صباح الخير
صباح الخير لما نسمع نتنياهو يستغيث ويعلن الفاجعة
أن أمريكا تقامر بأمن إسرائيل وقد وقعت الواقعة
والكلام ليس للمتاجرة
ولا إبتداع فكرة المقامرة
فإسرائيل فعلا تشعر بالقلق و الإرتياب
من إتفاق تم أو ينتظر خلف الباب
و هي اليوم تحسب ألف حساب
فقد إنطلقت لخريطة جديدة أخطر صافرة
ووقع بين أمريكا وإيران باحرف نافرة
أخطر إتفاق لا مكان في لإسرائيل
و الأمر عندهم لا يحتاج إلى تحليل
وقد إعتادوا في تل ابيب أن اي تفاهم في الشرق يبدأ عندهم حرفه الأول
أو يمر بهم قبل الوصول إلى البحث العميق و المفصل
تصل الرسالة للراغبين بالتفاهم مع أمريكا
أن إسرائيل بوابة العبور وليست تكتيكا
هذا ما تبلغته مصر وتركيا والسعودية وقطر
أن من يريد الحماية الأمريكية كي لا يكون في خطر
أو من يريد حل مسألة مالية أو سياسية
أو الدخول في علاقات ودية
فبوابة واشنطن في تل ابيب
ومفاتيحها وحدها تصيب
فيتراكض القوم إليها راغب وراء راغب
وينفذون الأوامر والمطالب
وتعرف إسرائيل ان ثلاثة عقود من الأزمة الأميركية مع إيران
كانت لأن إيران رفضت هذه المعادلة وإرتضت مواجهة خطر العدوان
على أن تذل أو تهان
كما تعرف إسرائيل أن القصة النووية منذ البداية حلولها موجودة ومتعادلة
وأن الذي تغيرهو أن امريكا للمرة الأولى ترتضي تغيير المعادلة
فلا تبقى إسرائيل ممر التفاهمات
ولا شريكا في المفاوضات
وأن هذا هو التغيير المرعب والمخيف
و ليس التفاهم على التخصيب المرتفع والخفيف
وان التفاهم الآن لايتم مع دولة بعيدة كالصين التي أجبرت رغم عظمتها على التعاون مع إسرائيل
كي تتدفق إليها قبل عقود توظيفات الرساميل
و الصين لم تكن تعمل يوما لزوال الكيان
فمن يعمل لذلك علنا أمس و اليوم وغدا وكل يوم هي إيران
وإيران هي إيران بلاد فارس العظيمة وليست قطر بضع آلاف بل مئة مليون
هي القوة العظمى الداعمة لكل أحزاب مقاومة بأشفار العيون
ومعهما سوريا الصاحية للحرب وليست كباقي حكومات العرب النائمة تسدد من كراماتها الديون
إذن تعرف أمريكا معنى وخطورة التحول الكبير
و رغم ذلك ترتكب هذا الفعل الخطير
و غدا يفهم الأتراك وسواهم سر التغير و تسقط إسرائيل كأولوية للعبور
ولا يحتاج الأمر كلاما بل يكفي ما بين السطور
من يضمن بقاء كامب ديفيد و من يضمن القاهرة
إذا كان ممكنا التفاهم مع أمريكا بلا إسرائيل فمن يمنع تكرار المقامرة
الخوف يسكن بني صهيون
ويذرفون دما بدلا من دمع العيون
تلك هي المسالة وتلك هي المعضلة
أن خط إيران ينتصر و لم يعد بيد إسرائيل مفتاح الطرق المغلقة
ولم تكن قضية إسرائيل مع إيران في يوم أن تعترف او لا تعترف بالمحرقة
القضية هي الوصول للتفاهم مع امريكا دون أن يكون في تل ابيب القفل والمفتاح
و المعني هنا هو بالعقيدة الأخطر و بالجيرة الأقرب وبميزان القوة صانع السلاح
والمعني هو المنتصر بالشراكة مع المقاومة في لبنان وفلسطين
والمنتصر بالشراكة مع سوريا لنصرة المقاومين
و دولة جيش الملايين
و الإقتصاد المتين
فالمسالة إذن اخطر من أي خطر يوقع
تصيب المقتل وليست تصيب فقط مكانا يوجع
فيصرخ نتنياهو يا عالم يا هو
إسرائيل تحتضر وتختصر
إنقذونا
بعد الكيماوي السوري والنووي الإيراني ديمونا
لم يعد مهما ان يأتي دورنا بل ربما في الحرب يشوونا
و سيفرض الروس سلمهم بدل سلمنا إن لم يسلمونا
ويقولون لا مكان للألغاز
سلموا مفاتيح النفط والغاز
وكي نحميكم من حرب قادمة
عليكم بإسرائيل مسالمة
بلا أظافر ولا أنياب
ولا مكان للزعل والعتاب
إما المقاومة
وإما المساومة
ووفي الحالين لن تقوم لكم قائمة
لذلك ذهب نتنياهو إلى شارون في المستشفى وهو منذ سنين في الكوما
يبكي تحت قدمية يقول طار الحلم التاريخي يا ملك فما قيمة الحكومة
هيكل سليمان و القيامة والاقصى صاروا أضغاث أحلام
هنيئا لك لم تشهد ما نشهده وأنت كما من ماتوا لا تشعر وانت تنام
افسح لي مكانا بقربك فخير أن ندفن أحياءا من رؤية سبابة السيد
يطلب منا الخروج في عاشوراء نهتف ونؤيد
وغدا يامرنا بان نقول بالعبري فلسطين عربية أو لبيك يا حسين
ويطالبنا بأملاك الفلسطينيين دينا مستحقا وربما بفوائد الدين
هذا إذا لم يأت جيش الأسد
ويقول حدودنا هذي البلد وهذي البلد ويحصل على الجليل والحولا
وما النفع عندها وقد صرنا اذل القوم نستجدي الحلولا
نرحل او نقبل او ندفن جنبك احياءا يا ملك إسرائيل
نام نتنياهو وهو يستجدي الجواب من شارون والجواب مستحيل
صباح الخير لحائك السجاد العجمي المحترف و القطبة المخفية
هذه هي لعبة التفاوض الذكية والصمود والمفاوضات السرية
صباح الخير لما صار وما سوف يصير
كيف سيتبع القلق بعد نتنياهو كل من باع الضمير
صباح الخير وهم يرتعدون خوفا وترتعش فرائصهم
يتوهون ولا يعلمون ما بهم
فقد صارت الحكاية قرب النهاية
صباح الخير للبداية
صباح الخير للآية
و إن ينصركم الله فلا غالب لكم
صباح الخير ولى زمانكم
صباح الخير جاء زماننا
فابكوا ما شئتم احلامكم و نغني ما شئنا احلامنا
ناصر قنديل
2013-11-16 | عدد القراءات 4984