صباح الخير لدمشق تعوض قاهرة جمال عبد الناصر
تستشعر مصدر الخطر وتضع اليد على الجرح وتجاهر
تؤشر نحو مصدر الفساد والخراب
ومن أين تأتي قوة الإرهاب
كانت القاهرة في مسيرة الإستقلال والنهضة
ولم يكن لدى عبد الناصر النية في أي جملة معترضة
حتى بريطانيا وفرنسا وأمريكا أراد معها علاقات متوازنة
ما لنا لنا وحدنا و ما عداها عندما نعيدها تعود علاقاتنا مستقرة آمنة
وراسل عبد الناصر حكومات الغرب المعنية قبل تأميم القناة
محددا طلبات مصر بإسترداد حقوقها من الغير قبل أن يصفهم بالمستعمرين الطغاة
ولما قرروا العدوان الثلاثي على مصر وشاركت إسرائيل
وقف لهم الشعب والجيش وكانت مقاومة لا تعرف القال والقيل
أنهار دماء وخراب مدن وعمران حتى يتحقق الإستقلال
حتى إكتمال المقال
فالقضية قضية أوطان وحرية شعب و ليس ترفا ولا مجرد عناد
بل قضية كيف يكون الشعب حر وكيف تصان حقوق البلاد
ولما إنتصرت مصر على العدوان
و إحتفل الشعب بنصره في كل ساح وميدان
كانت أميركا قد ميزت موقفها و أكدت حق مصر بالتأميم
فأرسل عبد الناصر لها رسائل الود والتحية والرغبة بالتعاون من الصميم
وبدأت دراسات السد العالي بمعونة أميركية
وطلبات السلاح وجهت لأميركا ومنها كانت معونة غذائية
لكن لما بدأ الأميركيون يمارسون الضغوط
قال عبد الناصر مصر لا تقبل صداقة مشروطة فالصداقة ليس فيها شروط
ولما تكلموا خارج اللياقة قال لهم بلا معوناتكم بلا بلوط
مصر لا تموت من الجوع إن أوقفتم بعضا من الفراخ والشاي والبن والقمح عن المطاحن
ولا تركع لأنكم دولة عظمى ولا لأنكم تملكون مع العواصم الكبرى حق الفيتو والخط الساخن
مصر قررت أن كرامتها هي الأغلى وان مصالحها تكون تحت سقف الكرامة أو لا تكون
وقررت أن العرب أمة واحدة وشعوبها تملك حق الإستقلال
وطرد عملائه وإخراج كل إحتلال
فوقفت إلى جانب شعب اليمن في ثورة أجمع العالم على صدق حالها
وحتى تلك اللحظة كان لسان حالها نحو السعودية مالنا ومالها
فوقف بنو سعود يمولون وينظمون الدعم للعملاء
ويهاجمون مصر وعبد الناصر في العلن والخفاء
حتى وضع عبد الناصر يده على الجرح
وعرف المولود الطبيعي من الطرح
فكشف القناع عن حكم بني سعود
وكيف أنهم تتمة لإستيطان اليهود
وكيف باعوا فلسطين
وعندهم العلم اليقين
أن شعبها سيشرد
وأنه سيقتل إن تمرد
فقد إتفق عبد العزيز
وبايع الإنكليز
بإسم اللقبين
حاكم الجزيرة وخادم الحرمين
أنه لن تقوم لفلسطين قائمة
ما دام بنوه وأحفاده اسرة حاكمة
فأرسل عبد الناصر قواته لتحمي اليمن
وتقدم المؤن وتمنع الفتن
فقاتلوه و إستنفروا كل الجزيرة
فقال قولته الشهيرة
أن جزمة الجندي المصري في اليمن وتاج الملك سعود
و حسم الأمر وعرف ان فلسطين لن تعود
إلا إذا تحررت الحجاز ونجد
وحسم الأمر عن قرب وبعد
وكان ما كان و تمكنوا من مصر ومن عبد الناصر
لما جمعوا السم والحرب والسادات المتآمر
ودار الزمان وعادت الرياح لخيار المقاومة
وكانت سوريا بأسديها لا تقبل المساومة
وكان سيد النصرين عمامة وعلامة وزعامة
فعاد التاريخ نفسه مرة أخرى بالتفصيل
وظهر حكم بنو سعود وراء كل عميل
وأعادت المؤامرة تكرار نفسها
و فلطسين تبكي قدسها
لكنهم رصدوا المال والسلاح والرجال وجاؤوا من كل إتجاهات الأرض بالقاعدة
و لكانت فلسطين عادت لو أنفقوا لأجلها مما أنفقوه لإسقاط سوريا من أموالهم الفائدة
لكنهم كما كانوا
لا يعرفون للأوطان معنى فقد أدمنوا على الخيانة يوم خانوا
ومن هانت نفوسهم عليهم فقد هانوا
ووقفت سوريا تدافع
ووقف معها كل أحرار الأمة في كل المواقع
و لما بدا النصر يلوح في الأفق
حاولوا أن يسدوا بوجهه كل الطرق
وكان لهم بالمرصاد
وصار نصره محسوما على الأوغاد
قامت قيامتهم وجالوا كل العواصم
يحرضون ويمولون حربا بلا هوادة و لا يخشون في الباطل لومة لائم
فنزلوا وطلعوا أدراجا وسلالم
و أرسلوا العتب وقللوا الأدب
وإدعوا في عدوانهم تمثيل العرب
فجاءهم بشار الأسد بما كان مع عبد الناصر
و حملت الشام حمل القاهرة وقررت أن تحسمها من الآخر
ليس هناك امل للعرب إن قبلنا التسوية وقد قبلناها من قبل مرات عديدة
أو إرتضينا تعويم الحكم السعودي بداعي التسامح والصفحة الجديدة
مين جرب المجرب كان عقلو مخرب ودنب الكلب مية سنة وعاد أعوج
اللسان العربي والقلب العربي ما بيصير معرب وما ليس اصيلا لا يستحق منفذا ولا مخرج
فكان القرار بكشف الساتر والمستور
وملك الرمال لنجدت أنزور
وتحتفل الشام بعد يومين
بوضع الكحل العربي في العين
وليشهد العالم معنى الذهاب حتى نهاية الطريق
ومعنى الفرز بين العدو والصديق
جاءت اللحظة المنتظرة
و لتكن حتى النهاية هذه المرة
صباح الخير للغد العربي المشرق
صباح الخير لنهضة توحد ولا تفرق
صباح الخير للأسد ناره تحرق
ناصر قنديل
2013-12-10 | عدد القراءات 5554