صباح الخير
صباح الخير لتمرين ذهني هذا الصباح
بالعودة إلى ما قبل عام رغم قرقعة السلاح
ماذا جرى وماذا يجري فنعرف ماذا سيجري على طريقة شبك الرماح
كما كان يوزع الرومان
اراضي الدلتا في النيل بعد الطوفان
فنسأل مثلا أين كان كلام وكانت افعال الأمريكان
نتذكر انهم كانوا يقولون لا للتفاوض مع إيران
وإن قالوا سنزيد العقوبات وغضبت يقولون هذا بعض مما عندنا فما ردكم
وإن قالت هذا يعقد المفاوضات اجابوا تعرفون ما نريد فهاتوا ما عندكم
ونقرأ اليوم أمريكا تتمسك بالتفاهم مع إيران ورئيسها يناشد نوابه وقف العقوبات
ورغم ذلك من يغضب هم الإيرانيون ويتدخل كيري متعهدا بالتصدي والتمسك بالمفاوضات
ويلاطف ظريف بإتصال هاتفي لا تغضب يا صديقي فهؤلاء بعض المتطرفين
علينا إمتصاص وإحتواء التطرف وأنتم تتفهمون الظروف فساعدونا لتجاوز الكمين
وعن الامريكان ايضا انهم لوراثة الدولة السورية قبل عام كانوا يعدون الإئتلاف
وهم اليوم يبلغون بعد نهاية الجيش الحر وبعد التحضير لجنيف وتفاهم الكيماوي أن الإئتلاف صار معدا للإتلاف
ويعطون السعودي الفرصة لتغيير في الموازين ويعلمون انه فاشل
وأنه خسر في القلمون وحدها ألف مقاتل
و أنه إرتكب في عدرا المجازر
وأنه أعجز من ان ينجح في كسر حصار أو أن يحاصر
ويقولون له هات ما عندك للنفاوض
من بديلك للإئتلاف كمعارض
فيجيبهم أمير الجماعة مدني بلا عمامة ولا طربوش
لكنه من جماعة الزرقاوي وإسمه علوش
ولا تخافوا من تاريخه السيئ وحاضره المريض
فهو مخابرات سعودية بالخط العريض
و رغم ذلك تعلن واشنطن وقف المساعدات العسكرية
وتتبعها لندن بالمعية
وتذكروا قبل عام أيضا وأيضا كيف كان الحال
أمريكا تزبد وترعد وتهدد بالقتال
وكيف هي اليوم كالنعامة
تدرس ولاية الفقية وأصول الإمامة
وكيف كان حال الأخوان
في مصر و تركيا وكل مكان
و كيف وكيف دار بهم الزمان
وكيف ثار لهم في البداية كيري وإنتفض
ثم قال أنهم سرقوا الثورة وحسنا فعل الجيش فإعترض
وإعترف بالتغيير الجديد
ولو كان الأمر تسليما للسعودية وإرضاءا لها فقط
لما كان التعامل مع السعودية في ملفات سوريا وإيران بالنقط
ولما كان التعامل مع مصر الجديدة في ملفات الجامعة
خلافا لما تريد السعودية في التمهيد للتسوية في سوريا بينما السعودية ممانعة
هي امريكا تتغير لانها عجوز عاجزة
لم تعد تملك الوقت واستنفدت قدرة الحرب الجاهزة
تبحث عن حفظ ماء الوجه ولم يعد يهمها الجائزة
سلمت لموسكو أنها في صراع الشرق هي الفائزة
وسلمت لإيران أنها دولة عظمى تدير الخليج
وسلمت لسوريا انها إنتصرت رغم الضجيج
وتعمل جهدها لتطبخ لإسرائيل خطة أمنها وسلامها
قبل أن تغادر أفغانستان ويتغير كلامها
ففي عام الإستحقاقات الداهمة
لم يعد مهما أن تبقى إسرائيل العظمى ولا الكبرى ولا القوية بل يكفي أن تخرج إسرائيل سالمة
تسلم أمريكا بالتحولات
وتعرف أنها قادرة على صنع التفاهمات
وتعرف ان تقرير بايكر هاملتون الموجود في الأدراج
والذي يعترف بالحقائق وماذا على أمريكا أن تفعل ومن تحتاج
جاء وقته للعودة للأضواء
بعدما منحت إسرائيل والسعودية فرصة إتلافه وصولا إلى الإلغاء
وأنه اليوم سيعود قاموس سياستها ومنه تكتب الألفباء
هذه هي أمريكا التي تحكي لغة المصالح
تبيع وتشتري وتعرف كيف ومتى تحارب وكيف ومتى تصالح
تخلع حلفاءها كزوج أحذية ضاق على قدميها
و تعرف القوي ولا حرج إن سجدت له كما تركع لصنيمها
المال والمال صنماها واحد لكف اليمين وواحد لكف الشمال
هما عقيدة أمريكا في الوداع والإستقبال
صباح الخير للتغير من حال إلى حال
صباح الخير لرجال يعرفون كيف يغيرون ونعم الرجال
ناصر قنديل
2013-12-17 | عدد القراءات 5554