صباح الخيرلحلب والنصر انكتب
صباح الخير
صباح الخير لحلب و ساحاتها و بيوتها و طرقاتها والحجارة البيضاء الناصعة كعمائم شيوخها وقلوب ابنائها والثلج المنثور ملحا يداوي الجراحات و الناس تحتشد في الساحات
صباح الخير للصمود المستحيل للشعب الأصيل
صباح الخير للعلم يزين قلعتها الثابتة كالتاريخ والسارية تعانق السماء للمريخ والعلم الشامخ والعلم الراسخ ويقين الصوفية ووالوان الكوفية واسواقها القديمة و عقولها العليمة و السيرة الأليمة لجرح لن يندمل بالأيدي اللئيمة وفرحة لم تكتمل مرات ومرات بتتويج الإنتصارات
صباح الخير للإنتظارات
صباح الخير لفكرة الدولة
صباح الخير لسيف الدولة
للسيف يحمي الدولة
لحلب تشهر صدرها سيفا لحماية الدولة
لمن قاوموا العصبيات
والطائفيات
وإغراء الحدود الموصولة مع بني عثمان وإدعاءات الإنتساب لذات الزمان بلغة المذاهب أو الوعود بالمناصب أو تغير العقارب أو أتعبتهم المتاعب فما هانوا ولا كانوا إلآ الأوفياء للعروبة السمحاء ومنهم كل الطوائف وعندهم كل المعارف لكيف يحمى الوطن و كيف يدور الزمن وتسقط المحن
صباح الخير للعقل الراجح والوطنية العميقة وفكرة الدولة الأصيلة
للشعب المحب المسامح والحافظ الذاكرة العتيقة للانكشاري والمستعمر والرموز العميلة
لمعنى الإنتماء للوطن فوق كل هوية أو مذهب أو طائفة
للألوف الثابتة على الخيارات والصفوف الواقفة
لأهل المقاومة باليقين ورجال العروبة ، للتجار لأهل الصناعة للكتاب للعمال للفلاحين
صباح الخير للعلماء والمفتين والقامة والهامة والعمامة المثقفة بالعلم والدين والفلسفة ومحي الدين بن عربي و الكواكبي يختصر في حلب الشافعية والصوفية والنسب لاهل البيت والبيئة الكردية وتاريخها من ايام النعمان على مذهب أبي حنيفة وجمعها بين حب الأئمة وأهل البيت و حب مريم والمسيح صباح الخير لفكر الخير للشيخ العربي الصوفي على يدي ابن عربي احمد بدرالدين حسنون كواكبي عصره وزمانه
صباح الخير للكنائس والمطارنة وللأسيرين المظلومين الصديقين اليازجي و يوحنا إبراهيم يختصران سيرة كنائسها تنتفض لمشرقيتها وعروبتها بوجه غزاوت الفرنجة قبل ألف عام التي إختبأت خلف الصليب فما إنخدعوا وواجهوا وقاوموا ونالهم من جورها النصيب
صباح الخير لنبل والزهراء وسيل الدم المعطاء وشلال لا يتوقف من العطاء
الصباح للشباب والرجال والنساء
للمقاتلين الأشداء للعلماء للشهداء
لبلدتين صامدتين بوجه عاتيات الريح
لا تتعبان ولا تهينان ولا تسألان متى نستريح
صباح الخير لأكرادها يعرفون معنى الأولوية
وكيف تصان القضية
يبقى الخطر في العثمانية وفي ضياع الهوية وفي الجماعات التكفيرية
وهذا يكفي لليوم والغد و لبعدهما حتى تستعاد للدولة القولة الأخيرة
ففيها وفيها وحدها تحل الهموم وتنجلي الغيوم لكنها اليوم الجولة الخطيرة
حلب صارت محور الحرب العالمية
منها تتقرر التوازنات والمعادلات وفيها تحسم الهوية
من بيده حلب سيحكم العالم وبلاد الشرق فإستعدوا
أرضا وكرامة وسيادة وحضورا وتألقا تستردوا
جيشا وشعبا ومقاومين
عربا وكردا مسيحيين ومسلمين
شيعة وسنة وصوفيين
عبئوا الصفوف ونظموا الألوف فالموعد إقترب
والوقت من ذهب
والنصر إنكتب
نصر الأسد
نصر البلد
صباح الخير يا حلب
ناصر قنديل
2013-08-21 | عدد القراءات 4410