا الملف و ان تم سيكون له تاثيرات جمة على باقي الملفات  و على ازمات الجوار سياسيا و اقتصاديا و بالتالي لم يعد ممكنا تجاهل البحث في الملف العراقي او السوري او اليمني و عزل التشابك الذي فرضته الجبهات . اما من جهة الملف اليمني فان الاهتمام السعودي مهما بلغ حجمه في سوريا لم يعد ممكنا تقبل اعتبار " اسقاط الاسد " هما اكبر و اشد دقة بالنسبة للسعوديين الذين ايقناوا ان عدوهم المجاور المتمثل بالثوار و الحوثيين هو عدو عنيد و متمكن قادر على الصمود في الحرب و شن الهجمات الصاروخية على السعودية عكس ما كانت تتوقع لتتحول تدريجيا الضغوط لاجل الحل  على الملف اليمني اول الولويات الرياض في العالم .

بالمحصلة تبقى سوريا و العراق واي تقدم للارهاب في جسر الشغور و ادلب و تدمر السورية و في الرمادي العراقية ليس سوى نقاط تسجل و تحسب للحلفاء من اجل الضغوط على المفاوضات لا حسم الملفات و ختمها .

و عليه ان  تحسم المنطقة .. يعني ان يحسم اثنان :  " الملف النووي و الملف اليمني "

 

 

2015-06-02 | عدد القراءات 2445