صباح الخير للشام و الشوق ظمأ لا ينطفئ- ناصر قنديل / 18/8/2013
صباحك يا احلا المدن لن تغير طعمه مداخن السفن فانت البر وانت البحر وانت اول البدء واخر النهايات و كل صباح جديد اول الصباحات يغدو مهما طال الزمن
منذ ثلاثين عاما ادمنت في الحياة أشياء كثيرة أدمنت السلاح المقاوم وادمنت الا اساوم وادمنت عادات احبها وعادات لا احبها وعبثت بشعر عاداتي وغيرت الكثير منها و منذ ثلاثين عاما انت رفيقة الصباحات واجمل ما ادمنت من العادات
من طلعة الفجر بين ثناياك الى انسدال ستار الليل على تسكعنا معا انا واياك
كم كتبنا معا روايات واسرار و كم اكمام ياسمين تفتحت على جدار وكم تغيرت في سكناي بيوت وبقيت كانها تغير غرف في البيت الكبير طالما الشام هي الدار والنافورة وسبع بوابات بسبع اقمار
ما تركت بيروت يا شام الا اشتقت قبل ان اصل وقبل العشية الاولى يقتلني الشوق اليها و اقول عسى الغد قد اقترب وما جئتك يوما الا واحسست بفرح ان اصل و في العشية الاولى اقول هذا يوم لا يحتسب
منذ عشقنا الاول مع صانع النصر في تشرين و حاضن المقاومة والمقاومين وحافظ الامة في العرين وخيط العشق ممدود لا ينقطع حتى تحقق النصر الأول بين يديه في التحرير وأغمض عينيه على نصرنا وأطمأن على نهاية قهرنا و جريان ماء العز في نهرنا وما كاد العشق يخسر قنيدله الأول حتى بانت القامة الشامخة للعقيدة الراسخة وقاسيون في هامة رجل و بشائر نصر جديد لم تطل فكان تموز وكانت البشارة وكان البشار وكان الإنتصار
كيف للعشق ان يشيخ او يهرم والعشق في انين ارصفتك الاف السنين
بنبض الثوار انت اعلم و بانفاس المقاومين انت الهواء العليل والحضن الحنون و حسن الظنون و البال الطويل و العزم الذي لايلين ومخزن البارود و جيش الاسود و يبقى العرين
يا شام والوجد سباق في عنق الفرس
يا شام الورد عطر فواح مهما انحبس
وعشق المقاتلين لا هجر ولا طلاق فيه مقيم بين الضلوع حتى انقطاع النفس
يا شام في كل مرة اجيئك كما تسري الماء رقراقة في النهر
لا احس تعب السفر ولا احسب حسابات الخطر
لا احسها ابتعادا عن البيت وبيروت بل احس اني صرت اليهما اقرب
وكلما اقتربت منك كعاشق تعذب
ينتفض النبض عشقا بعشق جديد
فبين دفتي كتابك يولد في كل مرة مشروع الأمل
و في صفحاتك العتيقة معاجم العاشقين وأشعار الغزل
و فيك ابوب الخشب المطيب عطر السنين
واسوار لا يهزها زلزال ولا طوفان حجارتها قلوب صنعت مرة من طين ومرات من حديد
يا شام يقولون منذ ثلاثين عاما لا تذهب اليها فان الحال زائل
يقولون لا تخاطر لا تسافر ماذا انت فاعل
و منذ ثلاثين عاما ادمنتك لصباحاتي الحلو والمر فيك كقهوة الصباح مرها وحلوها حلو كل صبح بها يفوح طيب المنازل
منذ ثلاثين عاما وانت حشيشة تنمو في القلب في جنوب الجنوب سنابل
حملتك في الأنفاس كنبض الناس يقولون لي الحصن يسقط و اقول الشام بعد لم تقاتل
ثلاثون عاما وحبل العشق موصول والعاشق مهما طال انتظاره واصل
يا شام الثلاثون صارت في الراس شيبا ولا زلت ذاك الشاب الذي جائك يحمل السلاح في السنين العجاف ولحظات الحرب والقتال الصعب ما همه جاه ولا اغوته اموال الخليج ولا اوراق الجنسيات و لا اشترته المناصب
رفقة العمر انت والثلاثون في مثل هذا اليوم كان اولها واليوم نطويها ويومها واليوم يسالونيي لماذا بين المتشائمين انت وحدك المتفائل
في مثل هذا اليوم كان سلاحي بيدي واشرت لبندقيتي وقلت ما دامت معي لا اسائل ولا احاسب
واليوم صوتي صار السلاح والحبر دم و الارض تثخنها الجراح
ولا زال النبض نبضي والارض ارضي والعشق عشقي وزاد فوق اسبابي للحب الكبير والنصر الاكيد سبب كبير و وامل بعيد
اننا منذ فجر التاريخ عطشى لالتقاء الجبلين لنردم الوادي ونهزم الأعادي ونلتقط برموشنا الصورة وهي في التاريخ محفورة وعدنا لتشابك الأيادي
واننا نعرف معنى اللقاء بين سيد المقاومة ورئيس لا يعرف المساومة وبين جيش العرين ورجال قلبهم فلسطين
كنا ننتظر كل السنين وها هي شمسنا تشرق ونارنا تحرق و لا نسمع ما يسمع فيه الغير حروبا اتية بل صوت الانين لمن هزمته الارادة الصلبة و القلوب الصعبة فلن نترك المكان ولن يغلبنا الزمان وقد راينا بام العين هلال العيد
كم صمنا من العمر حتى راينا الشام تستعد للعيد كعروس الياسمين
سنين مضت والباقيات قلال
وغدا يطلع الصبح والصبح قريب وتمتلئ السلال بالغلال والساحات بالرجال ويبدأ المقال
غدا صباح الخير للشام تعيد البهاء و تتقن فن الغناء لفيروز تغني و و لفلسطين تغني والصبح الاجمل الراجع والغضب الساطع
وصباح الخير للشام تصير صباحا للقدس عائدون
و جسر العودة
اسعد الله صباحك يا شام يا عاصمة الحب والعشق والحرب والسلام
عليك السلام
حماة الديار عليكم واليكم وبين يديكم و في شسع نعليكم يصنع السلام
2013-08-18 | عدد القراءات 2835