صباح الخير للشام تستضيف ورشة للإعلام – ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير للشام تستضيف ورشة للإعلام

تسأل ضيوفها وإعلامييها كيف تتقدم إلى الأمام

ليست القضية كيف تنظم الورشة ولا كيف تكون أفضل

فدائما كثيرة هي الملاحظات التي تجعل ما نقوم به أفضل

المهم أنه رغم كل قرع الطبول أو تدافع الحلول الشام بكامل الأناقة

وكامل اللياقة و رغم كل المحاولات الدؤوبة لإعلام يتقن الرشاقة

جاءت تقول أحتاج إنتقاداتكم وملا حظاتكم ولا أنتظر منكم الثناء والمديح والتبجيل

فرغم كل جهودنا ما فعلناه قليل قليل قليل

المخلصون يقولون نعم لا زال الدرب نحو النصر في الحرب على الإعلام الدخيل طويل طويل طويل

صباح الخير للمراسلين و الصحفيين والجهود والتضحيات والمخرجين والمضحين والشهداء

صباح الخير للمخلصين و الشرفاء من المدراء والوزراء

صباح الخير لمن لا تعنيهم المناصب والرواتب

صباح الخير لمن يرون و يشتمون روائح فساد ولا  تحبط فيهم العزيمة

و يعلمون انهم كالقابض على الجمر من جنود وضباط في خدمة قضية عظيمة

لا بد أن يأتي وقت الحساب

لكن المهم اليوم كيف نؤدي للناس و الحق أفضل ما في الكتاب

الأكيد اولا بعد التحية لأهل الأخلاق  والتضحيات من الإعلاميين وما أكثرهم أن نشهد أن الجهود صادقة للتطور والتعلم والإكتساب

والأكيد ثانيا أن لائحة الممنوعات ضاعت وما بقي منها ففي القلوب حاجز الممنوع

وليس بالقرار

و أن محاولة لتحديد الأصح والأسلم في الأداء يبذلها كل من موقعه بحثا عن خطة وعن مسار وعن كيف نخدم الفكرة بصورة أفضل و لا تضيع البوصلة ولا يسقط الخيار

كيف نوائم بأننا ندرك أن لا إعلام حر أو مجرد ولا يضحك علينا بإسم الموضوعية

وكيف لا نكون فعلا أسرى القوالب الخشبية

كيف لا نكون علكة مطاطة بلا طعم ولا رائحة ولا لون

وكيف لا يطغى على كل خبر وكل حدث إفتعال تظهير اللون

هي المعادلة الدقيقة

في الصياغة الرشيقة

كيف لا نتباهى بالإنجاز الذي صنعه لتغيير إتجاه الراي العام صدق الخيار

أو ذكاء القرار

أو تضحيات الناس والجيش في صناعة روح و جوهر الأخبار

أن نبدأ ألفباء الإعلام أنه بالأصل ليس تبليغا ولا هو تبشير ولا كل يوم دق للنفير

وأن وظيفة صناعة الرأي العام مهمة الإعلام

لكنه راي عام فالقياس دائما هو الرأي العام

أن ننتبه أن تغير الرأي العام داخل البلاد وبين العباد وعلى مستوى العالم توتر كهربائي له اسلاكه

تصنعه محددات يشكل الإعلام واحدها ويشكل أداء السياسة وصدقها و ذكاء القادة وسحرها شريك اليمين  كما يشكل توازن القوة في الميدان ميسرة الشراكة

فأحمد سعيد وصوت العرب لم يسقط كإعلام بالضرورة بل الذي سقط هو ما كان يفترض من إنجاز فهزمت الجيوش وضاعت الصورة

ولا بالضرورة أن يحسب الإنجاز في كسب الرأي العام لصالح المقاومة بقوة المنار في الأخبار بينما إنتصاراتها وصوت وحضور وسحر سيدها كانت مصادرها للنصر كما كانت للنصر خير علامة

مساءلة الإعلام و دقة الحساب بين المحددات والعوامل وحدها تسمح ان نقترح وأن نسائل

ونعرف كيف نجيب على المسائل

المعادلة بسيطة

أن نتخلص من القوالب كيف نعرف ان نحاسب

الممسك بدفة الإعلام كالممسك بدفة سيارة

يشعر لوهلة أنه سلطة جبارة فيجتاح الناس والسيارات وربما يهدم من الرصيف الحجارة

هي القيادة المتوحشة التي لا تعرف التواضع والرقة والخفة و الإنتظام والإحترام

والذي يتوقف في منتصف الليل عند الإشارة و يتر للعجوز أن تمر بهدوء أو و يخفف السير أمام المارة وقبل العبارة ويدير دفة السير بشطارة ويصل اسرع من سواه دون المخاطرة ذلك هو الإعلامي الناجح بجدارة

من قال أن ليس للناس رأي في الأوصاف المستخدمة ؟ فخذ منها موازين معدلا وسطيا ولا يصيبك الغرور أنك تخاطب أميين يتعلمون منك إسم المحرمة

من قال أنك المصدر الوحيد للخبر وأن الناس رغم أنهم ناسك أنفسهم لا يملكون خيارإلا ان يكونوا معك لكنهم لا يسمحون لك بدور الناظر و المعلمة

تحجب  عنهم ما تشاء وتفرج لهم عما تشاء وقابلون لكن إياك  أن تحجب الشمس بغربال او محرمة

لك غرفة التحكم والناس قابلون لكن لا تقل لهم أن الطريق سالك هم يسلكونه كل يوم ويعرفون كم هو شائك ولا تقل لهم لم تسقط القذائف و كثير منهم في صفوف التعزية بشهداء القصف واقف

تحكم عندما تعلم أن لا مصدر سواك للخبر

تظهر لهم خبرا لا يعرفونه أو تحجب خبرا لن يكون سهلا عليهم ان يعرفونه

ببساطة من يمسك دفة السيارة

و أخلاق وتواضع من لا يشتم غيره من السائقين ولا يكسر عليهم في كل إستدارة ولا يسمح لنفسه بإختراق الممنوعات أو يوقف صفوف السيارات والإشارة خضراء لأنه يدير محادثة من النافذة ويعتبر ان أحكامه وحده نافذة

كل موقف له حسن تقدير عند السائق الخبير فلا قواعد نهائية

والتحجر في غرور القوة وإدعاء حسن التدبير والمهارة و العدائية

صفات السائق الفاشل كما هي صفات الإعلامي الفاشل

الإعلام في سوريا يتقدم والجيش في سوريا يحقق الإنجازات والرئيس في سوريا يقود المبادرات ويحقق في السياسة الإنتصارات وكلها حروب إعلام في صناعة الري العام

وتلك  فرصة الإعلام

من كان يصدق قبل سنتين أنها حرب  مع الإرهاب لكنهم اليوم  يصدقون

ليس لأن الإعلام ربح الجولات بقوة إنتشاره بل لأن الأحداث جاءت تصدق على ما قاله الأسد  وصحة خياره ومن كان يصدق أن الشعب ليس معهم وأنم سيهزمون وأن الجيش وتماسكه ووحدة صفوفه وإنتصاراته هي معيار وحدة الشعب وخياراته و جاءت أشهر طويلة في المسيرة تحسم الأمور حتى في عيون العدو الظاهر والمستور

تلك ليس إنجازات للإعلام بل هي الفرص للإنجاز

سوريا تتنتصر ولديها إعلاميون فرسان واذكياء وجذابون

بضع رشاقة في حركة الوجه والكلام و و مزيد من اللياقة في إدراك أن الناس تعلم بلا إعلام وأن الجمال الذي وهبه الله للوجوه لا يزيده التجميل ولا المساحيق والألبسة الملونة والخلفيات المزينة جمالا و أناقة

إنها البساطة اعظم وصفة

و أعظم صفة

بساطة التفكير وبساطة التعبير وبساطة التدبير وبساطة الحضور وبساطة الغياب وبساطة الحجب والإظهار وبساطة الإبهار وبساطة اللباس والإطار

 بساطة التبديل والتجاوب مع التغيير وبساطة قول الحقيقة ولو كانت نسبة الدقة فيها أو نسبة الحق فيها ليست بالضرورة دقيقة أو تسبق بدقيقة

بساطة الإعتذار

بساطة الأخبار

بساطة الليل وبساطة النهار

بساطة أننا نصنع بالحق والصدق أعظم الإنتصار وأننا كما ننتصر في الواقع سننتصر في الفضاء

و أننا نتغير فلا نتحير

إن لم يكن الإعلام محسوسا موجعا لجبهة للأعداء لماذا يلاحقونه بالتفجيرات ويحجبونه في الفضاء

صباح الخير أخيرا للصديق الوزير عمران

بشجاعة السؤال عن النقد في كل مكان

صباحك خير رضيان أو زعلان المهم ننا سنقول ما يفيد بالفم الملآن

صباح الخير معك للإعلام السوري المتحفز للتقدم

والمتحفز للتعلم

صباح الخير لكم صبحا ومساء

صباح الإعلاميين الشهداء

ناصر قنديل

 

 

 

2013-10-02 | عدد القراءات 5161