صباح الخير للسيد يرسم المعادلة ونقطة على الفاصلة – ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير لما أطل بهدوء الوجه والأسارير

 هدوء المؤمن الواثق العارف الخبير

بين يديه حبة تراب وبين يديه يصير التراب هو المصير

في عينه قدح نار والنار منذ الخلق آلة التغيير

قال السيد تقول  كل الأخبار

من صادق ومن عداى ومن يحتار

هو الخبر

هو المطر

هو القدر

هو بوليصة تاميننا ضد الخطر

أطل السيد ألا فلتطمئن القلوب

أطل السيد سنعرف كيف تخاض الحروب

أطل السيد أشرقت الشمس والوقت غروب

أطل السيد جاء القمر في عز الكسوف

أطل السيد فتبدد في القلب كل  خوف

أطل فأطلت قلوبنا من شرفات الضلوع

ترنو للقياه تقفز فوق بعضها بين الجموع

أطل فنبضت في محاجر العيون الدموع

أطل و تبسم وشبك يديه فإرتسمت بشائر النصر القادم

قال وصال وجال وطرح  وشرح  و أقنع وأبدع

في الحضور الأول حفظنا الكلام وإنتظرنا السلام

وما بينهما عيون سارحة وقلوب تنفصل عن الأجساد مبارحة

حال شغف وغربة وسفر ورحيل

تقارب العشق و تسبح فوق الغيم وتقارب معه المستحيل

يتداول الحاضرون يتشاورون ويتساءلون و يجيب الصدى

ستحضرونه مرة ثانية وثالثة لتستمعوا لفصل الخطاب وتدركون المدى

الآن أنتم سكارى و لستم سكارى في عيونكم ريشة طير وليس في العين قذى

تحفظون محطات الكلام هنا قال حتى وهناك  قال إذا

و تربطون بالمحطات أحاسيسكم الغامضة

هنا تبسم وهناك عبس و هنالك كانت يده قابضة

فتصير حتى مع التبسم معان كاملة حتى يسلم العدو بالهزيمة

و تصير إذا مع العبوس علامة الحزم والعزم وما أدراك ما العزيمة

و أما اليد القابضة فالجمر حارق من يوم علي و عقيل

و السيد قال و أحسننا و عندما نعيد السماع كثنى وثلاثا سنعرف التفصيل

لكنه قال وكفى و عرفنا من نبض قلوبنا متى نخاف ومتى تخرج الصيحات

ومتى يكون العود إليك ومتى نقول لبيك ومتى تتفجر الهيهات

كأننا قرأنا معه الخطاب قبل صعود المنصة

نتحرق لنملء كوب مائه إذا تهيأت في صوته غصة

وحفظنا معه النص والترنيمة الأولى

و تتبعنا سويا محطات البطولة

و توزعت بيننا  كسيمفونية مرسومة الأدوار بالثانية ولدقيقة

كل محطات عزفه العذب و تبلور الجواهر في الكلمات كما الألماس يغزل إلتماعاته الرقيقة

فتنساب  بين عيوننا  كالنعس وتخطف أنفاسنا وتطلق في لحظة واحدة  لنكمل معه تتمة القصيدة

كأننا كنا نعلم أنه سيقول  الحرب تشرف على النهاية

و ندعي العلم بالمجهول منذ البداية

ونحن كنا كلنا ننتظر ولا نعرف ماذا سنسنمع ولا متى سيكون الموعد الثاني مع النصر الإلهي

هو العشق و هي الثقة المطلقة بالنصر وفي النص هوالحقيقة المحققة و لخصومنا موعد الهزيمة المشفقة لكننا معه لا نريد الضياع في الأسباب و نخاف أن ينتهي الخطاب لنعيش بقية العمر بين عينيه و لتبق لحظة التماهي

سيدنا وقد أتممت علينا بالأمس جولة الحرب ما قبل الأخيرة

و أعلنت مواصلة المسيرة

وإن جنحوا للسلم جنحت بنا ومعك نجنح حيث تشاء ولو رميتنا في بحر من الحيرة

فكيف وأنت ترسم مع أسد الأمة وصانع نصرها مستقبل ابنائنا

وقلت يا بني سعود الحرب إنتهت كفاكم دما وخرابا ولا تختبروا غضب دمائنا

ولن تنجحوا ولن تربحوا فحددوا من اليوم الخسائر

ما كتب قد كتب وتحددت من اليوم  المصائر

يا سيدنا  معك إن جنحت حربا أو جنحت سلما فقد نسينا بين يديك الأرواح والبصائر

قرروا ونحن لها

أنت والأسد نقطة على السطر إنتهى

 

 

 

 

2013-10-29 | عدد القراءات 4909