صباح الخير للحظة الجنون يصيب الأتاسي والغليون وتعمي العيون – ناصر قنديل
صباح الخير
صباح الخير للطرق البسيطة في قياس الأحداث والمجريات
صباح الخير لمن يقرأ الخريطة بين الكلمات ببساطة كفه و التجعيدات
لسهولة ما قاله العظماء
يوم تلتبس عليهم الأمور وتشتبه المعطيات
سئل ذات يوم هوشي منه زعيم ثوار فييتنام
ماذا تفعل إذا إحترت في فهم الخطأ من الصواب
وتعقدت الوقائع في كشف إتجاه الحساب
أو ضاعت عليه البوصلة وتحيرت بين مفتاح القفل والباب
ماذا تفعل لتدرك و تتيقن من كونك تسير الطريق الصحيح
و تتحقق من أنك تتقن القتال أو تصيب الحقيقة في الموقف والتصريح
فما كان من هذا العظيم إلا أن سلك بساطة الفلاحين واجاب
فقال مفتاح سر الحقيقة في الإبتسامة والغضب
كمفتاح قتالنا في حقول الأرز والقصب
عندما تهتز الأوراق في الحقول في أكثر من إتجاه نعلم أنها ليست نسمات الهواء والرياح
فنتهيأ للقاء عدو يظن أننا في سبات او أننا نرتاح
نعلم أن الهواء يموج بالحقول في إتجاه واحد ميزته النعومة والرقة
وسير الجنود بين النبات لا يمكن إلا أن يكون غليظا ولا يمكن أن ينضبط إتجاهه مهما كانت الدقه
وأخذ نفسا عميقا وأضاف
عندها يتحرك ثوارنا بقلب رجل واحد لا يخاف
و ينقضون كمخلب النمر على الطريدة
يطبقون عليه بالمئات من الطرق القريبة اوالبعيدة
و في السياسة وبذات البساطة نقيس بالإبتسامة وحالة الجنون
فلا يمكن للعدو ان يغضب ويبدي ملامح الوجه الحنون
ولا يمكن ان يفرح ولا تبتستم الشفاه والعيون
وفي الحرب كما في المواقف
نحاول ان نتخيل في كل خطوة حال العدو وكيف سيكون
إن فعلنا كذا أو قلنا كذا هل سيشعر بالفرح أو يتبسم
او فعلنا عكسه هل سيغضب أو يتألم
هذه هي البوصلة
ولنعرف بعد أفعالنا وخطواتنا مدى الصحة في تقديراتنا
نستجمع عن العدو كل ردود الأفعال
وما كتب وما صرح وما قال
ونتساءل ماذا كانت الحصيلة
و كيف نقدر المشاعر و الأحاسيس و التفاعل
ولما نكتشف حجم الغضب والجنون ندرك أن حربتنا الطويلة
قد إخترقت و اصابت وحققت ما كنا نتوق إليه ونحن نقاتل
و بالقياس لما كان الحل في ثورة فييتنام
وكان القياس للافراح والآلام
ها نحن اليوم نعيش نقاشا مستمرا حول صواب الخيارات السورية
خصوصا في ضوء الإتفاقات حول الأسلحة الكيميائية
و يكثر المشككون ويكثر المحللون ويكثر المتفذلكون
و نسمع كلاما عن الأخطاء وعن البيع والشراء
و سنفعل كما فعل هوشي منه العظيم
الذي هزم أمريكا ومرغ انفها في وحل بلاده و أضاع هيبتها لعقود طويلة
نتعلم ميزانه وميزاته وليس عيبا التعلم والتعليم
والتحقق من دقة التكتيك وصحة الحيلة
خصوصا مع كثرة التشكيك و طول الفتيلة
بالامس قال غليون زعيم العصابة ومفكرهم الفيلسوف
دون إنتباه تزحلقت بين شفاهه الحروف
قال بغضب المجنون مهددا ومتوعدا امريكا أنها تخلت عنهم كالخوارج
أنها تركتهم في الصحراء و في لجة بحر هائج
وقالت فرح الأتاسي بالعربي الدارج
نذكر كيري أن يضع تثمالا للاسد في واشنطن إذا كان ناسي
و محور التعليق والكلام والغضب وروح الهزيمة
كلام كيري عن ان ما يهم بلاده هو تعاون سوريا مع المنظمة الدولية
وانهم يقدرون عاليا حكم الأسد و أجهزته العسكرية و الأمنية
وقول كيري وما يعنيه هو إنسحاب اميركا من حالة الحرب
وترك مقاطيعها وايتامها ينامون بقية ليلهم في منتصف الدرب
لو رايتهم يبتسمون ويفركون الأيادي فقل أخطأنا وقدمنا هدية للأعادي
ولما تراهم في حال الجنون فقل هذا هو يدخن الغليون و يصرخ وينادي
وها هي تنتحب الأتاسي ومثلهما صبر وسيدا والجربا وكل الأمراض المعدية
ومثلهم آل سعود وأردوغان وهولاند وكل معكسر الفاشلين وحلف المال والفنادق والموائد
يتوهون في برية البحث عن مهرب او مخرج أو يتمسكون في العتمة بمسافر عائد
وقد باتوا ليلهم البارد ينظمون القصائد
في هجاء حليف أو إدعاء عز بائد
لكنهم يتوهون ويهزمون ويبكون وينتحبون ويولولون
فهل من دليل أدق من المشاعر
على صدق الخيارات لمن ضاعت عليه البوصلة في التحليلات
صباح الخير للدقة المتناهية
والتنسيق بين الحلفاء من سوريا لإيران وروسيا والمواقف المتماهية
صباح الخير للتكتيك والحساب
صباح الخير لمدينة الأبواب
صباح خير يا شام العرب
و اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب
ناصر قنديل
2013-10-10 | عدد القراءات 6764