صباح الخير لحمص العاصمة وحمص الحاسمة - ناصر قنديل

صباح الخير

 

صباح الخير لحماة الديار يشقون الحصار عن حلب

صباح الخير للأخبار عن تسارع التقدم وإنهيار جيوش الجلب

من السفيرة إلى المطار ومن عفرين إلى مطار كويرس و إكتمال اسوارة الحرية

صباح الخير للجان الأكراد من شمالي حلب إلى رأس العين وصولا لليعربية

صباح الخير لإقتراب ميعاد وصل الجيش من اللاذقية

صباح الخير لجبل الأكراد وجبل التركمان

صباح الخير يا حلب وإقتراب ساعة تحقق الأمان

كل سوريا تحت سياط القهر والظلم والقتل والإرهاب وتقطع الأوصال والمخاطر

من الحسكة والقامشلي والرقة وحماة ودرعا والشام وحلب و الساحل أكثر من يخاطر

لكن المراقب والمتابع يشهد لمدينة منذ بدء الحرب وهي تدافع

حمص العدية تستحق أن تكون لها صباح الخير هذا اليوم

وهي في كل يوم على وقع الصواريخ والمفخخات تصحو من النوم

حمص التي بدأت الحكاية فيها بكل اشكال التخريب

مرة تصاب مراكز الدولة و مرات أحياء المدنيين أو المتظاهرين تصيب

في حمص تمركزوا

و على حمص ركزوا

فالخطة وضعها عقل خطير

يبدا من خطوط النفط والغاز في تفسير الألغاز

فطريق النفط والغاز من إيران والعراق إلى البحر لا يعجب قطر

و لذلك كانت حمص مكمن الخطر

و من لبنان ترتيب خطوط الإمداد بالسلاح

ومن العراق الإرهابيين

فكانت حمص الساح

وصارت حمص الكمين

و في حمص عقدة المواصلات بين المحافظات

منها وإليها خمس إتجاهات الشام والجنوب وحلب والشمال

ومنها وإليها الشرق والصحراء و حماة وصولا للساحل معقل الرجال

فحمص في الحرب هي العاصمة و مفصل المفاصل

من وصل إليها فعبرها إلى كل مكان واصل

و في حمص تتشكل مجموعة التعدد الطائفي والعرقي بين السوريين

ففيها يبنى ويهدم هيكل الوحدة المتين

فيها تصير الحرب اهلية

وفيها تصان الوحدة الوطنية

وفيها احياء تعتاش على التهريب

والفارون من العدالة و المحترفون للتخريب

و فيها احياء تفيض بالبطولة

وأحياء مصانع للرجولة

وفيها خطوط تموين المحافظات بالمحروقات والطحين

ومراكز التخزين

هذا عدا عن المواقع العسكرية المهمة و التي يجب ضربها لتسهيل المهمة

وعدا عن أحيائها المناسبة خصوصا الأحياء القديمة

وما توفره من فرص للتخفي والقتال بالطرق المتعرجة والمستقيمة

فكانت حمص العاصمة

لكنها كانت حمص الحاسمة

ففي مرتين كانت حمص باب عمرو القول الفاصل

بأن الجيش قادر متى اراد على إمساك المفاصل

و في مرة لا تقل خطورة

غيرت الخالدية وجه الصورة

من حمص أرادوا إمساك سوريا من خصرها

ومن حمص ردت سوريا و حسمت امرها

في حمص أرادوا أن تكون الوقيعة والفتنة

ومن حمص تمكنت سوريا من الخروج من المحنة

في حمص حشدوا المهربين والمطلوبين والمخربيين والإرهابيين والقاعدة

وفي حمص رسم مستقبل سوريا من شعب وجيش و لجان هبت للمساعدة

صباح الخير لحمص تقاتل

صباح الخير لحمص الجرحى و الشهداء

صباح الخير للرصاص والقنابل

و صباح الخير لحمص العطاء

صباح الخير لتحرير ما تبقى من أحياء

ففي حي الوعر سيتقرر آخر الفصول

و في ريفها سيحسم مصير القتل و الخطف والمجازر

ليس بعيدا كلمة الفصل تقول

أن الرستن لحقت خناصر

وفي حمص البوصلة و القياس

و تحديد إتجاه الريح

منها نهضة الجيش و الناس

ومنها ارادوا إنهاك سوريا

ومنها سوريا تستريح

صباح الخير لحمص العاصمة

تعصم نفسها عن الحرب الطائفية

فتعصم سوريا عن الشرور والبلية

صباح الخير لحمص الحاسمة

تحسم  الوعر والرستن

فيكون الجيش قد تمكن

من حسم نصف الحرب و تحقيق الإنتصار

وتكون حمص حكاية الحرب والسلم و الإعمار

صباح الخير لحمص بإختصار

ناصر قنديل

2013-11-02 | عدد القراءات 5412