صباح الخير لعاشوراء ولسيد الشهداء – ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير لأيام لها في الوجدان و العيون والمدامع

يحيها الطيبون و يشعر بوقعها المظلومون وكل أمة تدافع

و أهل الحق أيا كانوا فهم حسينيون لأن فيهم يضعة من حسين

وكل جائع أو عطشان

أو حامل للواء نصرة الإنسان

مدافعا عن أرض ووطن

أو رافعا لدم الشهادة بوجه المحن

لو كان مسلما أو مسيحيا أو بوذيا أو من العقائديين

ففيه من الحسين روح أو التشارك بالجروح و اقرب من غيره للدين

هذه كلمات الإمام الخميني في عاشوراء في نداء وحدة المستضعفين

فقضية الحرية واحدة لا تتجزأ كما العبودية واحدة لا تتجزأ مهما إبتعد الحر عن الحر أو دنا

فكل من يكسر جزءا من قيد عبوديته هو إنما يبني مدماكا في صرح حريتي أنا

لأن من يكسر قيدا من قيود العبودية يقرب ساعة طلوع شمس الحرية

وكما العبودية نهج وثقافة فالحرية روح شفافة

من يكبل العقول بالخرافات ويدير شؤون الناس بالسخافات

و يقيم عليهم الإمرة و يعمل في رؤوسهم السيف

ليس مهما أن يكون رداؤه الدين أو العقل أو الدستور أو شعاره الحرية فكله زيف يبرر زيف

الحرية التي خرج  ينادي بها الحسين شعارا

هي نداء متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا

وهي حرية عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه حرية أن تتحدى لأجل الحق الخطر و أن تمارس بالفعل لا بالقول أن الساكت عن الحق شيطان أخرس وهي ذاتها حرية لو تجسد الفقر لي رجلا لقتلته و حرية  إنما أنت بمذكر ولست عليهم بمسيطر وهي حرية أن تصان كرامة الأوطان وكرامة الإنسان

أن لا يملك أحد بقوة المال رقاب الناس وعقولهم

وأن لا يستعبد احد بقوة الدين عقول الناس واموالهم

وان لا يباع الوطن في سوق النخاسة

و لا تباع أرواح الناس وكراماتها في السياسة

و ان لا يتحكم الجاهل بالمتعلم

وأن لا يتجاهل الناس صرخة متألم

وأن لا يقرر شؤون الأمة أشباه الرجال

أو يتحكم بمقدراتها خسيس و نذل و  محتال

الحرية في الحسين إنتظام أمور الأمم

و الحرية في الحسين تعالي النفوس على المال والجاه لحساب القيم

و الحرية في الحسين حرية القول والفكر وصرخة ألم

و الدم أبو الأحرار

والدم أبو الثوار

الثائر الذي يقول يا سيوف خذيني

و الثائر الذي يقول  هيهات منا الذلة

و ليس بثائر من يدقق بدينه وديني

ولا من يجلب لقومه او بلاد ه مهانة ومذلة

الثائر الذي يقف للحق دون إحتساب كثرة أو قلة

و ليس بثائر من يتسول على ابواب الملوك والمراء مالا و يدعي العفة

ولا من يرى القشة في  عين غيره ولا يرى الجمال في عينه قوافل مصطفة

وليس بثائر من لا تشبه القضية النظيفة التي يدعي وسائلها في النظافة

فالقضية النبيلة من نبل الوسائل ونبل حامليها تنتشر وتذاع

ولا بثائر من لا يشبه حلفاؤه إدعاءاته الثورية فتحالفات الثوار شفافة

 ولا تتغير مبادئها بحجة الظروف والأوضاع

في جمع الثوار العرب رأيت يزيدا ولم ار الحسين

في الربيع الضائع بين اقدام الغزاة رأيت كيف يسفك دم الثورة مرتين

 في كذبة الثورات رايت ابي جهل وابي لهب يعلنون الإمارات و رايت قطع الرؤوس والذبح الحلال وكيف تصير كل بلادنا كربلاء

رايت أمة تشتري قيودها وتكبل عقلها بكواتم الفهم ككواتم الصوت

و لحى صفراء و غوغاء ودهماء وتجارة الموت

و رايت الحسين في نداء المعذبين والمفجوعين و المحبطين

ورأيت زينب تبكي علينا ورأيت كيف يستشهد مرة ثانية زين العابدين

وكيف عطش الفكر أشد وطأة من عطش الماء

وكيف يصير بإسم الدين المزور العطش للدماء

كما بإسم الإسلام كذبة حكم يزيد تستحق من الحسين ثورة

تستحق كذبة الثورة في الربيع المزور ثورة في الثوررة

عاشوراؤنا في كل بلد من بلاد العرب

حيث تحكم العصبيات الجاهلية

و الأفخاذ الملكية

و بدلا من رنين الأفكار يرن الذهب

وحيث يحكم المسخ العجيب أرض العمالقة

و البهلول يتحكم بالعقول الخارقة

وحيث يشهر بوجه الاطفال والنساء السلاح

و تصير العقيدة الثورية  إسمها جهاد النكاح

وحيث تطفئ أنوار الكهرباء بإعتبارها من البدع

وتلغى المدارس و المستشفيات و يصبح لسان الأمير الجاهل في العلم أستاذ الرياضيات وفي الطب مبضع

بدلا من ان نبكي الحسين في عاشوراء

فالحسين يبكينا

أمة تقودها الجاهلية مرة واليوم تقودها الجهلاء

وقد نسيت فلسطينا

لم تعد كربلاء يتيمة فقد تعمم بفعل بني سعود على كل بلادنا  الكرب والبلاء

و صارت الخلافة مرة أخرى بالصناعة ليزيد ولو صار إسمه اوباما او كيري

فيناديه سعود وقد إصطف بين يديه الثوار أمرك سمعا وطاعة يا اميري

 قيل في الماضي قل  لي  من تعاشر اقل لك من انت وفي السياسة قل لي من تحالف

طريق الحسين تعرفها من عكس إتجاه طريق يزيد فتسلكها بان تخالف

فإن كان الأميركي يزيد عصرنا وسارق بلادنا وثرواتنا واحلامنا وعمرنا

فكل من يشهر بوجهه سلاح المقاومة و يرفض على الكرامات المساومة

هو في طريق  الحسين الجديد

منتصر أو شهيد

سيد كان أم اسد

يحمي فكرة أو بلد

صباح الخير للحسين و من سار في الطريق اليه

و السلام لمن تصدى للظلم والعدوان والإحتلال وثار عليه

أسهل الطرق للحسين تمر من فلسطين

فمن ضاعت عليه فليسأل في القدس عن الفلسطينيين

ويصلي في قيامتها و اقصاها

سيعرف ان طريق القدس من تحرر الشام

و من الشام تتحرر مكة ويعم السلام

وتضيئ القدس كنائسها والمآذن

و تنتظر الفتح عروس المدائن

صباح الخير للشام

و لحملة الراية في المقاومة

للأسد والسيد الف دعاء بالسلامة

وعلى الحسين السلام

ناصر قنديل

 

 

 

 

 

 

 

 

2013-11-07 | عدد القراءات 4834