صباح الخير لبوتين في عيد ميلاده الجديد وميلاد النظام العالمي الجديد – ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير للمولود قبل واحد وستين عاما يهدي العالم سلاما

صباح الخير لميلاك المجيد وأنت تنشئ النظام العالمي الجديد

صباح الخير لقمة الذكاء وقمة التواضع

و الجمع بينهما يكسر نظرية وضع النص النص في المواضع

فنصف ذكي لا يعرف أن يكون متواضعا ونصف متواضع يتقن فن الغضب أوفن البكاء

و الروح العظيمة تواجه دائما معارضة أنصاف الأذكياء

كان الكلام لآنشتاين في تفسير الظواهر العلمية والسياسة علم كما هي الأخلاق

و قال حكيم آخر أن ما يحزن في الذكاء الإصطناعي أنه تنقصه البراعة وبالتالي الذكاء

أو تنقصه الأخلاق ومنها التواضع أو يفيض بالإدعاء

و إدعاء المعرفة كإدعاء القوة  

من ينصب نفسه حاكما أو حكما يوزع السلطة أو الأدوار أو الألقاب أو الصفات أو الثروة

مدع يمارس ما ليس له به حق سواء كان إسمه حاكم أم زعيم أم منتحل صفة

هذا هو حال أمريكا في الشيخوخة كحال عجوز الحي تثرثر فوق الأرصفة

تهدد بعصا لا تملك الحيل كي تجرها أو بكلام فوق الإستطاعة

تنقصها للحكمة الكلمات وتنقصها للإنصاف الشجاعة أو المناعة

تدعي أنها تدير الحي بعصاها وتفتح بالتطاول على الاخرين صبحها ومساها

غطرسة امريكا جرتها لحروب فاشلة وأفقدتها اموالا طائلة

و جردتها من كل حليف أو صديق

ونكولها بالعهود والوعود جعل منها أمثولة ماثلة

حتى قيل في وصف الحاكم الغبي حاله كحال من يصدق أمريكا ووعودها

تخيلت أن الزمان باق لجمال حلمها من الخمسينات وأن الخلود لزعامتها ووجودها

فبنت على وهم الأمجاد سياساتها وصدقت ما يقال لها من الأتباع أو بضعة منافق

و توهمت ان التغطرس لغة تهز جباه الجميع و وقيل السوء سوء من تسمع ومن ترافق

عبد مامور لعبد مأمور لعبد مأمور لا يغرنك قوله بالمدح أوالهجاء فهو منافق

والحر حر يصدق القول ولا يصدق على الخطأ يبكيك حرصا لأنه يبكي عليك ولا تعبأ

تعودت أمريكا الا تسمع إلا جميل الكلام و التبجيل والخضوع

وأن تضاء لجمال عينيها كل الشموع

و أن تجرد على كل من لا ترضى عن حقه بممارسة حقوقه أو يأبى الخنوع

حربا وحروبا و تستل كل سيوف القتال وتهدد وترعد وتزبد وأول أسلحتها المقاطعة

جاء الزمان الذي تحني الأزمنة لعجوز الحي ظهرها و تسقط في إمتحان المرافعة

فقد فقد الصبا جماله واسباب التملق و فاتته اسباب القوة في اللحظة الأخيرة من المساء

وفي قمة العشرين على العشاء

إنكشف القناع والخداع و ظهر الوجه والنطق والأفكار وضعف الحيلة والإدعاء

ضاعت من لسان أوباما البلاغة في قمة العشرين و راحت الشجاعة

وصار الحضور في قمة بالي إشاعة

و كم قيل أنه سيد الذكاء والتواضع و اللغة المتدفقة و سيد الألغاز والوقار

ولما إنكسر الرمح في يده ظهر بوتين من خلف الستار

بأخلاقه وقوة الحضور و القوة الذكية والصواريخ الذكية وقوة النفط والغاز

زعيم بكل الموصفات يحترم الصديق والحليف ويصدق بالإلتزامات و التعهدات

يثق به حتى المخالف

يعرف كيف يحمي حليفه ومن يحالف

و يعرف كيف يختلف وكيف يصرع خصمه وكيف يحفظ ماء وجه الخصم في الهزيمة

لا تنقصه القوة ولا تعوزه العزيمة

لكنه يعرف كيف يكون للعالم زعيمه

يمنح المخارج للأميركي كي ينزل عن شجرة الغرور

مرة بالكيماوي  ومرة بتبرير غيابه عن الحضور

و بكل خجل يقابل المحتفلين من الرؤوساء بعيد ميلاده

يتسعير تاريخ العزة من بلاده ومن اجداده عبر الاف السنين

ومن اين يستعير اوباما أمن تاريخ امريكا الممنوع ام اجداده المنسيين؟

انها قصة المواجهة بين الحضارة و قصور الملح فوق الرمال

بين الآلات المبرمجة وذكاء واخلاق الرجال

بين الأقراص المدمجة والعقول والقلوب تلاقي المحال

بين الواقع و الإفتراضي الآتي من الخيال في الإقتصاد والسياسة والأفعال

الف مبروط لك العيد أيها الزعيم في الحادية والستين وعقبال المية

الف  مبروك لنا النظام الجديد و سنعرف في السنين معنى المعجزة السورية

نصف العيد لصمود  سوريا ونصفه لشمعة بوتين

نصف الفرح لروسيا ونصفه لجيش تشرين 

هكذا تكون المعايدة

صباح الخير للمعايدة

هكذا تكون المساندة

صباح الخير للمساندة

ليس في الحب مكان للإدعاء والوعظ والمزايدة

صباح الخير لميلادك وميلاد العالم الجديد

صباح الخير لخير عالم يصنع فيه شعبنا وتعرف فيه بلادنا معنى أن لا يفل الحديد إلا الحديد

صباح الخير ايها القيصر

صباح الخير لمولدك في ستالينغراد

صباح الخير للشام

صباح الخير للسلام

ناصر قنديل

2013-10-08 | عدد القراءات 5022