صباح الخير
لشدة خجله ستحمر وجنتاه عندما يعلم أنني خصصته من بين الشهداء
من لا يعرف هذا الإنسان العميق في فلسفة الحياة والمحب للشعر وفيروز وسوريا والأسد والجندية والتواضع والقرية ويعشق التراب والناس لن يعرف معنى أننا كنا أصدقاء
شملته حرب الشيطنة و التشويه فصار لا يعرف عنه إلا من سجله العسكري مستوى الرجولة
و كيف يجري تشويه البسالة في القتال والعقل المتعدد القدرات على التخطيط مضافا إلى البطولة
فيصير كله سجل قتل و مسلسل دماء
و العميد الذي صار لواء واليوم هو الشهيد العماد كان ينتظر ان يتشرف بسجل الشهداء
جامع جامع هذا الإسم الذي سبب الأرق للذين يضمرون الشر لبلاده و يحسبون له الحساب
هو الجامع أولا لكل الصفات التي يتباهي بها اهلنا الفلاحون
الجامع للبساطة والتمتع بنعمة الفقر و التواضع و تذكر الأصحاب
الجامع لبضعة شجيرات من الزيتون
الجامع لثقافة في الدين والفلسفة والسياسة وموسوعة عسكرية
الجامع للجدية والمسؤولية
الجامع للجد و المجد حتى صار أبو أمجد حماه الله وسائر البناء
الجامع في الجمع حتى كان جامع جامع يخجله المدح والثناء
الجامع ثانيا لمحبة الزملاء
والجامع لوقفات لا تنساها المقاومة فهو العين التي لا تنام
منذ الإجتياح الإسرائيلي وتفجير رتل الدبابات في نفق سليم سلام
و عمليات الساحل و مكتبه غرفة عملياتهم في الثمانينات و مستودعات الجيش مفتوحة لهم
وفي التنفيذ نادرا ما كان يرتضي ألا يكون اولهم
و في مواجهات عناقيد الغضب و حروب التسعينات
ناقل الصواريخ والمتفجرات والمعدات
و مشروع شهادة دائمة يفخر فقط أن يكون الشهيد
كم من مرة قالها لسيد المقاومة وكم من مرة كان يعيد
تلاميذ الأسد حافظ او بشار يرون المقاومة قبلة الأنظار
لن نبخل عليها بشيئ ولو طلبت دمع العيون
ارواحنا دماؤنا فنحن دائما مستعدون
الجامع اليوم يرتقي شهيدا
هم لم يقتلوه
هم اصلا لم يعرفوا أنه قرر ان يكون شهيدا
سرقوا الخبر من الإعلام و تناقلوه
لم يعرفوا حتى ألان كيف إستشهد في سيارة ام في مكتب أم على خط النار ومعه مجموعة ام كان وحيدا ؟
تلك هي اسرار القادة عندما يستشهدون فهم وحدهم بهدوء يقررون ويستشهدون
هم يستشهدون ولا أحد يجرؤ على القول انه قادر أن يروي الرواية
ولا يمتلك أحد من أدعياء الإحتفال برحيلهم تفاصيل الحكاية
هم يحتفلون بالرحيل لكنهم يخافونه في قلب ابصارهم
وهم يخافون ان يكون ظلهم لا يزال بإنتظارهم
كيفما تحركوا سيتلفتون وعند ذكر إسمه ترتجف قصباتهم و تهتز وقفاتهم
يحتفلون بخوف أن يكون قد اعد لهم قبل الرحيل خطة محكمة
كما أحبط تخطيطهم لجره إلى المحكمة
يوم دبروا له تهمة الإغتيال
و أرادوا جلبه لمنصة الإذلال
كرمى لعيون سوريا قال ما هم وليكن ما يكون
و ما رف له جفن و لا تردد في موقف فدماء الأبطال تسدد عن الأوطان الديون
للجامع الجامع صباح الخير
كانت بيننا كل صباح
كان يتبادلها مع الغير
و هو يمسك بيديه السلاح
و نتبادل التحية
وحب سوريا وحب الأسد
و الثقة بنصر من الله والله يبر بالوعد إن وعد
ووعدنا من الله بالنصر ونصر الله
صباح الخير للحبيب فارس حرب جسور
واسد من اسود الفكر والقتال والحضور
يترجل
ويرحل
و يبقى الدمع في المحجر ولا ينزل
تخجل الدمعة من عتاب الأبطال
إن راى دمعتي أبو أمجد سيلتفت ويقول ولو عمي أبو عيسى مو الك الدموع
كفكف الدمع و تابع فالناس تنتظر منك صباحها الجديد فما هو للغد الموضوع
و بكل الحسرة ايها الحبيب ما كان في الحساب ان يكون الموضوع هو الجامع
جامع لا يقفل لقدوم القادمين
ولا بوجه المصلين
ولا المظلومين
ولا الفقراء
ولا البسطاء
جامع الخير من اطرافه
جامع سيبقى بعد الرحيل عدوه يخافه
صباح الخير لك اليوم وكل يوم
صباح الخير حتى تستيقظ من هذا النوم
تسمعنا أنت بكل تأكيد
وتتابع معنا كل جديد
و النصر آت بعد بضعة صباح وصباح
وتلامذتك سيواصلون مسيرة التضحيات يقاتلون بالموقف والسلاح
صباح الخير
يا وجه الخير
صباح الخير عمي امجد
ذلت امة ليس فيها ابو امجد
ناصر قنديل
2013-10-17 | عدد القراءات 5543