صباح الخير لإنجازات متسارعة تعلن إقتراب الساعة - ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير لتحول ربما لا يدركه إلا الخبراء و الذي إمتهنوا التخطيط في الجيوش ويحللون

فقد اثبت الجيش السوري خلال سنيتن أنه قادر على إسترداد كل موقع يحتله المسلحون

لكن التحول الذي لا يخفى على العيون

في معارك الشهر الأخير

يؤكد أن النصر الميمون

صار في ربع الساعة الأخير

وأنه في علم الحرب تحول خطير

فالمسالة لم تعد أن الجيش إذا قرر فتنفيذ قراره مضمون

لأن النصر في كل معركة يقاس بكلفة الوقت والدماء

والتحول في المسار يعني أنه كلما تناقصت تكاليف الإنجاز

صار النصر أقرب إلى اللحظة التي يبدو أن التسارع يقارب الإعجاز

فلنحسب على أصابع اليدين و نرى كيف أن الميزان قد مال

مواقع كانت محصنة و تشكل مفاصل تغير وجه القتال

الديابية محور قتال يقفل الطرق للمطار

والحسينية تربط السيدة زينب بالقدم والحجر الأسود فمخيم اليرموك فيكتمل من الخلف  زنار

أما حتيتة التركمان فقيادة النصرة  فيها و ترتبط بها الغوطتان من حول الشام

ومنها يراهن المسلحون على طريق الحرب والسلام

و تأتي المعضمية طريق المحافظات الجنوبية

حدث هذا في ريف دمشق في ثلاثة ايام كل هذه المواقع تتساقط بإيقاع سريع

رسمت معادلات تستلزم اشهرا و اسابيع

المهم هنا هو الإيقاع

وليس فقط ما كسب وما ضاع

فالاف المقاتلين يهزمون مع سماع الطلقة الأولى للهجوم

وربما يكون عدد المهاجمين نصف أو ربع المدافعين وربما كان العدد معلوم

في كل موقعة تتسارع وتيرة تساقط المواقع فلا يبقى موقع قوي وموقع ضعيف

حتى تكاد تظن ان صدرو  قرار الجيش يروح بالصدى فتسقط المواقع كأوراق الخريف

يكفي أن تسمع المواقع لتنهار أصوات جنازير الدبابات كما تتساقط الأوراق بصوت الحفيف

ويقرر المشغلون وقف الإنهيار فيتحدثون عن حرب القلمون ويجهزون ويستعدون

و تكون معركة صدد

بالآلاف يهجمون ويخطفون البلدة من حضن البلد

و يتمركزون وبين الناس يحتمون و ينصبون الكمائن والأفخاخ والألغام و العقد

ويصدر الجيش صافرة القرار

فيتقدم ويلوذون في عتمة الليل بالفرار

و تستعاد صدد وتعود لحضن الجيش ويتأكد أن الأمر أبعد مدى

من مجرد التساقط بترداد الصدى

و الجيش يتابع المسيرة

و العقدة الكبيرة

الإقتراب من مواقع الشمال

و فك الحصار عن حلب

فهناك أم المعارك وهناك أشرس القتال

فكلهم جلب

و عليهم الإستبسال

و يفترض أنهم من أهل العقيدة و أصحاب العصب

يموتون ولا يستسلمون وعندهم كل اسباب الصمود و خلفهم جبال

و في ليلة واحدة

القوة الصاعدة

تقتحم اطراف المدينة والمدينة حزينة تشتاق لصوت المدافع

و تشق القوة طريها بين المواقع

شراذم تطلق النار ونصفها بينسحب ونصفها بلا عزم يدافع

دخل الجيش محررا قبل الفجر الطالع

و صار النصر عند الظهر كالنجم الساطع

وفر ألوف بعد موت المئات

وفي البساتين يختبئون يلملمون الشتات

تلاحقهم القوات بالنيران

فيختبئون كالفئران

منهم من يستسلم ذليلا

ومنهم من يتطوع دليلا

وهذا التحول الخطير

ينبئ بدنو الساعة

وان النصر الكبير

قد بات صبر ساعة

صباح الخير للنصر

صباح الخير للصبر

صباح الخير يا حلب

تنالين الحرية أخيرا بالدم وما كتب

صباح الخير للساعة و الشجاعة وإنتظار آخر الأخبار

ففي كل ساعة نصر جديد يستحق الإنتظار

صباح الخير حماة الديار

ناصر قنديل

 

 

 

 

 

 

2013-11-03 | عدد القراءات 8062