صباح الخير لصدد وحكاية العائلة الشهيدة و الدكتور سركيس - ناصر قنديل

صباح الخير

 

صباح الخير مجددا لصدد

لتكريم مبدع مكلوم من هذا البلد

وعبره تكريم كل المبدعين والشهداء من الآباء والأزواج و الأبناء

وتكريم كل الذين ضحوا وسقطوا وإرتقوا إلى عليين مظلومين ولمن بقوا شهداء أحياء

صباح الخير لحكاية تحكي حكايات كثيرة

وهي بعينها ورمزها وشخصها وأشخاصها يستحقون أن نستذكر السيرة

لكن الحكاية تمضي عبر كل سوريا وكل أيام المحن

لتحكي حكايات آلاف يستحقون وهم يشبهون من سنحكي عبرهم حكاية وطن

كما بالأمس حكاية أم دياب في ريف حلب

وكيف الشجاعة لإمرأة عجوز فككت بذكاء فطرتها فتاوى المسلحين الجلب

صباح الخير للدكتور سركيس دروج وعائلته الشهيدة

صباح الخير للدماء التي كتبت قصيدة

صباح الخير للعائلة التي سقطت بكبارها وصغارها قبس نور يبقى في الذاكرة

ليحكي الأجداد للأحفاد حكاية حقد الهمج والبرابرة

كيف كانت غزوة القرن الواحد والعشرين أشد قسوة من غزوات المغول والتتار

وكيف كان القتل مجانا بلا سبب والسبي وقطع الرؤوس والذبح الحلال و الرمي في الآبار

هي حكاية هذا السوري إبن صدد

الذي تفوق في كل ما درس و شعاره من جد وجد ومن زرع حصد

فكان أمثولة الأخلاق والعلم والتفاني والمثابرة

منذ شبابه مسكون بهاجس أن تكون سوريا بلاد العباقرة

فكان في الفيزياء وفي الكيمياء عالما ترفع له القبعات في المؤتمرات وتأتيه من  كل الدنيا الجامعات لطلب محاضرة

والدكتور سروج من الذين أوفدتهم الدولة التي يرديون هدمها

النظام الذي يتحدثون عن إسقاطه و الدولة التي قدمت لأبنائها دمها ولحمها وشحمها

ففي سوريا فقط اليوم يتعلم الطلاب حتى التخصصات العالية مجانا

وفي سوريا يتطبب الناس فقراء وأغنياء طالما يتخذون من الدولة عنوانا

و في سوريا تعامل الدولة مواطنيها في كل شيئ بمعيار أنها تبني إنسانا

ومن سوريا وفي سوريا تخرج في بيت فقير كما قال لي معارض ذات مرة

كيف أهدم دولة خصصت أولادي أطباء ومهندسين ومحامين و ببضعة قروش تعلمت كل الأسرة

في سوريا ومن سوريا الدكتور سركيس واحد من الذين يعرفون قيمة أن تكون لك دولة

وقد إرتشف المعاناة والفقر حتى الثمالة كما تنفس عليل الهواء جولة بعد جولة

من الدير تعلم وهو يتيم وتدرج حتى بأعلى المراتب تخرج

وتزوج  الدكتور  وكانت له اسرة تحكي حكاية السعادة والفرح حتى حلت الماساة اللئيمة

العائلة التي يروي أهل حمص وريفها أنها لا تعرف إن خدشت آذانها أن تفهم او ترد الشتيمة

زوجة تعلم الأجيال علما وأخلاقا وحب الوطن والآخر

و عنقود صغير بحبتي لؤلؤ رنيم وفادي على خطى العباقر

وأم أقعدها المرض و حماة مسنة وعم عجوز سلسلة حب و عشرة

كلهم معا في لحظة قرر المحررون الأشاوس أن يعدوا للعشرة

ففي صدد وجدوا ضالتهم التي منها ترفع راية الحق على الباطل

و في صدد يجب أن يكتبوا حكاية الأوائل

وكيف تكتب حكاية الأمجاد

ما لم يكبل الأجداد المقعدون بالأصفاد

وتقتل الأم أمام أولادها ثم يذبح الأولاد

ولا يكفي القتل كي يتم جيش الغرباء المآثر

فسيكتب التاريخ انه لم يكن بمستوى رد الثأر لخناصر

فهناك سقط ابو مصعب وحنظل والعاص و بقي الشيشاني والبغدادي يفكر كيف يحاصر

وليس في صدد مقاتلين ولا سلاح ولا من يحزنون

إذن كيف يكون العمل ؟

يجب أن نرمي العائلة لقاع البئر عقابا على ما حصل

أليسوا كلهم سوريين ؟

أليس العقاب واجبا دون تعيين ؟

لكل من ينتسب لهوية البلد

والقرعة وقعت على صدد

و صدرت الفتوى بالإبادة كل من يتنفس الهواء دون تمييز الدين والعبادة

رموا العائلة في البئر العميق و سدوا فوهته بالحجارة

هكذا افتى أمير الإمارة

وأفتى بأن تزور الأحداث والأخبار

وان يتهم الجيش بالمجازر في فضائيات الحزي والعار

ولما دخل الجيش يلبي النداء

و يكشف الظلم والقهر ويزيح الستار

وجد الشهداء يتعانقون و يطلقون النداء

لكل حر شريف في هذا العالم الظالم الذي يمول ويسلح بشرقه وغربه لإرتكاب المظالم

أن كفى

حرام هذا البلد الجميل

حرام أن لا تردوا الجميل

ففي كل بقعة من  العالم ثمة بقعة من جميل سوري على الحضارة

أو رقعة من قماش سوري او قارورة عطر ياسمين أقوى من سفارة

يقف المفجوع

بكل الخشوع

ويقول أنا سركيس دروج الذي عاش يتيما في البداية

يعود يتميا في طريق النهاية

لكن لا تتركوا سوريا و خذوا العبرة من الحكاية

ليس لدي أحلام جديدة و لا طموحات عندي

فرحم الله الشهداء وليس افضل من فيهم اولادي وزوجتي وحماتي عمي وجدي

المهم ان لا تدعوا سوريا تكون بين الشهداء وتختم بالدمع بعد الدم القصيدة

للدكتور الميتم مرتين

صباح الخير هي إستحقاق دين

لن تضيع سوريا و لن يكون إلا النصر المبين

وفيها شباب وقائد وشعب بنوا هذا الجيش للتاريخ والمستقبل شعب أمين وجيش امين وقائد امين

هو هذا سر سوريا وسر الصرح المتين

صباح الخير لك ايها المبدع اليتيم المرتين

لم تنته مسيرة البناء وانت كما عاهدت من قبل ووعد الحر دين

انك الشهي الحي

والشاهد الحي

و العقل الذي تحتاج البلاد

و بدل أولادك كل أبناء البلد عندك الأولاد

فشمر عن الزنود لورشة البناء

كما نذرت نفسك لمسيرة العطاء

وانت في الصباح ياسمينة تتفتح

بعبق الشهادة العظيمة تتصبح

صباح الخير دكتور سركيس

معك أحلا صباحات النصر والمجد للشهداء في العلياء وبك العطاء نقيس

ناصر قنديل

 

 

 

 

 

 

 

2013-11-06 | عدد القراءات 4345