صباح الخير
صباح الخير لمحاولات إختبار القوة وتوسيع الشرخ والهوة
صباح الخير لمعنى التصرف السريع في ردع الخاصرة الرخوة
صباح الخير لمعنى القرار في مواجهة خبث الإبراهيمي و مراهقة قدري جميل
ليست القضية قضية العناد وضيق الصدر بحق الإختلاف
بل بمعنى النظرة لدور الدولة ومهابة السيادة و منع الإستخفاف
فالفرق ميزان شعرة بين المرونة و الإستهتار و بين البساطة والإسفاف
الأخضر الإبراهيمي جاء يروج لوصفتين خطيرتين
واحدة عنوانها تحويل سوريا ساحة للمقايضة مع البحرين
عبر وضع النموذج اللبناني للصيغة الطائفية أساسا لتوزيع السلطة في البلدين
بدلا من إعتماد معايير الديمقراطية الأصلية وترك التنافس الحر للصناديق
و ترك الناس تحسم خيارها بين عدو وصديق
بين الغد المشرق بالإستقلال والكرامة و السياسات المبنية على الخضوع والمساومة
بين بطل المقاومة ونظريات التزييف والتزوير عن التنمية المستدامة
بين مرشح الشعب ضامن حقوق الفقراء بالتعليم والدواءو ضمان البائع والمشتري
وبين سياسات خصخصة التعليم والإستشفاء وفقا لوصفات الدردري
أما خطيئة الإبراهيمي الثانية أنه تجاوز حدود التفويض
فسوريا بلد يعاني حربا ضروس لكنها ليست الرجل المريض
ولن تقبل وسيطا يتعدى أصول الكياسة
و يتناول مستقبل الرئاسة
ومن جهة مقابلة وفي توقيت ليس مصادفة بلا اسباب
جاءت تصرفات قدري جميل الطائشة كرصاصة طائشة في سلوك الأحزاب
قدري جميل الذي حاز أكثر من إمتياز
والذي فشل بضبط تسعيرة المازوت والغاز
رغم كثرة حديثه عن الالغاز
و رغم تحدره من تاريخ فكري مشرف
وفي المسائل الوطنية صاحب موقف
لكنه تاجر والناس تعرف
أنه في كل شيئ يجيد إمساك الدفاتر
و أن التجارة عكس الوطن حقيبة مسافر
و مقعد على طاولة مفاوض
موال كان أم معارض
وأن اللهاث وراء المشاركة في جنيف
لا يعني السعي لوقف الصراع العنيف
فالعنف معلوم المصدر بوجود القاعدة
و قدري يعرف قواعد الحروب و ان سوريا لا تشذ عن القاعدة
قرر قدري صعود الدرجة الثانية من السلم
نسي القواعد في التعلم
أن الدرجة الأولى يجب أن تكون ثابتة واضحة كي تصعد السلالم
وأنها أعطيت لك لأن مشروع الدولة مسالم
لكنك أخطأت في التعريف
إذ ظننت موقف الدولة ضعيف
وقعت كما الإبراهيمي في سوء الإستنتاج
فإصطدمتما بالزجاج
و في لحظة واحدة كان القرار عند الناس تطلبا وصار إحتياج
فصدر القرار
عليكم التراجع او الفرار
الإبراهيمي يسحب كلامه
وقدري يتحمل الملامة
و بسرعة كان الإبراهيمي قد صحح
وإلا كان في بحر الفشل ترنح
و قدري صار خارج الحكومة
و صارت الحكاية معلومة
لكن السؤال
هو عن صاحب القرار
و شجاعة وسرعة الإصدار
مع الإبراهيمي للإشتباك قواعد تمس مهمة دولية
و يفترض أن الخوف والقلق على الضفة السورية
و إذا سيد القرار يعرف كيف يقيم الحسابات
و يتراجع الإبراهيمي عن التدخلات
ومن ظن أن سوريا تساوم على السيادة والكرامة مع الأصدقاء
و ظن ان علاقة قدري بالروس ستمنع سوريا أن تعلن عنه الإستغناء
وقع في ورطة التفريط والإفراط
و إرتكب خطا التسرع في الإسقاط
فما يصح في غيرها ليس يصح بحالها
سوريا قوية بشهدائها وقتال رجالها
و ليست رهينة ولا خاضعة
يطعمهن الحج والناس راجعة
فلا للروس ولا لإيران
تقبل سوريا علاقة الإذعان
الصديق صديق بإحترام الأصول
و السيادة كل لا يتجزأ لا يعرف أنصاف الحلول
و لا يعرف التعايش مع التنازلات للعدو وللصديق
و الديق لا يستبيح الشرف بإسم رفقة الطريق
و إلا تسقط البلاد في المساومات
وتصير ورقة في مهب الريح والمفاوضات
و لأن الله حامي سوريا بالأسد
فبه يكبر عنفوان البلد
صباح الخير للعنفوان في القرارات الصباحية
تحد من التفلتات الإستباحية
وتعيد الأمور إلى نصابها
تميز شباكها من بابها
صباح الخير لشجاعة الإقدام
صباح الخير والف سلام
على من قرر
ومن دبر
ومن قال بالحق الله أكبر
صباح الخير للنهار
صباح الخير للبشار
ناصر قنديل
2013-10-30 | عدد القراءات 7940