صباح الخير ليوم الإستقلال يصنعه الرجال ويحفظه الرجال - ناصر قنديل

صباح الخير

 

صباح الخير يا لبنان يا وطني بحبك

صباح الخير لأرزك الراسخ

صباح الخير لقلعة بعلبك

صباح الخير لشعبك الشامخ

صباح الخير وقد حيرت الجغرافيا والتاريخ فيك تلبك

صباح الخير تصنع قواعد اللعبة في آسيا و الصواريخ ثوبك الأشيك

صباح الخير للإستقلال الذي لم يصنع بلعبة دولية

والذي لم يولد كهبة أجنبيه

صباح الخير لشهداء حرب إستقلالنا الأول في وجه العثمانيين

ولشهداء إستقلالنا الثاني عن الفرنسيين

صباح الخير لوقفة بشامون وقلعة راشيا وإعتقال الحكومة والعلم

صباح الخير للأمير مجيد إرسلان يوقع على الأرزة بالقلم

صباح الخير للذين مارسوا الإستقلال قامات وقامات

في الجيش كانوا بينما في السياسة رجال التسويات

في الجيش كان جميل لحود وكان فؤاد شهاب

رجال فهموا أن الدولة قرار حر و وأن الجيش أسد غاب

وفي السياسة قالوا لهم قوة لبنان في ضعفه

وقالوا أن رمز الديك في عرفه

فالجيش عندهم ليس إلا عرف الديك

والحماية تاتي بالتكتيك

حتى جاءت نظرية حلف بغداد ونزول المارينز في بيروت

و قال الجيش كلمته مع عبد الناصر وحسم مع الشعب في الشوارع والبيوت

وكانت دولة المؤسسات والقانون والرعاية التنموية والعلمية والإجتماعية

وتكالبت كل رموز المصلحية والطائفية والمصالح الخارجية

وعادت القوة مرة بالضعف ومرة بالميليشات الطائفية المسلحة

وصارت الدولة كانتونات كقطعة قماش مشلحة

وصارت الأرزة الخالدة في يوم مسخرة ويوم شتيمة

حتى جاء الإجتياح الإسرائيلي يتوج الإنقسام بالهزيمة

وصار السؤال

عن الإستقلال

لقد فقدنا الوطن وفقدنا الدولة والبعض يراها محنة

والبعض يراها مجرد فتنة

والإستقلال الضائع على الأوطان لعنة

وأين قوة لبنان في ضعفه

وقد نتف ريش الديك و قص المحتل أطراف عرفه

فأخذ من الجيش قطعة وأذل فيه الروح و الأمجاد

وصنع جيشا عميلا يقوده ضابط إسمه سعد حداد

وجيش الدولة الرسمية يقمع الضاحية والجبل

والمارينز عادوا وكرروا ما حصل

ولما تضيع الشعوب جيوشها تحت جيش الإحتلال

وتشعر في عمق وجدانها بالمهانة وضياع الإستقلال

تقابل العيد بعيد بأي حال عدت يا عيد في كل مناسبة ومقال

ويصيبها الغثيان من مظاهر الإحتفال

و تشعر بالهوان ما لم يخرج منها الرجال

يعيدون المعنى والقيمة للإستقلال

وخرج رجال المقاومة

رجال لا يعرفون المساومة

رجال قهرتهم الدولة التي جاؤوا لحمايتها

تعرفوا على سجونها قبل أن يرفعوا رايتها

وما هانوا و لا هانت عليهم الأوطان

بل كانوا طريقها لرفع الذل والهوان

وتابعوا مسير الشوك والجبال والكهوف

لا يعتريهم قلق ولا يحدهم مجال ولا يصيبهم خوف

لا يغريههم المال ولا ترتبك معهم الحروف

وكانت مسيرة الشهداء

زكانت مسيرة الدماء

و كانت المواجهات في البر والبحر والفضاء

وكانوا جيش الوطن الثاني وكانوا الأوفياء

و صاروا سيرة الناس وصناع الحدث والخبر

هنا فجروا وهنا دمروا وهنا حوصروا وهناك إستشهادي بروحه حضر

ومن هنا مروا ومن هنا تسللوا ومن هناك فروا عندما تحولوا عند العدو إلى هدف

والحرب سجال والرجال رجال وها هم يصيرون الرقم الصعب في المعادلة

هكذا العدو إعترف

كانوا بالعشرات وصاروا عشرات الآلاف

و صاروا الشعب بالبزة العسكرية

والشعب في الميدان لا يخاف

ولا تعوزه العبقرية

كيف وان على راس المقاومين قائد لم تر مثله العيون

ولا إرتاحت لغيره القلوب ولا لغير صوته يطربون

يطل القائد وتطل العمامة وليست هوية طائفية

عمامة جده الحسين والحسين للشهادة هو الهوية

والحسين علامة إنتصار للحرية

الحسين عابر للطوائف والأمم

والسيد قائد المقاومة و محرر الوطن وحامي العلم

وإستردت الدولة بعضا من الهيبة وبعضا من المحبة

فقد قاد جيشها وتولى الرئاسة الضابط الذي نحبه

إميل جميل لحود قائد للجيش

إميل جميل لحود رئيس للجمهورية

بعضهم يصف رهانه على المقاومة بالطيش

وبعضهم يصف علاقته بالأسد بالعبودية

وهو هو كما ابيه رمز للعنفوان والعزة والحرية

لكن لا نبي في وطنه كما قالها جبران

قالها يومها عن نفسه لكنه قالها أيضا عن لبنان

لكن الجنرال المقاوم عاش وساهم في صناعة ثالث عيد للإستقلال

وكان العيد للجيش وجنوده وضباطه الأبطال

لكنه عيد المقاومة والتحرير جوابا على السؤال

والعيد عيد صناع القرار

في الخامس والعشرين من ايار

عيد صنعته شراكة الثلاثي المجيد

السيد والأسد ولحود

من يقبل فليقبل ومن لا يقبل فليقل ما يريد

الثلاثي الجديد

الشعب والجيش والمقاومة

لا يقبل المساومة

عنواننا في العيد

وشعارنا للإستقلال

صباح الخير للعيد والإستقلال

صباح الخير كل عيد للرجال الرجال وسيد الرجال

صباح الخير يا سيد الرجال

يا صانع المجد والعز في تموز

و خلفك طبقة سياسية عجوز

صباحك كل الخير تعيد الفخر للوطن

إذ ساورته المحن

ناصر قنديل

 

 

 

 

 

 

 

 

2013-11-22 | عدد القراءات 4614