صباح الخير للأجساد الطرية والقلوب الندية تصير سوقا للتجارة الدولية

صباح الخير

صباح الخير للأجساد الطرية والقلوب الندية تصير سوقا للتجارة الدولية

صباح الخير لمن أغمضوا عيونهم بين أيدي أبائهم يقدمونهم قرابينا لحرب التتار والمغول

يتاجرون بهم ضحايا أو يتاجرون بهم سبايا أو سموما يدسونها في العقول

من لم يرف جفنه او يرق قلبه عن حشد مئات الاطفال في خطوط النار يحملون السلاح

ومن قدموا الطفولة الغضة مثالا في جهاد النكاح

من لا تنتفض انسانيته لسوق الأطفال كالنعاج للبيع في اسواق مخيمات النازحين

من أنشأ مصانع إستخراج الأعضاء البشرية من أجسادهم وملء البرادات المخصصة بأكبادهم

او يستخدمهم كدروع بشرية في لحظات الموت الزؤام

هل يسأل لماذا لا يدع الطفولة بسلام

ذات صباح وقد تجمعت كل الغيوم السود وتيقن اصحاب القلوب السود من ايامهم السود

فمشاهد مجازرهم في ريف اللاذقية ستظهر على الشاشات بعدما نقلت الجثامين الطاهرة للنساءو الأطفال من القرى التي حررها الأسود وصارت في مساجد المدينة

و الجيش يحزم العدة والعتاد و حسم الأمر للتقدم صوب الغوطة شرقها وغربها  يعيد إليها السكينة

تفتقت عبقرية جحافل الإنسحاب التكتيكي عن خطة للجريمة الكاملة و مجزرة حاصلة

تجهز براميل الموت وتحقن في القذائف وتطلق على الأحياء الخاضعة للسلاح

ويجهز الإعلام ليفجر قنابل الأخبار عند الصباح

والمفتشون الدوليون أقرب من حبل الوريد

ويكفي إرسال الخبر بالبريد

فتهب الدنيا لماساة الطفولة المذبوحة وبإسم الإنسانية يصير التحقيق ضرورة

فتنسى أولا مجزرة ريف اللاذقية وتسقط قيمة الصورة بالصورة

ويقف الجيش عن خطة التقدم لأن وصول المحققين صار الأولوية ومواصلة القتال تضعه في ضوء الإتهام بتعطيل التحقيق وتبدأ قصة الزيت والإبريق وتتوزع السهام و ينشغل الإعلام بالخبر الهام من اين جاءت القذائف وإطلاق النار واقف  وتتصاعد التصريحات وتكثر المؤاتمرات وتدور الكاميرات و تجيئ الوفود وتذهب و ما اسهل كيل الإتهامات وتجاوز الخط الأحمر  و الشيئ بالشيئ يذكر فالمطلوب وقف النار لأن إنهيار المسلحين صار داهما وكل محاولات الصمود صارت فاشلة وكل خطط الحرب والمال والسلاح والرجال ومن جاء ومن إستجلب والساعة بانت و قد حانت فليحفظ  الوضع على حاله حتى يحط جنيف رحاله والأمر يستدعي الحدث الجلل و لتكن المجزرة

ينعقد الإئتلاف ويصرخون بالتتابع فلتكن المجزرة فلتكن المجزرة

يذبح الأطفال  كالخراف فلتكن المجزرة

المهم أن يحيا الإئتلاف أما الطفولة فإقتل ولا تخاف أنهم إلى الجنة ذاهبون هكذا تقول الفتاوى

فلتكن المجزرة ولتحفر المقبرة

الفتوى تصل وبندر يتصل

إحقنوا السموم وجهزوا الهجوم و اصرخوا بأعلى أصواتكم فلتكن المجزرة

لكنهم تناسوا أن وفدا روسيا من صحفيين ورجال الأمن كانوا في المكان واخذوا المعطيات وكتبوا قبل ما ذهبوا

وأن التقرير قد وصل ولافروف عرف ما حصل

و دار الإجتماع في مجلس الأمن حول القضية وقالت كلمتها الفصل الخارجية الروسية أن القذائف  جاءت من مواقع المسلحين وان لديها ما يقطع الشك باليقين

فلم يصدر كما خططوا قرار أو بيان وأكتفى مجلس الأمن باخذ العلم نية الأمين العام بإجراء تحقيق معمق ومحايد

صباح الخير للطفولة التي تاجروا بماساتها وعذاباتها وجراحاتها وقد أمت عيوننا

و للجيش الملتزم قواعد الحرب الشريفة بقلوب الأسود ويواجه عصابات الموت الأسود والقلوب السود

صباح الخير للضحايا والسبايا والمتاجر بدمائهم بحدود ما نعلم والله اعلم بالخفايا

صباح الخير للطفولة

كما في الروايات البوليسية أب قلبه اسود في حال نزاع مع جيرانه جمع عائلته على العشاء وذبح زوجته واطفاله وخرج بعيدا ثم عاد و بوجه مندهش وقف فوق جثث أطفاله يصرخ انها المذبحة 

هي ذات حكاية الغوطة والكيماوي لا تحتاج إلى تقارير المشرحة

ولا تنتظر خروج التحقيق بعلل واسباب وتقارير

صباح الخير لمن ماتوا  وهم فوق السرير و تحت سقف موت الضمير

مات الضمير

صباح الخير للشرف وأخلاق القتال وقواعد الحروب

صباح الخير للشجاعة في تحمل الهزيمة أما بشاعة وهول الجريمة

لكنها قيم الرجال

وهؤلاء اشباه الرجال

كانت شبه جزيرة عربية

أخذوا منها جزيرة العهر والفجور وعربية الكذب بين السطور وفوق السطور وتحت السطور وبقي الشبه فكان أشباه الرجال

لا صبحكم الله بالخير يا أشباه الرجال

قاتلتم فتحملوا هزيمتكم كالرجال

وارحموا النساء والطفال

صباح الخير للرجال يدفنون شهداءهم بصمت الرجال

حتى الصور لمجازركم في ريف اللاذقية ممنوع نشرها كي لا تكون فتنة ولا يكون غضب ويكون إقتتال

هكذا يقاتل الرجال

لن تتعلموا الأخلاق والشرف منهم فأنتم صناعة رغوة زائلة وزبد زائل أولكم مال وآخركم مال وفي منتصف الطريق مقال

صباح الخير للرجال

صباح الخير للأبطال

الرحمة لمن ماتوا بلا ذنب ولا سبب إلا عطش الدم والموت لأبي لهب وتتمة المقال

صباح الخير لحماة الديار وحدهم تقال

صباح الخير من كل عتبة ودار

صباح الخير حماة الديار             

ناصر قنديل

2013-08-22 | عدد القراءات 4066