صباح الخير من ناصر قنديل - صباح الخير للقلق الساكن في بني إسرائيل والفرائص مرتعدة‏

صباح الخير

 

صباح الخير للقلق الساكن في بني إسرائيل والفرائص مرتعدة

صباح الخير للملامح المتجهمة لنتنياهو في الأمم المتحدة

صباح الخير للموازين تتغير

و المقاييس و يتأكد الزمن القادم

إسرائيل تفقد الرهان بجر العالم إلى حرب على سوريا وإيران

بعد سنوات من الهزيمة في لبنان

والفشل والإرتباك في غزة

وفقدان أسباب التباهي والعزة

صار أمن لإسرائيل مربوط بدفتر شروط

أمريكا تمول وأمريكا تشغل وأمريكا تعدل

خطط الباتريوت والقبة الحديدية

واميركا تبدل

في الخطط الحربية

كانت آمال إسرائيل أن الضربة الأميركية آتية لا محالة إلى إيران

وقبل عام بان التصعيد إلى حيث لا رجعة و بدأت تستعد اسراب الطيران

و فجأة سقطت مهل اوباما قبل نهاية الاعياد وراح يراسل المرشد

و يتحدث كم هو يحب السلم وكم هو يؤمن بالحوار وكم وكم يعيد ويعدد

وكانت إسرائيل تتمنى

و تستنى

وترسم خطط العبور في الأجواء وتعقد الإتفاقات السرية

مع تركيا والسعودية والأردن حتى قيل أن خطف الطائرة السورية

كان من باب التأمين لطريق جوي إلى إيران فوق خط حدود الأردن والسعودية مع العراق وسوريا لتوفير نجاح الضربة النووية و العودة إلى مطارات كازاخستان

أو التمركز في مطارات تركية والتزود بالوقود من طائرات أمريكية

تقلع من مطارات السعودية

كانت سيناريوهات الحرب أمل إسرائيل وضاعت عليها اكبر فرصة في التاريخ

بقي الأمل بفشل التفاوض وعودة الحديث  عن قصف بالصواريخ

لكن الإنتظار كان على مستقبل الإنتخابات الرئاسية

وتزايدت الرهانات في بورصة الأماني

أن تسقط إيران بالضربة القاضية وتبقى بالتصعيد ماضية

وفجأة فاز روحاني

وإيران لم تتغير

قالت إسرائيل لكن احدا لم يسمع

فالكل يريد تفاوضا على مستوى ارفع

ويقول ربما أن المرشد في طهران

أراد أن يرسل رسالة

ويرتضي تسوية في منتصف الطريق

وما كاد يلوح البريق حتى وضعت أمريكا كل البيض في السلة

وقالت راس سوريا ثمن للتسوية ولا مكان للذلة

و دارت الأيام والمفاوضات وطهران ومن خلف الجدار موسكو والشام في صورة كل التفاصيل

كيف ننزع ناب الفيل

ونسقط بيد إسرائيل

أن نجره للوقوف

ونورطه برفع السقوف

ثم نستدرجه للكمين

و نعاجله بسكين

فكان ما  كان من حكاية الضربة وحشد الأساطيل

وعادت إسرائيل تغني المواويل

والإستعداد في طهران وموسكو كما في الشام ولبنان

على قدم وساق لتصل رسائل القوة بأن الحرب تنتظرهم في الميدان

و حسبت الحسابات و التقديرات والمناورات

فجاءت المبادرة

سوريا تقونن سلاحها الكيميائي و تتوقف آلة الحرب

فلا الشارع  ولا الجيوش إستجابت للتصعيد في الغرب

و صار على الفيل الركوع

وقراءة دفتر الشروط للمساومة

و من ثم الصراخ و التهويل وبعد كل اللف والدوران عليه الخضوع

فلا الفصل السابع وارد ولا تهديد بخيار الحرب فوق الطاولة من اليوم وصاعد

هكذا قالها روحاني

فتبخرت الأماني

و صارت سوريا محصنة من أن تخاطر

وعادت إسرائيل  تتشاطر

و راح نتنياهو يرغي ويزبد

أنتم تصدقون إيران وتتركوننا نواجه في سوريا ولبنان

وتتخلون عنا

وتبيعون أمننا

فماذا عسانا نفعل

وقد هزمنا مرة ومرتين و شربنا مر العلقم

ولم نتعلم

وترتجف شفتاه

ويفتح فاه

و يمد لسانه

ويبحث عن حصانه

هو المشهد الجديد يصل بالبريد

لكل حكام العرب المتورطين والمراهنين والذين ناصبوا سوريا العداء ونصبوا لها الكمائن

الغد الاتي سوف يقول أشيا كثيرة ويظهر لمن اصابه العمى ما هو بائن

من سيضحك أخيرا ويضحك كثيرا ومن ستقفل عليه السيرة و يقع في شر  أفعاله ومن المدين ومن الدائن

صباح الخير للديون مع فوائدها وفق حساب بني إسرائيل

تسدد من حكام الخليج بالبكاء والعويل

وتسدد في إسرائيل بالقلق

صباح الخير

للقلق

صباح الخير للشروق والغسق

صباح الخير لما هو آت بعد الشفق

ناصر قنديل

 

 

 

2013-10-03 | عدد القراءات 3742