فعلا العلاقة بدأت تسوء....روزانا رمّال

صعد باراك اوباما بشكل كبير من مستوى تصريحاته السياسية الموجهة الى اسرائيل و التي تعنيها بشكل مباشر و تعنى بالملفات التي تشكل بالنسبة اليها ملفات وجودية بشكل مثير للجدل مؤكدا بهذا ان هناك فعلا شيئا ما قد تغير بين الاميريكيي و الاسرائيليين و ان الامر لا يتعلق فقط بشخص باراك اوباما دون سواه .

يقول باراك اوباما للقناة الثانية الاسرائيلية ان  "احتمال الوصول لسلام فلسطيني - إسرائيلي قبل انتهاء فترته الرئاسية ضعيف لكنه اضاف ان السبب يعود إلى أن "المجتمع الدولي لا يؤمن بأن إسرائيل جدية تجاه حل الدولتين" الكلام هذا ياتي امام الراس العام الاسرائيلي الذي يمتحن الحكومة الجديدة و الذي من المفترض ان يتم دعمها اميريكيا بدل التصويب عليها مع العلم ان العلاقة الشخصية اساسا بين نتنياهو و اوباما ليست على ما يرام .

يتقصد اوباما ان يكون مختلفا و فريدا بين المسؤولين الاميريكيين و يعرف جيدا انه لا يوجد شيئا ليخسره بتاتا و ان ليس امامه سوى   اثبات انه استطاع ان يحدث تغييرا في تاريخ السياسة الاميريكية او باقل تقدير انه استطاع ان ينفذ كل ما وعد به الاميريكيين و العالم في برنامجه الانتخابي .

كان في خضم الملفات التي حاول اوباما حلها الملف الفلسطيني الذي كان قد بدائه قبل الشروع جديا في  الملف النووي  هذا الملف الذي يعتبر صلب الملفات بالشرق الاوسط و اساس وجود حليفة الولايات المتحدة الاميريكية " اسرائيل " و استقرارها في المنطقة المتوترة اصلا بسبب النزاعات التي فتحتها و الامتداد الذي فرضتع اجهزة استخباراتها على دول الجوار فترجمت بردات فعل سلبية تجاهها .

الملفت ان اوباما لم يكتفي امام القناة الثانية الاسرائيلية بتوصيف المشهد بل اضاف عليه ما يعتبر تهديدا لاسرائيل  و استنكارا بنفس الوقت لمواقفها معتبرا  ان "عدم تعاون إسرائيل للوصول لحل الدولتين قد يعقد وضع الدعم الأميركي في الأمم المتحدة لإسرائيل، لأن تقييم هذا الدعم مرتبط بتصريحات نتانياهو الذي استبعد فكرة إنشاء دولة فلسطينية أثناء رئاسته"

يعترف اوباما ان اسرائيل باتت تحرج الولايات المتحدة او ربما يعترف اوباما ان الولايات المتحدة لم تعد تنحرج من اسرائيل اذا لم تبتكر الولايات المتحدة مخارج لها كما كانت تفعل دوما امام المجتمع الدولي و بمعني اخر " لم تعد الولايات المتحدة تريد هذا ".

صحيح ان المشكلة تبدو بين حكومة نتنياهو و ادارة  باراك اوباما بشكل خاص الا ان الامر ليس كذلك لان الرصيد الذي بناه باراك اوباما و يشرع بتثبيته اكثر و تجييره لحساب حزبه الديمقراطي بالانتخابات المقبلة هو رصيد بدأ يرتفع عند الراي العام الاميريكي الذي تاثر ايجابا بحراك اوباما خصوصا بمسالة التوقيع النووي مع ايران و اعتبار ان افضل حل هو عدم المواجهة العسكرية التي تريد اسرائيل اخذ اميريكيا اليها و بالتالي فان الموقف الاميريكي من اسرائيل لن يتلاشى مع انتهاء ولاية باراك اوباما بل هو على موعد اكيد مع التصاعد لان باراك اوباما اتسطاع حقا ان يلفت الانظار لدى الشارع الاميريكي نحو خطيئة كبرى امعنت اميريكا في التمادي  و اطالة امدها و هي " دعم اسرائيل المطلق "

فعلا العلاقة بين الولايات المتحدة و اسرائيل بدأت تسوء و ستسوء اكثر بعد التوقيع النووي  الايراني مع اميريكا و الغرب و قد قال نتنياهو ربما من باب التقصد بعد لقائه وزير الخارجية الكندي روب نيكولسون،  نحن نعتقد بأنه ليس لاسرائيل صديقة أفضل من كندا" بعدما كانت لعقود ..افضل الصديقات اميريكا !

2015-06-04 | عدد القراءات 2302