صباح الخير لفيروز وفيصل المقداد وزياد الرحباني - ناصر قنديل

صباح الخير

 

صباح الخير للثقافة والفن والسياسة عندما تجتمع بالأخلاق

فلا قيمة لمثقف أو فنان أوسياسي مهارته تبديل الجلد والنفاق

صباح الخير للفرق بين القول أن السياسة والثقافة والفن فعل إنتماء

وبين القول أن كل شيئ في الحياة إقتناص للفرص بين الاصدقاء والأعداء

وتحقيق للمصالح بنفوذ ومال ومناصب وجوائز وجاه

و جمع للرضا والقبول من كل إتجاه

الحياة لمن أختار أن يكون في الضوء محض إختيار

بين من يكون قدوة للوصولية التافهة ومثالا يحتذى في المنفعية الوضيعة فيصير شيخ الشطار

وبين أن يكون مثلا وقدوة على طريق الرسل و الأنبياء شهيدا ينتهي او يكون سيد الإنتصار

من يختارون طلب العلى ولو على خازوق او يكسرون مزراب العين على طريقة جحا

او يقيسون النجاح بكم من المال في حساباتهم وكم عدد سياراتهم وكم يقبلون من الأيادي ضحكا على اللحى

يقررون أنهم محض عابرين في الحياة يستغلون الشأن العام لتعويض فشل التنافس الطبيعي مع الأقران

صار سياسيا لأنه فشل بالنجاح في مهنته ومنافسة زملائه المتفوقين إذا وضع في الميزان

أو صار فنانا وصارت فنانة بلا موهبة ولا حضور ولا ثقافة بل باللعب على الغرائز

و إستثمار الجهل والتخلف لتحقيق نجاح مشوه لكنه في حسابات المصارف فائز

تجار السياسة وتجار الثقافة وتجار الفن أكبر تشويه للفن والسياسة والثقافة

حولوا الرسالة الراقية في تقديم التميز للعقل والقلب والروح إلى سخافة

و ساهموا بتعميم روح النصب والإحتيال والتزوير والتقلب إلى فلسفة للنجاح

وإستعملوا الأضواء لخوض حرب أنانية مريضة وإستغلوا الناس سلاح

أما اصل المسالة كما قالها جبران أن تكون نبيا او لا تكون

والنبي هنا مبشر وليس مرسلا من الله خالق الكون

نبي الفن ونبي السياسة ونبي في الثقافة يعني أن يكون نبيا في الأخلاق

صاحب رسالة لتأصيل النفوس وتهذيب الأرواح وتدريب العقول و ملتقى العشاق

يسقط دونها أو يفوز

تلك هي الرحبانية وتلك هي فيروز

أن تسعى لنيل ضرورات الحياة الكريمة ليس إنتقاصا من قيمة وصدق الرسالة

كأن ترفض فيروز الغناء في المطاعم والملاهي والمراقص وتحتمل ظلم المقالة

وأن لا تغني لملك او أمير

 بأجر لو بلغ الملايين  او لزفاف البيك والوزير

وان تشترط لحفلاتها النادرة اجرا يليق بحقها في الحياة الكريمة

وان لا تغني الا نصوصا والحانا تحمل الرسالة وتقدم اداءا عالي القيمة

تلك هي المدرسة الفيروزية وتلك ايضا فلسفة المقاومة

على المبادئ لا مساومة حتى الشهادة .....وفي النصر حسن توظيف ولا تواضع يضيع قيمة الإنتصار

معادلة يصيغها كل أحرار العالم بإختصار

هكذا هو العبقري  زياد

لصباحه كل خير في كلامه بوضوح وعناد

عن معنى أن فيروز مع سيد المقاومة وفلسطين والقدس بلا تردد وإلبتاس

وعن معنى الوقفة في سوريا لأن الموقف من إسرائيل هو المقياس

وعن الثقة بموقف روسيا يقول  زياد بطريقته العبقرية المختصرة

أن نومه كالدب وشغله كالدب وكلامه كالدب يعني ان روسيا بسوريا و معها كالدب منتصرة

لزياد وفيروز كل الخير كل صباح

وصباح الخير لفيصل المقداد مقداد الديبلوماسية السورية وصاحب القول السلاح

في كل محطة نكتشف عمق قيمه واخلاقه ونكتشف شجاعة هذا الرجل كل ساعة

فالوقفة لعدو ربع شجاعة والوقفة لصديق نصف شجاعة والوقفة لصديق في لحظة الحاجة كل الشجاعة

هذا معنى أن تقول لبوغدانوف أخطأت يا صديقي و مردودة مع كل التقدير لك هذه البضاعة

فسوريا لا تزال قوية ودولة سيادة ولا تؤمر

والنصر شراكتنا و لنا في صناعته النصيب الأوفر

فإنتبه يا عزيزي درو روسيا موضع تقديرنا ولها كل الإحترام

في السعي لتعميم القانون ونشر السلام

لكن شعب وجيش سوريا لا يمزحان ويتلاعبان بالسيادة

ولا يسلمان لأحد مهما إقترب وغلا دفة القيادة

فالرئيس الذي نحبه ونريده خيمة الوطن

هو من  تصدى للمخاطر والفتن وصان البلد من المحن

ومسالة الرئاسة تخص السوريين وحدهم وليست للمفاوضات

وليست سوريا فرصة لتحقيق المكاسب على ظهر التضحيات

ولا مكانا لمعادلة اعطيني لاعطيك وخود وهات

صديقنا نحفظ له مواقفه ونقدر الوقفات

لكن إسترضاء الخصوم والسعي لدروالوسيط

لا يتم على حساب المبادئ والقيم بالتفريط

ولا بالتنازل عن الشروط والقواعد بالتقسيط

و لا بإعتبار الكلمة مجرد أحرف و أخذها او تركها امر بسيط

فنحن شعوب  دينها كلام وسياستها اللغة

ولا تقبل في المونة من أحد أي مبالغة

صباح الخير لك ايها المقداد بوضع النقاط على الحروف والمساءلة

فالكلام الحر للأصدقاء رسالة موازين القوة التي تحكم المعادلة

صباح الخير للفروسية والنخوة والشهامة

صباح الخير لقول الحق قبل السؤال عن السلامة

صباح الخير للأحرار لا يعرفون تلاوة فعل الندامة

صباح الخير لينتصرون بأخلاقهم ومنظومة القيم

صباح الخير للشرف الوفاء و الجيش والوطن والعلم

 

ناصر قنديل

2013-12-20 | عدد القراءات 6238