صباح الخير
صباح الخير لدولاب الأحداث يسابق الزمن في قصائد الإشتياق
اللاعبون المحترفون وحدهم يقدرون على مواكبة القطار السريع ما بين الأنفاق
يكتب التاريخ في اللحظات الساخنة بحبكة صانع السجاد وصائد الفرائس
تكون الخيوط متشابكة والألوان متعانقة فيخطف الحائك صنارته بخيط ولون وقطبة مخفية
أو تكون الغابات مليئة بالأصوات والعتمة و وقع أقدام الوحوش ويخطف الصائد فريسته بشد حبل أو رمية رمح أو دورة إلتفافية
لا يخيط القطبة حائك متعب او أخذه النعاس وحوله عشرات الحائكين كل بخيط ورسم وصنارة بل من يخطف لحظة البصمة التي تعرف بها السجادة
ولا يصيد الفريسة صائد كسول او خائف بينما فلول الصيادين متربصون والفرائس تتراقص بحذر فينقض وقد إتخذ الليل وسادة
بعد إكتمال السجادة الذهبية أو صيد الفريسة الملكية يدخل النقاد إلى صالونات المتاحف ويكتبون و يحررون النصوص والمقالات وتمر أجيال وأجيال
تبقى البصمة الذهبية وتبقى السجادة والفريسة للتاريخ لحظة تأمل
يمر النقاد ويأتي غيرهم ومنهم كثير بنظرة بلهاء يقول لم أرى شسئا يستحق الإهتمام
وغيره يكتب أكثر ما اعجبني في المتحف هذا التمثال من الوراء والأمام
لكن الحقيقة التاريخية لا يكتبها النقاد ولا المحللون فما يحفره في التاريخ محترف قدير لا يزيله ثرثار ولا يغير من قدره كيد أو حسد أو غيظ او سوء تقدير
كل الحديث اليوم عن التسوية الكيماوية حديث عن قطبة الأسد المخفية
كل الكلام اليوم عن الحرب المنسية كلام عن صيد الأسد للفريسة الملكية
أغلب الكتاب و المحللين والخبراء يتحدثون الناقض والمنقوض
حتى الساسة والقادة فقدوا الخطاب وتحشرجت الكلمات في حلوقهم كالمفلسين في موعد تسديد القروض
لا استثني احدا من المتفلسفين الذين يزرعون الشكوك اليوم حول قرار سوريا
لأنهم بلا إستثناء كانوا قبل أيام قليلة يروجون للضربة القادمة
و قد أعدوا ولائم الإحتفال والكؤوس و رسموا لأحقادهم كل الخطط الحالمة
وتقاسم الغنائم على قدم وساق واليوم يكتبون فصائد النفاق
وفجأة صاروا خائفين على الردع الإستراتيجي ومراميه
كانوا يقولون أن عداء الأسد لإسرائيل أكذوبة فكيف يستقيم ذلك مع ميزان ردع يحميه
فرق الشامتين والشتامين صاروا فجأة في حسرة الكيماوي تأتيهم الغصة
وصارت النخوة عندهم على كيف يصان الردع و لا تضيع الفرصة
وهم من قالوا ان الكيماوي ليس بوجه أحد إلا ثوارهم الأحرار ولذلك يجب اليوم أن يفرحوا
وهم من قالوا ان إسرائيل ليست عدوهم ولا مانع لجرحاهم ان يدخلوا مستشفياتها , وإن قبلت منها ان يتسلحوا
بعض الندابين اليوم يندبون حظهم لأن الحرب صارت في خبر كان
و بعضهم يبكي لأن الأميركي جبان
وبعضهم يتحدث عن فرصته الضائعة او فرصة سيده ودافع فواتيره وأقساط اولاده في الجامعة ولا يهم واحد منهم مصير الأسلحة الرادعة
ذبحهم ذكاء الأسد وحنكة التدبر في لحظة القرار
كانوا ينتظرون منه الإنتحار او الفرار
لم يتخيلوا ان يعرف ويتقن حياكة القطبة المخفية ولا صيد الفريسة الملكية
وان تضيع احلامهم بشطحة قلم
وأن تأتي لرؤوسهم كل نوبات الصداع والصرع والألم
وحدهم يحق لهم النقاش من كانوا مع الأسد في حربه بلا نقاش
ووحدهم من لم يكن بينهم شامت او مزايد أو غشاش
لهم ان يتساءلوا عن صوابية التكتيك
أو عن صحة القرار بعيدا عن التشكيك
لكن هؤلاء يعلمون علم اليقين
أن الأسد اصاب ضربة الكبد في فريسة القرن الواحد والعشرين
و يعلمون أن الردع الحقيقي صار في ترسانة الأسد من كل انواع السلاح الفعال
وأن جيشه جاهز لكل أنواع القتال
ويعلمون ان من صنع الكيماوي مرة قادر على تصنيعه الف مرة
ويعلمون ان القضية اليوم هي كيف تنزاح غيوم الحرب ويصان النظام
نكاية بالمتفذلكين نعم يصان النظام
فالنظام اليوم وحده ضمان بقاء علم وطني موحد لسوريا
والنظام اليوم وحده ضمانة بقاء ظهير للمقاومة وسند للقضية وطنية او عربية
بيننا وبينكم من ينتصر وبيننا وبينكم من ينتحر
سنرى وترون ولا تقلقوا على حروبنا ولا على خياراتنا
بيننا وبينكم قهرهم وغيظكم وحرقة أكبادكم كيف تلاشت غيوم الحرب والخراب
وكيف صار الأسد ركنا في نظام إقليمي جديد إن لم يكن لهذا النظام هو العراب
خرجت سوريا من عين العاصفة
وعلى قدميها لا زالت واقفة
فموتوا بغيظكم
وموتوا بغيكم
وموتوا ببغيكم
لقد باعكم سيدكم الأمريكي
باعكم بماء وجهه من حرب يعرف أثمانها ونعرف نحن ايضا أثمانها
تسوية في منتصف الطريق نعم
حرب مفترضة بأسلحة منقرضة نعم
أما أنتم فموتوا بسقوط رهاناتكم وتدبروا امركم وضياع النعم
لا مكان لكم في لعبة الغد ولا دور ولا بقيت في حروبكم ذخائر ولا لدروبكم مسالك
صباح الخير لمن صاد الفريسة في الليل الحالك
صباح الخير لمن حاك القطبة المخفية وأذهل الملوك والممالك
صباح الخير لمن عدوه مهما تذاكى وحشد وإستعد فهو لا محالة هالك
نلتقي في حرب قادمة
امسحوا دموعكم النادمة
فالقافلة تسير والكلاب تعوي
ولن تفرحوا بلحمنا المشوي
كل النحيب لا يفيد ولا يسمن ولا يغني من جوع
صباح الخير لغد قريب تخرج في الشام الجموع
تضيئ للشهداء الشموع
تنتظر طلوع الشمس وإعلان إنتصار الأسد
صباح الخير للإنتصار
صباح الخير للأسد
ناصر قنديل
2013-09-16 | عدد القراءات 1775