صباح الخير
صباح الخير للجنود والضباط المنتشرين على مساحة الأرض السورية
صباح الخير للمتفرقين مجموعات يقاتلون ويدافعون ويحاصرون و يحمون الهوية
بعشرات الآلاف هم لكنهم في مئات المواقع
يشعرون ويشعر أهلهم مثلهم بالمواجع
فهم خارج نطاق تغطية الأخبار
لا تصل إليهم أو عنهم كل يوم تقارير النشرات
كما هي حال المعارك في المدن الكبرى التي تصلها وسائل الإتصال والمعدات
معارك المدن تبقى في الصدارة لأهميتها وتاثيرها وسهولة وصولها
لكن لو تكسرت الهمم أو سقطت حصانة الذمم في مئات المواقع التي تقاتل بعرض البلاد وطولها
لسقط كل شيئ دفعة واحدة
وما عاد يحكى عن اسطورة المواقع الصامدة
سجن حلب وحاميته المتواضعة
يحكيان بالدم حكاية المبايعة
ومثله الفرقة السابعة عشرة في الرقة
و اللواء مئة وثلاثة وثمانون و عشرات المواقع المتفرقة
لهؤلاء الأبطال وشهدائهم والمفقودين منهم صباح الخير
للذين ينتظرون أن تأتيهم المؤن والذخائر مع الطير
للذين يقتاتون على العشب أحيانا
وهم من قيل أنهم محض جنود نظاميون فقط فاي جيش يقاتل فيه الناس مجانا
يستشهدون ويحاصرون ويجوعون و يصمدون لأنهم اهل عقيدة ومقاومة
كل يوم تعرض عليهم الأموال لينشقوا أو يبيعوا الموقع ويرحلوا وكل يوم مساومة
منهم من يحرس المصانع ومنهم معه الذخائر والمدافع ومنهم من يحمي المطارات
أو يؤمنون القمح والمحروقات
أو يحرسون حطوط النقل والقطارات
في الرقة بطولة وفي حلب بطولات وفي دير الزور تكتب الأسطورة
لو إستعرضنا نقاط التمركز وكيف محاصر يحاصر محاصر في الصورة
ستصير الدير اشبه بمنخل مثقب تتجاور فيه الشرائط والثقوب
هذا يصح في حرب العصابات لكن ليست هذه عقيدة الجيوش في الحروب
لكن أسود الدير كما عشرات الالاف في جيش الأسد أسود يحمون الأسود
و قتالهم قل نظيره بين الجيوش وجنود قل نظيرهم بين الجنود
أسود الدير وقد شيعوا العماد الشهيد الجامع الجامع
ما تغيرت عندهم خريطة المواقع
وما تغيرت فيهم الهمة
ولا زالت معنوياتهم في القمة
و مثلهم في الرقة والطبقة وفي درعا من نوى إلى الحدود
مقاتلون أذهلوا المراقبين عن أسرار جيش نادر الوجود
صباح الخير للأبطال
للرجال الرجال
صباح الخير لجنود مجهولين آخرين يبحثون عن الأمل
مئات من الشباب يرديون المساهمة و القيام بعمل
من معلولا حدثني أصدقاء أنهم بالمئات يريدون دورا في حماية بلدتهم و مستعدون للقتال
و انهم ككل سوري أدى الخدمة العسكرية جنود جاهزون ويعرفون الأودية والجبال
ومثلهم عشرات من شباب صدد
يسألون كيف يخدمون البلد
ومن حلب يتهيأ الشباب
ومن نبل والزهراء يأتيك المدد
ألوف يتجهزون ويقدمون الشهداء ويتساءلون ولا يهم العدد
لشباب الرقة المهجرين
وشباب الدير الميامين
و الأكراد في المغتربات
يتجمعون بالمئات
صباح الخير لهم كلهم بلا إستثناء
على روح العطاء و عزم الفداء
و بإسمهم أتوجه هذا الصباح بالنداء
لتأمين معكسرات التطوع في أماكن محددة
لكل محور قتال له صفة شعبية يخصص رابط ويعلن عنه باشكال متعددة
واحد لمن يريد التطوع للدفاع عن صدد
وواحد لشباب معلولا و آخر لشباب الرقة و آخر لشباب الدير وآحر للأكراد و آخر لشباب حلب ويعلن عن الروابط برقم هاتف يكفي ليشارك الآلاف في حماية البلد
وهم يعرفون بلداتهم و طرقاتهم وليسوا الضرورة جاهزين للقتال في اي مكان
الأهم أن يكونوا يقاتلون للعودة إلى الديار
تحت شرف التضحية مع حماة الديار
الأهم أن تهتم بهم الأخبار
الأهم أن يسمع المعنيون النداء
وهو أقرب للرجاء
من قلوب عامرة لا تعرف الإحباط
ملؤها العزم والنشاط
تضخ دما جديدا في المعارك
يعرف المقاتلون كل واحد ان له قضية وطن لكنه يعرف بالتخصيص أنه لأجل داره ومدافن أجداده و صون أرض الآباء وأرزاقهم يشارك
هذا واحد من أشكال التغيير اللازمة
فليضعه القادة إن كانت الفكرة سديدة على رأس القائمة
ليصير صباحنا لكتائب العودة عبر الأثير
كمثل صباحاتنا لجيش النصر و الصمود والتحرير
وكل منا ينادي
و عاشق الأرض يقول لعشيقته آن الأوان أن تعودي
و يمتشق دمه و هي تردد صدى صوته للبندقية أنت لحني وأنت عودي
و يصير رمز الكلام بين العشق والغد الجميل جيش ناصر و شباب صلبة العود تردد الرمز بزغردة الامهات في الأعراس عودي
ويسمع النداء بالرموز عشاق البلاد و البلاد يبني صرح أمجادها الأبطال
توزعوا من مهن البناء إلى الميدان نساء ورجال
حجار يضع المداميك
نجار يصنع الشبابيك
و هذا معمرجي وذاك حداد و رمال
يلاقون الهدم بالبناء فيفهمون رموز النداء ووقت الجد كلهم في ميدان القتال
صباح الخير لحزمة لا يفكها الزمان والنسيان بين عود وعود
صباح الخير لحزمة تجمعت لا فكاك بين أعوادها ولو تشتت بقوة التهجير فلا بد ان تعودي
ما مضى مضى لكن الغد صباح مهما كان الليل أسود فالفجر يهتك لكل الليالي سوادها
بلاد لا نخشى عليها جيش وشعب ومقاومة وقائد أسد يقود جبهة من ملايين الأسود
صباح الخير للأسد
صباح الخير للأسود
ناصر قنديل
2013-10-28 | عدد القراءات 4903