صباح الخير
صباح الخير للحظة التي لم نشهد مثلها في التاريخ
لا في حروب المشاة ولا في حروب الصواريخ
لا في رجال الأمن ولا الحراس ولا الجنود و لا الضباط
ولا بين المقاتلين والإستشهاديين ورجال الرباط
سيحكي عنهم التاريخ في مقارنة الوقائع وليس الكلام
بين عمليتي المارينز و الحاكم العسكري الإسرائيلي ومقابلهما عملية السفارة الإيرانية و بينهما حقيقة الإسلام
قبل واحد وثلاثين سنة وقبل ثلاين سنة بالتتابع و في مثل هذه الأيام
إمتشق إستشهاديون عقولهم وأجسادهم وارواحهم ترفع
وكانوا في المرتين إثنين واحد يفتح الطريق والثاني يصل إلى الموقع بدمه يوقع
يتقدم إستشهادي يفجر نفسه ويتلوه إستشهادي يحقق المتوقع
هكذا كان الإنجاز المقاوم في ضربتين غيرتا وجه لبنان والمنطقة
في سنتين رسمت بدماء الإستشهاديين وخططهم لأمريكا وإسرائيل خطة الخروج بضربات منسقة
ومهما طال الزمان كان لابد أن يرحل الغزاة بعدما وضعوا في المضيق
و بات الأمر بإنتظار اللحظة الأنسب للتطبيق
و بالمقابل جاءت القاعدة تقلد المجاهدين و تسرق التقنية
ومن لا يعلم فليعلم أنها لم تنفذ قبل المقاومة اي عملية إستشهادية
ونسمي عملياتهم إنتحارية لأن الإستشهاد لا يقال عن فطائسهم
ولا يمنح شرف الشهادة لمن يحمل مواقفهم
لكنهم سرقوا التقنية التي طورتها المقاومة بالأصل
كيف يصير جسد المقاوم حاملا للمتفجرات بالنيابة عن صاروخ لم يصل
ومتى وفي أي شروط تضحي بالأرواح
ومتى يصبح الإستشهاد هو السلاح
فلا يقتل مدني حتى لو كان ابن عميل في عمليات المقاومة
والقضية في الدين والوطن لا تقبل المساومة
وتبينوا مثلا كيف كل حرب تموز في ذروة العدوان
لم تشهد عملية إستشهادية رغم ضراوة النيران
و كيف كانت القاعدة تقتل الشباب بالمجان
بالآلاف عمليات إنتحارهم في العراق
و قاربوا الألف في سوريا مشتاق يبلغ مشتاق
مهابيل ومجانين يغنون للقاء القمورة لأن قضيتهم الحورية في الجنة
يطعمونهم الأكاذيب ويغسلون عقولهم و يفجرونهم عن بعد أحيانا وهم ليسوا النفوس المطمئنة
ولا ادخلي في جنتي ولا عودي إلى ربك راضية مرضية
مقتلة ومذبحة بلا قضية إلا ما يمثله جهاد النكاح
حتى إنتحارهم تتمة لهذا الجهاد المزيف المباح
فلا يقيد في لوائح الشهادة من تسكنه الشهوات المريضة
لا يموتون قربة لله ولا لنصرة دينه ونبيه ولا يؤدونها كفريضة
ولا يحسب بين الشهداء من لم ينزف دما لأجل فلسطين
أليس ملفتا أن القاعدة وقد تعدت في عمرها العام الثلاثين
و قد إستباحت دماء كل شعوب الأرض بلا تمييز
من أمريكا إلى فرنسا والعرب والعجم والإنكليز
و أثبتت كما تقول أنها القوة الخارقة للحدود وحواحز الأمن والحماية
فإستهدفت وضربت واصابت من برجي التجارة في نيويورك إلى قطارات مدريد
وتوزعت الدماء على ايديها على مساحة العالم و هل من مزيد
إلا إسرائيل
لم تنزف جنديا او مستوطنا أو حتى عميل
بقيت بامان القاعدة وسلامها
رغم كل الكلام عن اليهود في كلامها
لم يطعن قاعدي مستوطنا بسكين
لا في القدس ولا في باريس ولا حتى في الفلبين
انتحاريو القاعدة نسخة مزيفة عن الإستشهاد إذن
لم يقتلوا في الله ولا في القضية ولا للأمة ولا للوطن
قتلوا لشهوة مجنونة أو لكذبة ملعونة او لصناعة الفتن
وبالمقارنة مع عمليتي المقاومة الإستشهاديتين وحجم الإنجاز
سنرى عملية الإنتحار في السفارة الإيرانية كيف حطمها الإعجاز
الإستشهادي رضوان فارس هو الخبر المعاد
القائد المقاوم الذي تحكي سيرته صفحة الأمجاد
من القتال في كل جبهات القتال
بوجه الإحتلال
ومن الإستعداد كل مرة للشهادة
والسيرة شاهدة
بعقل القائد وليس بتفاهة القاعدة
إمتشق الرضوان الثاني كما الرضوان الأول جسده وروحه يواجه الإنتحاريين
و إرتقى شهيدا غلى عليين
هذا معنى أنه المسؤول عن وحدة الحراسة في السفارة
أن يكون الأول و في المقدمة دائما يتلو الفاتحة على روحه مسبقا ويتشهد بالله و يطلق روحه صفارة
فيكون إنذاره الأول للحراس والناس بالرصاصة الأولى تصيب الإنتحاري الأول على الدراجة
و لما يسقط ارضا كما تسقط بعد الذبح دجاجة
و يتململ ويفجره رفاقه عن بعد
يتهيأ الرضوان الفارس للوجبة الثانية من القتال و يجهز الرد
و يستنفر المقاومون الفرسان و تتقدم السيارة المفخخة بأقصى السرعة
فتمتشق الأجساد الباسقة أرواحها و تتفتح الصدور العامرة للموت مشرعة
ويطلق الرضوان رصاصه الرشاش و يصيب و يعطل قوة الإندفاع و يتحطم زجاجها ويثقب الحديد
ويختل توزان سائقها و يهجم عليه مقاوم صنديد
يمسك الباب ويمد يده على خناق الإنتحاري بلا شفقة
ويتعاركان حتى تتفجر العبوة بفعل الموقت المزورع والمحدد بدقة
فتفشل العمليتان ويصير الإنتخريان كمعلق على مشنقة
يفشلان لأن إستشهاديين يعرفان للإستشهاد البوصلة و قلوبهم حاضرة
سجلا أول مرة في تاريخ تعطيل عمليات التفخيخ الإنتحاري أول ظاهرة
وهذا هو مفهوم الحرب سجال بين الإنتحاريين والأبطال
فشلت العملية على السفارة الإيرانية هذا هو الخبر وهذا هو المقال
صباح الخير للرضوان الفارس
صباح الخير لرجال المحارس
صباح الخير للمقارنة بين كيف تفجر المارينز والحاكم الإسرائيلي في الثمانينات
و كيف تفشل عملية تقليد مزورة رصدت لها الإمكانيات
وتجمعت لها أموال بني سعود ومن إسرائيل المخابرات
يفشلها عقل وقلب قائد وحارس
ومن تمرس بالحرب كعقل وقلب إستشهادي وفارس
صباح الخير للمقارنة و الحصيلة و تبارك الدم المقدس وتبارك الشهداء
من الحراس والمقاومين والناس الأبرياء
صباح الخير لهم في العلياء
وعلى سيرة الشهادة يحلو المسير
أما الفطائس فإلى جهنم وبئس المصير
ناصر قنديل
2013-11-20 | عدد القراءات 5285