صباح الخير
صباح الخير لأخبار الإبراهيمي من مجالس إبنته في عمان
أنه يعرف سوريا جيدا ويعرف الحكاية فيها من زمان
وانها اقوى الدول العربية وأنها دولة حرب وهي مصدر الخطر على إسرائيل
وان فيها دولة قوية و الغضب عليها في الغرب لأنه ليس فيها حكم عميل
وأن الأمور كانت في الماضي رغم العداء ورغم الغضب مقبولة
لأن إسرائيل كانت تخشى التغيير و أن تختلط الأمور و تزداد عليها الحمولة
والتغيير لعبة خطيرة بما يجلبه من مصادر للقلق
أما وان الرئيس بشار قد تجاوز الخطوط الحمراء وصنع صواريخ الرعد والفلق
وشكل مع سيد المقاومة حلفا عسكريا و صنع كل السلاح النوعي مع إيران
فقد تسبب بخلل خطير في الميزان
و تدخل معه الأوروبيون وخصوصا ما نقله الأسبان و الحمدان وأردوغان من رسائل الأمريكان
لكنه اصر على ما يسميه تعديل التوازن وبناء معادلة إقليمية جديدة
و مضى في سعيه لا يتلفت للوراء ولا يسأل عن الدول الكبرى القريبة والبعيدة
و يمضي الإبراهيمي لزواره يروي الرواية بالتفصيل والزمان والمكان
أن ما حصل لسوريا كان مدروسا بدقة وإتقان
وأن الحلف الثلاثي من تركيا وقطر والأخوان
أعجز من أن يسقط سوريا و يسيطر عليها
لكن المطلوب كان ان يخلخلها
وان تاتي الضغوط بالقاعدة و جلب المسلحين وحشد الجيوش والتهديد بالحروب
لمساومة الأسد على قرار التنحي و العنوان دعم ثورات الشعوب
وأن الخطة تنطلق من الإعتراف بالعجز عن الإنتصار على الأسد
لكنها تنطلق من منعه من تحقيق الإنتصار وإسترداد البلد
ووضعه أمام الإختيار فالمال والسلاح سينضبان والبلد يتفكك
والقاعدة تتمدد و على الإبراهيمي إبلاغه أن الإنهيار بالحرب الأهلية صار اليوم أوشك
وإن قبل التنحي تخلفه حكومة تشكلها الدول و عندها يضخ المال لها والسلاح
وتمنح الغطاء للتخلص من القاعدة ومن جاء بإسم الجهاد والكفاح
وليس هما لو صارت كحال تونس أو ليبيا فيها نصف فوضى ونصف دولة
فالزمن يتكفل بالباقي و جولة تطوي جولة
وهنا يتأوه الإبراهيمي ويعترف أنه في كل مرة كان يقترب من التهديد
كان جواب الأسد سنرى ولن يفل الحديد إلا الحديد
وأنه يكتشف أن الأسد قد تمكن من الصمود حتى تبين أن خصومه هم من تعب ولا يملكون قدرة ووقت الإنتظار
حتى صار الأسد قريبا من إعلان الإنتصار
الإبراهيمي يقول اليوم انه بعد تفاهم الروس والأمريكان وبعد تقدم التفاهم مع إيران
يعرف أنه فشل في تنفيذ المهمة
و أن بوتين وأوباما قد إتفقا على خلاف ذلك في القمة
وأن الأسد باق و صار محور الإستقرار في المنطقة و الإقليم
ويقول بغصة ان الأسد صار بعين العرب القائد الشجاع والحكيم
وان السعودية والخليج وتركيا وإسرائيل خائفون ومذعورون
لا يعرفون ما يفعلون
و أنه سيقوم كما طلب منه بآخر محاولة
و عندما يزور الشام للمداولة
وفي جعبته آخر خرطوشة
وهو يعلم جيدا أنها مغشوشة
سيحمل صيغة الطائف
و بدلا من طلب التنحي التمويه بجعل الرئاسة موضع تناوب بين الطوائف
و هذا هو الطلب السعودي من إجتماعات لندن والإئتلاف
لكن الإبراهيمي يخاف
من هذا اللقاء في الشام
فقد تبلغ إن جاء على سيرة الرئاسة في الكلام
سيسمع قبل أهلا وسهلا عليك السلام
ويقفل وراءه الباب
من دون شرح الأسباب
و يطلب الأسد علنا تغييره بتهمة الإنحياز
و قد بدات الإتصالات الغربية بالشام بقوة بعد صفقة إعزاز
فما الحل وما الحال وما المآل يسال الإبراهيمي وكيف يحاور
وهو يشاور ويناور ويداور
ويحتار بين رد الطلب بحجة الإستحالة
ولكنه لا يستطيع رد طلب للسعودي وماله
فيعلق قائل لقد تبين أن الإبراهيمي مجرد غبي
قارب التسعين لكن بعقل صبي
وان سوريا ليست لبنان
ولن تسلم للأمريكان
فالحكاية أكبر من عقل تافه لا يستوعب
ولا يعرف أن يختار ما يستوجب
لا يتقن الإختيار بين شقين من إسمه
الإبراهيمي جده كان من الثوار و الأحرار في الجزائر
و الأخضر هو الدولار وليست أمريكا التي تقرر المصائر
حكاية غبي حاول وفشل و سيكتب عنه التاريخ
أنه إختبا تحت الطاولة في الفندق لما سمع زعيق الصواريخ
وأنه خان العروبة والعرب و تجاوز الأصول وقلل الأدب
وهذه المرة في الشام سيكون آخر الإمتحان
فإن تلفظ بما يتصل بالرئاسة ليعلم أنه سيهان
فليبلغه من يقرأ ومن يسمع أن يتبصر
أنني في صباح الخير بلغته وقد اعذر من أنذر
صباح الخير لأسد الشام إذا زمجر
ناصر قنديل
2013-10-26 | عدد القراءات 4898